ظاهرة الركوب في وسائل النقل العمومي مجانا أو «الترسكية» بالمفهوم العامي لا يمكن أن تنتهي مهما فعلت الشركات للقضاء عليها. وهذه الظاهرة هي «رجالية» بحتة إن صحّ التعبير ولم يحدث أن سمعنا بأنثى «مرسكية» إلا في حالات نادرة تكون فيها الأنثى تلميذة عادة وقد نسيت اشتراكها المدرسي في المنزل مثلا. لكن ما رأيكم في امرأة يكون شكلها وهيأتها إنها محترمة ويمسك بها المراقب في المترو «بالكمشة»؟! والله لو فعلها شاب، لسبب أو لآخر، فإن ذلك يبدو للناس أكثر من عادي من كثرة ما «يفعلها» الشباب يوميا. لكن أن تضع امرأة نفسها في موقف محرج فهذه لا تفعلها إلا صاحبة «رقعة» لا مثيل لها..! «يدوّخ» فقط حدثني أحد الأصدقاء قال: «منذ سنوات وأنا أعاني من تلك الحشرة التي تسمى بالفرنسية «cafard» ولم أجد لها حلا لأنها تأتي من قنوات التصريف الصحي ومن اللوح ومن «الحيوط» ومن الماء أحيانا - ولا تستغرب اذا قلت من السماء فبعضها -ان كنت لا تعلم يطير- المهم أني فرحت هذه الايام عندما قرأت عن مبيد فعّال يقضي على هذه الآفة القضاء المبرم فأسرعت الى العطّار واشتريت المبيد المبارك وظللت أكثر من ساعتين أتصيّد «الكافار» وأرشه بالمبيد. وكانت فرحتي تكبر كلما انقلبت حشرة على ظهرها و«رمات القاتلة» بعد ذلك قمت بجمعها في مكان واحد عسى أن أتخلص منها في الصباح فأرميها في مكان بعيد.. لكن يا لخيبة المسعى.. فعندما نهضت في الصباح لم أجد حتى المكان الذي جمعت فيه تلك الحشرات! لقد كان واضحا أن المبيد لم يفعل فعله سوى أنه «دوّخها شوية».. وبعد أن نمت أنا مطمئن البال «طارت الدوخة» فخرجت تلك الحشرات تدعو لصاحب المبيد بطول العمر لأنه على الأقل مكّنها من تلقيح يجعلها بعد ذلك «متعودة دايما» فلن ينفع فيها لا مبيد ولا هم يحزنون». تلعب؟! دون سابق إعلام جعلت شركة نقل تونس من محطة الجمهورية المحطة النهائية للمترو رقم 2 دونها عن سائر الخطوط وكأنه الوحيد المتسبب في تعطيل حركة المترو ..ودون سابق إعلام أيضا أعادته الى خطه الطبيعي أي أنه صار يصل الى ساحة برشلونة وتونس البحرية.. ولم تدم فرحة مستعملي هذا الخط طويلا إذ عادت الشركة بعد ثلاثة أيام الى عادتها القديمة. أنا أريد أن أسأل مسؤولي الشركة: لماذا حريف المترو رقم 2 هو «الممروج» دائما دونه عن خلق الله كلهم؟ ولماذا كتب على هذا الحريف وحده أن يستعمل أحد الخطوط الاخرى ثم ينزل بمحطة الجمهورية وينتظر وصول رقم 2 الذي «يعمل تعسيلة» قبل كل رحلة (والعكس في الاتجاه المعاكس صحيح أيضا)؟! متحيّل كنا جالسين بمقهى عندما دخل شاب يستعطف الناس كي يعينوه على جمع «حق الركوب» الى إحدى الجهات.. ولئن دأب البعض على الاستجداء بواسطة شهادة طبية من عام 70 أو بواسطة بطاقة معوق فإن هذا الشاب كان يحمل بيده- وبكل فخر- واعتزاز، شهادة خروج من السجن!! الله الله على هذا الشرف العظيم.. ولسوء حظ هذا المتحيل أن الناس ما عادوا غافلين لأنهم صاروا يعرفون ببساطة أن كل خارج من السجن تمنحه الإدارة وصلا يمكنّه من استعمال حافلات النقل العمومي «حتى لباب الدار»! أفلا يتوب هذا الشاب وأمثاله عن الاستجداء الرخيص واستبلاه الناس؟! رصد: جمال المالكي للتعليق على هذا الموضوع: