فشل النادي الإفريقي في العودة ببطاقة التأهل من أولمبي سوسة عندما واجه أضعف نسخة من النجم الرياضي الساحلي لهذا الموسم ليقضي الفريق على آخر فرصه في إنقاذ موسم هزيل للغاية. وتتحمل الهيئة والإطارات الفنية مسؤوليات كبيرة في الحصاد السلبي في ظل التهاون الكبير بسمعة الفريق وتاريخه. وأهدر الأفارقة على أنفسهم فرصة خوض مسابقة خارجية في الموسم المقبل فانسحابهم من الدور ربع النهائي قضى على إمكانية لعب كأس «الكاف» من بوابة الكأس كما أن المنافسة على المرتبة الرابعة تبدو مسألة شه مستحيلة بما أن الفريق سيلاقي الترجي الرياضي ثم النجم الساحلي في سوسة من جديد وسيكون مطالبا بتحقيق الفوز في لقاء على الأقل مقابل هزيمة اتحاد بن قردان في لقاءيه المتبقيين كذلك. العابدي من جديد عرفت مباراة أولمبي سوسة فوضى كادت تصل إلى تبادل للعنف بين حمزة الوسلاتي وعلي العابدي حيث يتهم رئيس الفرع ظهير الإفريقي بالتخاذل والتحريض عليه. وفي الحقيقة فإن الطرفين يتحملان المسؤولية لأن العابدي تجاوز كل الخطوط الحمراء لأن اللاعبين طالبوا بالجلوس إلى المسؤولين بغاية الاطمئنان على مستحقاتهم لاسيما وأن الموسم شارف على الانتهاء و استجابت الهيئة و كان من المنتظر أن يجلس رئيس الفرع مع بلال العيفة باعتباره قائدا للفريق لكن العابدي و عديد اللاعبين الآخرين الذين فقدوا كامل الثقة في الهيئة و خاصة في رئيس الفرع كان لهم رأي مخالف حيث قاطع العابدي الجلسة فارضا أن تكون له كلمته في الموضوع فكان هناك تشنج كبير كاد يصل الى حد التشابك بالأيدي فهل يعقل أن يتصرف مسؤول في الافريقي بهذا المستوى ؟ إشكال العقد قبل التحول إلى سوسة لجأ علي العابدي إلى الأستاذ علي عباس من أجل مقاضاة النادي الإفريقي والحصول على رخصة خروجه من النادي الإفريقي بالمجان. العابدي كان قد أمضى عقدا لمدة ثلاثة مواسم مع موسم إضافي قابل للتجديد لكن في إطار سعيه للرحيل لجأ إلى علي عباس بحثا عن صيغة لفسخ العقد ليقوم المحامي بإرسال إشعار النادي الإفريقي قبل ساعات من مواجهة النجم الساحلي مضمونه أن العابدي لن يواصل مع الفريق استنادا إلى صياغة خاطئة في العقد. وافتعل العابدي مشاكل بالجملة هذا الموسم مستغلا الظرف الصّعب الذي يمرّ به الفريق وهو ما يطرح عدة نقاط استفهام عن الكيفية التي يتعاطى بها بعض اللاعبين مع النادي الذي انتشلهم من الفشل كما هو الشأن مع الظهير الأيسر الذي ذاق الأمرّين في مركب المرحوم حسان بلخوجة لكنه لم يكن بالجرأة نفسها التي نجدها اليوم. فشل الهيئة و جحود اللاعبين عقب ما جدّ في الملعب الأولمبي بسوسة وفي إطار البحث عن الضغط على الهيئة المديرة بخصوص المستحقات المالية سعى بعض اللاعبين إلى الاتصال بزملائهم بغرض فرض «الأمر الواقع» على الهيئة والحصول على ما أمكن من مستحقاتهم (آخر أجرة تسلموها كانت لشهر مارس) خصوصا أن الفريق مقبل على مباراتين من الوزن الثقيل أمام الترجي الرياضي والنجم الساحلي. وبحسب المعطيات التي بحوزتنا فإن هناك رغبة في إيقاف تمارين ما قبل الدربي إلى غاية الحصول على المستحقات ولا يعرف كيف سيتصرف المسؤولون من أجل إيجاد مخرج للفريق من هذه الورطة ؟ ولا يعد نادي باب الجديد استثناء في البطولة بخصوص المستحقات المتأخرة فكل الأندية تقريبا تعاني من نفس الإشكال لكن محدودية الرصيد البشري وعقوبة المنع من الانتداب جعلت بعض اللاعبين يعتقدون أن الفريق سيتوقف في غيابهم. لكن لا بد ّ من الاشارة أن الهيئة الضعيفة جدا و التي لا مصداقية لها هي التي دفعت اللاعبين لهذا السلوك لأن اللاعب عندما يفقد ثقته في الهيئة يرفض التضحية بمستحقاته فما بالك عندما تكون وعود الهيئة دائما كاذبة .