هيئة الدفاع عن السياسيين الموقوفين في ما يعرف بقضية التآمر تقرر مقاطعة جلسة يوم غد بدائرة الإتهام    وزير الصحة يعاين ظروف سير العمل بالمستشفى الجهوي بباجة    إيداع مواطن بالسجن من أجل نشر صورة كاريكاتورية ..التفاصيل    استغلال وابتزاز جنسي للأطفال عبر الإنترنات..وزارة المرأة تتخذ هذه الاجراءات..    توريد 457 ألف طن من القمح اللين.. مضاعفة الكميات في السوق    عاجل/ زلزال بقوة 5.4 درجات يضرب هذه المنطقة..    مواطن يتفطن لجسم مشبوه بهذه المنطقة واستنفار أمني..#خبر_عاجل    مفوض عام الأونروا يحذر من أن المجاعة تحكم قبضتها على غزة..    ريال مدريد يفوز على مانشستر سيتي ويتأهل الى نصف نهائي رابطة أبطال أوروبا    نادال يودع الدور الثاني من بطولة برشلونة للتنس    طقس الخميس: امطار متفرقة بهذه الجهات    الحماية المدنية تنتشل جثة الشاب الذي انهار عليه الرّدم في بئر بالهوارية..    تونس: 9 حالات وفاة و 459 مصاب في حوادث مختلفة    عاجل : الغاء الاضراب في معهد صالح عزيز    مصر: رياح الخماسين تجتاح البلاد محملة بالذباب الصحراوي..    الأعنف منذ 80 عاماً.. فيضانات روسيا تغمر 18 ألف منزل    اليمن: سيول وفيضانات وانهيارات أرضية    عقب "الهجوم المركب".. غارات إسرائيلية عنيفة على لبنان    تسوية وضعية عمال الحضائر أقل من 45 سنة    رماد بركان ثائر يغلق مطارا في إندونيسيا    عبد المجيد جراد رئيسا جديدا للجامعة التونسية للكرة الطائرة    توزر: تأمين 22 رحلة من مطار توزر نفطة الدولي نحو البقاع المقدسة ذهابا وايابا منذ انطلاق موسم العمرة في ديسمبر 2023    تعيين أوسمان ديون نائبا جديدا لرئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا    زغوان: تطور في قيمة نوايا الاستثمار في قطاع الخدمات في الثلاثي الاول للسنة الحالية    البطولة الوطنية المحترفة لكرة السلة(مرحلة التتويج-الجولة9): النتائج والترتيب    خمسة عروض من تونس وبلجيكا وفرنسا في الدورة الثانية لتظاهرة المنستير تعزف الجاز    أطفال من بوعرادة بالشمال الغربي يوقعون إصدارين جماعيين لهم في معرض تونس الدولي للكتاب 2024    أريانة: الدورة الثانية لأيام المنيهلة المسرحية من 17 إلى 23 أفريل الجاري    وزير الصحة يشدد في لقائه بمدير الوكالة المصرية للدواء على ضرورة العمل المشترك من أجل إنشاء مخابر لصناعة المواد الأولية    توزر: المؤسسات الاستشفائية بالجهة تسجّل حالات إسهال معوي فيروسي خلال الفترة الأخيرة (المدير الجهوي للصحة)    الكاف: تلقيح اكثر من 80 بالمائة من الأبقار و25 بالمائة من المجترات ضد الأمراض المعدية (دائرة الإنتاج الحيواني)    لعبة الإبداع والإبتكار في كتاب «العاهر» لفرج الحوار /1    نيبينزيا: على مجلس الأمن أن يدرس بشكل عاجل مسألة فرض عقوبات ضد الكيان الصهيوني    "سينما تدور": اطلاق أول تجربة للسينما المتجولة في تونس    الفضيلة    غدا افتتاح معرض تونس الدولي للكتاب...