جَاءت هزيمة «الدربي» لتفتح ملف الزاد البشري الذي يُكلّف خزينة الترجي حوالي مليار في الشهر الواحد وهذا حسب الأرقام الرسمية المُعلن عليها من طرف أمانة المَال. وتُوجّهُ النسبة الأكبر من هذا المبلغ لتغطية رواتب لاعبي الفريق الأوّل مُقابل جزء صَغير للإطارات الفنية المُوسّعة ومن المعلوم أن الامتيازات التي يتحصّل عليه مدربو الأكابر سجّلت انخفاضا ملحوظا منذ رحيل البنزرتي الذي كان «يلهف» امتيازات تفوق الخَيال. بين الموجود والمنشود يُضحّي الترجي وبالأحرى رئيسه حمدي المدب بمليار في الشّهر الواحد لتأمين مستحقات اللاعبين والمدربين وهو ما يعادل تقريبا عشرة أضعاف الإعتمادات التي ترصدها جمعيات أخرى تنشط أيضا في الرابطة الأولى. هذه التَضحيات المالية الضّخمة تفرض على اللاعبين تقديم اضافات نوعية في الميدان هذا ما لم يطالبهم البعض بعدم النزول من «البُوديوم» قياسا بحياة العزّ والدلال التي يعيشونها في الحديقة «ب». والحقيقة أن بعض العناصر نجحت إلى حدّ ما في الظهور بمستويات َتتوافق مع الامتيازات المُعتبرة التي تتحصل عليها وفي المُقابل تحوّلت عدة أسماء إلى عبء ثقيل ما لم نقل إنّها «مرسكية». وقد جاءت هزيمة «الدربي» الذي خاضه الفريق بتشكيلة تغلب عليها العناصر الاحتياطية ل»تَفضح» «المرسكين» ولتؤكد للمرّة الألف أن الترجي قد يكون في حاجة إلى القيام بغربلة واسعة النطاق للتخلص من كل الأسماء التي تقبض المَال ولا تُنتج وهذا الأمر لا يستقيم في فريق ينام ويستيقظ على الانتصارات والتتويجات. أسماء بالجملة قائمة اللاعبين «المُتّهمين» بالعَيش على هامش الأحداث تضمّ الكثير من الأسماء التي قد نستحضر منها على السبيل الذكر على الحصر الحارس الاحتياطي علي الجمل الذي أفنى عمره على البنك. هذا فضلا عن المباركي الضائع منذ أشهر طويلة والربيع الرافض لمنطق التطور ومحمود الذي «خذل» بن يحيى بعد أن توقّع له مستقبلا زاهرا في الدفاع. ويمكن أن ندرج في اللائحة نفسها المشاني الذي تحوّلت اصاباته وغياباته إلى «لغز» كبير تماما مثل الرجايبي وهو ضِمن أغلى الصّفقات التي عقدها الفريق في السّنوات الأخيرة. ولا ننسى طبعا الجويني الذي استنفد كلّ الفرص. وقد تتوسّع اللائحة لتشمل عناصر أخرى بقيت في الصف الثاني والثالث مِثل الماجري وبن صغير والجزائري مزياني. الرأي والرأي الآخر يُنادي الكثيرون بضرورة القيام بالغربلة مع نهاية منافسات البطولة في 15 جوان. هذا في الوقت الذي ينظر فيه البعض إلى هذا الملف من زاوية مختلفة. ويعتقد أصحاب هذا الرأي أن الاتفاق حاصل بشأن ضعف الانتاجية لدى عدة عناصر لكن هذا لا يخفي أبدا استفادة الفريق من الأسماء الاحتياطية لمواجهة الغيابات الناجمة عن الإصابات والعقوبات أوكما حصل الآن بسبب احتجاب العناصر الدولية المُتواجدة مع المنتخبين التونسي والجزائري (6 لاعبين). ويشير هؤلاء إلى نقطة أخرى تهمّ الجانب المالي وتعتقد هذه الجهات أن الترجي لا يتكبّد أعباءً ثقيلة بفعل عناصره الإحتياطية بقدر ما يخسر أموالا ضخمة لتغطية مستحقات النجوم «الكبار» أمثال «كوم» والبدري والبلايلي وبقية الأسماء التي تحصل على أكثر من 50 ألف دينار شهريا. وفي كلّ الحالات فإن الترجي على وعي تام بأن الزاد البشري في حاجة إلى مراجعة شاملة ليستفيد الفريق رياضيا ومَاديا.