ذكرت تقارير ليبية أن طرفي الصراع في ليبيا بصدد تكديس كميات هائلة من الاسلحة الثقيلة والخفيفة استعدادا لمعارك حاسمة وشاملة في العاصمة طرابلس فيما أكّد شهود عيان وجود هروب جماعي لسكان طرابلس الى تونس خوفا من اشتعال المعارك. طرابلس (وكالات) وقال سكان في حي العزيزية في طرابلس إن الأسلحة التي يتم تجميعها حالياً من أحجام مختلفة، تدلُ على أن الوضع يسير نحو مواجهة شاملة، ستكون آثارها قاسية جداً على السكان المدنيين، الذين نزح كثيرٌ منهم من العاصمة إلى مدن أخرى أو بصدد التوجه إلى تونس. واستبعد السكان أن يكون تكديس الأسلحة لمجرد التأثير في مسار المحادثات إذا ما اتفق الجانبان المتصارعان على الجلوس على مائدة الحوار. وقال شهود عيان ان سكان طرابلس يواصلون يوميا الهروب من العاصمة خوفا من الحرب الجارية بين الجيش والميليشيات. وقالت بعض المصادر الميدانية وجود اكتظاظ كبير في معبر راس الجدير الحدودي من الجانب الليبي. وقال عضو لجنة الأزمة بوزارة الشؤون الاجتماعية في حكومة الوفاق، خالد مسعود إن عدد الأسر النازحة من مناطق الاشتباكات جنوب وجنوب غرب العاصمة طرابلس بلغ 18110 أسرة؛ منوها إلى أن الوزارة جهزت 47 مركزا لاستقبال الأسر النازحة. وكشفت امس مواقع اخبارية ليبية «إستمرار توافد الليبيين إلى تونس بطريقة غير مسبوقة، مع إعلان حالة الطوارئ للأجهزة الأمنية داخل المعبر (راس جدير) لضمان استمرار حركة المرور بنسقها الطبيعي». واوضحت ان مدة الانتظار عند العبور من ليبيا الى تونس تصل الى 7 ساعات في بعض الحالات. وعلى صعيد ميداني نشرت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش الليبي، لقطات توضح استهداف مقاتلات الجيش لمواقع الكتائب التابعة لحكومة الوفاق في طرابلس. وأشار بيان صحفي مقتضب صادر عن الشعبة إلى دقة إصابة الأهداف التي يتم التعامل معها من قبل الوحدات العسكرية في الجيش الوطني. وأضاف البيان أن القوات التابعة للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق انسحبت من تمركزاتها بسبب هذا القصف.وتأتي هذه التطورات في وقت تستمر فيه المعارك بين قوات الجيش الوطني والقوات التابعة للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق على تخوم العاصمة طرابلس من دون حسم لصالح أحد الطرفين. ووفي نفس الاطار تعهد الجيش الوطني الليبي، امس، بعدم التراجع عن القضاء بشكل نهائي على الإرهابيين والإخوان، مذكرا بجرائمهم في حرق مطار طرابلس الدولي عام 2014. وقالت غرفة عمليات الكرامة التابعة للجيش الوطني الليبي، في بيان: "سيبقى في ذاكرة الليبيين ما ارتكبته العصابات الإجرامية من جرائم لن تمحى من ذاكرتهم". وتابع البيان أن من بين تلك الجرائم ما قام به المليشياوي المطلوب دوليا المدعو صلاح بادي بحرق مطار طرابلس العالمي وحرق طائرات أدت إلى غلق وتعطيل المطار نهائيا. وفي سياق آخر مدد مجلس الأمن الدولي قراره بحظر توريد الأسلحة إلى ليبيا، خلال جلسته لمناقشة تطورات الأوضاع فيها بمقره بنيويورك، وكذلك تمديد تفويض الدول الأعضاء لتفتيش السفن قبالة سواحل ليبيا. وصوت المجلس خلال الجلسة بالموافقة على تمديد حظر الأسلحة المفروض على ليبيا منذ بداية الأزمة، وقراره الأخر بتمديد تفويض الدول الأعضاء لتفتيش سفن يعتقد أنها تنتهك حظر توريد الأسلحة في أعالي البحار قبالة سواحل ليبيا، وحسب القرار رقم «2420». وأشار مسؤول رفيع في حكومة الوفاق الوطني، في تصريح لصحيفة «ذي إندبندنت» البريطانية، أن القوات الحكومية حصلت في الأيام الأخيرة على طائرات مسيرة، وتمكنت من تحديثها لتبدأ استخدامها عند جبهات القتال مع قوات «الجيش الوطني الليبي» بقيادة المشير خليفة حفتر في محيط العاصمة طرابلس. وتشهد ليبيا منذ الرابع من افريل حملة عسكرية للجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، لمحاولة السيطرة على طرابلس حيث مقر حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا. ويرأس الحكومة فائز السراج. وخلفت المعارك بين المعسكرين أكثر من 600 قتيل و3200 جريح.