إمضِ أبْعد ممّا ترى عيناك...!    حالة الطقس ليوم الخميس 18 أفريل 2024    أخبار المال والأعمال    لدعم الميزانية والمؤسسات الصغرى والتعليم العالي والبحث العلمي: توقيع 3 اتفاقيات مالية بين تونس وإيطاليا    بطولة شتوتغارت... أنس جابر تطيح بالروسية إيكاترينا    أخبار الترجي الرياضي...يان ساس جاهز وأندري بوكيا لغز كبير    تونس: حجز 6 أطنان من السكر المعد للاحتكار في الحرايرية    جراحة فريدة في الأردن.. فتحوا رأسه وهو يهاتف عائلته    لإنقاذ مزارع الحبوب: تزويد هذه الجهة بمياه الري    جورجيا ميلوني: "لايمكن لتونس أن تصبح دولة وصول للمهاجرين"    ححز كوكايين وأقراص مخدّرة لدى 3 شبان يعمدون إلى ترويجها في الكاف    عاجل/ القبض على شخصين متورطين في طعن عون أمن بهذه الجهة    قتل مسنّ حرقا بمنزله: القبض على 6 أشخاص من بينهم قصّر    المركز العسكري لنقل الدّم يتحصّل على شهادة المطابقة للجودة    سيلين ديون تكشف عن موعد عرض فيلمها الجديد    أبطال إفريقيا: الترجي الرياضي يفرض الويكلو على التحضيرات    بطولة شتوتغارت: أنس جابر تضع حدا لسلسة نتائجها السلبية وتتاهل الى الدور ثمن النهائي    بعد صمت طويل: هذا أول تصريح لأمين قارة بعد توقّف برنامجه على الحوار التونسي    علامة ''هيرمس'' تعتذر لهيفاء وهبي    عاجل : دولة افريقية تسحب ''سيرو'' للسعال    موعد أول أيام عيد الاضحى فلكيا..#خبر_عاجل    مفاهيمها ومراحلها وأسبابها وأنواعها ومدّتها وخصائصها: التقلّبات والدورات الاقتصادية    فتوى جديدة تثير الجدل..    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مسلسل صدام (الحلقة 34).. الأسير...
نشر في الشروق يوم 11 - 06 - 2019

وذات يوم وهو يعبر جسر الجمهورية في طريقه نحو الباب الشرقي في بغداد في سيارة (زودياك) إذ به يجد أمامه سيارة شرطة بداخلها ضابط برتبة (مقدم) ويتطلع إليه بانتباه وتركيز. ويتحدث في جهاز اللاسلكي بسيارته. ويشير على سيارته بالوقوف. وعلى الفور استيقظت في نفسه كل غرائز اليقظة والحذر والدفاع عن الحياة. وكان يحمل في سيارته على الدوام رشاشا وقنبلتين يدويتين فضلا على مسدسه الذي لا يفارقه. وقال لرفيقه غالب محمود الذي كان يصحبه: « انتبه هي الرشاش وافتح زجاج النافذة قليلا. ولكن لا تطلق حتى أقول لك.. وتقدمت سيارته. وتقدمت معها محاذية لها تماما سيارة الشرطة. وعندما بلغتا نقطة عبور المشاة، إذ بالضابط داخل السيارة ينادي على شرطي المرور ويطلب إليه أن يوقف سيارة صدام. ولكن الشرطي اقترب من الضابط وانشغل في أداء التحية العسكرية له. وفي لمح البصر انفلتت سيارة صدام ومضت مسرعة وغابت وسط الزحام بينما كان الشرطي يتلقى سباب ضابطه لأنه لم يفهم.
وفي اليوم التالي كان يجتاز ساحة 14 رمضان في بغداد في سيارة (فولكس فاغن) وتزاحمت سيارة أحد العابرين مع سيارته فإذا بقائدها يسحب مسدسه عليه. فاضطر صدام الى أن يسحب مسدسه هو أيضا وقال: هذا واحد آخر عرفني وأغلق زجاج سيارته وظل جالسا خلف المقود،. فإذا بالرجل يوقف سيارته ويهبط منها حاملا بيده مسدسه متجها نحوه بخطى ثابتة وصرخ فيه صدام على الفور لا تتقدم وإلا قتلتك ماذا تريد يا رجل؟ أبعدني عن شرك. ولكن الرجل المسكين لم يكن يعرف طبيعة الموقف الذي يضع نفسه فيه. فقال له في سذاجة ممجوجة في تلك اللحظة: أنت زاحمتني..قال له صدام : يابا اذهب لم أزاحمك..رد عليه الرجل :ارم مسدسك..أمجنون هذا؟ قال له صدام : إذا خطوت خطوة واحدة إلى الأمام سأطلق النار وخطا الرجل خطوة فإذا بصدام – الهداف الممتاز – يطلق طلقته من فوق رأسه تماما حتى يخيفه دون أن يقتله. فسقط الرجل على الأرض ثم نهض مسرعا وجرى إلى سيارته. ومضى إلى سبيله. واشتد توتر الموقف. وزادت قوات الأمن من هجماتها على كل بيت تظنه فيه. وبالمقابل راح هو يغير أوكاره وأساليبه بهدوء أعصاب وثقة وأمل لا يخمد. وفي تلك اللحظة جاءته رسالة من القيادة القومية تطلب منه أن يغادر العراق. ويتجه نحو دمشق حتى لا يقع في أيدي شرطة النظام ويدخل السجن.. هذا قرار.
نظر صدام حسين إلى مندوب القيادة القومية وقال له: يا رفيق..أنا في كل حياتي ملتزم. ولكن هذا القرار وحده لن التزم به..لن أنفذه..إن الالتزام به سوف يؤذي أعضاء الحزب المتبقين ويحط من روحهم المعنوية في وقت هم أحوج فيه إلى من يشد أزرهم ويساندهم، وينفخ في أعماقهم جذوة الأمل. يارفيق..هذا ردي وتحياتي للقيادة القومية.
غير أن القيادة القومية وقد واجهها بهذا العناد الصلب اقترحت عليه أن يقوم بتسجيل كلمته بصوته تذاع من راديو دمشق وكأنه هو الذي يذيعها وأعجبته الفكرة. ولكنه بدلا من أن يقول في تسجيله إنه في دمشق. قال بل أنا في بغداد..وأذيع التسجيل من راديو دمشق لكي يسمعه المعتقلون البعثيون ويعاونهم في رفع معنوياتهم في محنتهم القاسية في غياهب السجن والمعتقلات. واشتد الحصار واندفعت قوات الأمن بشكل محموم للبحث عنه. وقلبت المدينة رأسا على عقب. وفتشت كل ركن وقلبت كل حجر لترى ما تحته. ووضعت في أركان الشوارع والساحات، عرباتها المسلحة المزودة باللاسلكي. وشكت في كل شخص واستجوبت مئات وآلاف الناس وأغرتهم وأرهبتهم ،وسقط في النهاية واحد.. لم يصمد أمام التعذيب الوحشي...واعترف أن صدام حسين في بيت(طارق جهاد) وإذا به يجد نفسه فجأة مطوقا من كل جانب هل جاءت اللحظة أخيرا التي يسقط فيها الفارس في حبائل العدو؟ وهل انتهى كل شيء؟ لابد من أن يرفع يديه حتى توضع فيها السلاسل ويقيد من الخلف؟
و مع ذلك لابد من المقاومة. ولكن هل تجدي المقاومة؟ أراد اختبار القوة التي تطوقه فأطلق عددا من طلقات مسدسه فإذا بسيل من الرشاشات يجاوبه من كل ركن..لا..لا معنى للمقاومة المستحيلة هذه المرة والتي لن ينجم عنها إلا ضحايا قد تكون بريئة من الشرطة بالإضافة إلى ما سيتحمله أصحاب الدار الذين يؤوونه من عقاب عندما تسيل الدماء على أبواب دارهم أو في فنائه..لا مفر...وبصوت مدو مجلجل هتف بسقوط عبد السلام عارف.. وبحياة حزب البعث العربي الاشتراكي..وسلم نفسه.
(يتبع)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.