كان من المُبرمج أن يكون غدا السبت موعد الحسم في سياق اختيار حركة النهضة لمرشحها للانتخابات الرئاسية، غير أنّه تم إرجاء عقد مجلس الشورى إلى الاسبوع القادم، فما هي أسباب تأجيل الحسم ودلالاته، وماهي مواصفات العصفور النادر؟ وما هي أبرز الأسماء المرشحة؟ تونس-الشروق: تم تأجيل الدورة 28 لمجلس شورى حركة النهضة التي ستحسم في مسألة «العصفور النادر» من السبت 15 جوان الجاري الى يوم الجمعة 21 من الشهر نفسه، حيث يدفع هذا التأجيل الى ضرورة فهم أسبابه لتبيان المواصفات المطلوبة في مرشح الحركة للانتخابات الرئاسية القادمة. أسباب التأجيل وأكّد عضو المكتب السياسي عبد الله الخلفاوي في تصريحه ل»الشروق» أنّ جدول أعمال شورى النهضة القادم والذي سينعقد يوم 21جوان الجاري سيكون للحسم في مسالة ‹›العصفور النادر›› والترجيح بين خياري الترشيح من داخل الحركة أو من خارجها. واضاف الخلفاوي بأنّ الحركة ومنذ الدورة السابقة خطت خطوة استراتيجية كبيرة في مسالة علاقتها بمؤسسة رئاسة الدولة من حيث رغبتها في المنافسة على هذه المؤسسة بشكل او بآخر حيث قررت ان تخرج من حالة الحياد التي طبعت علاقتها بالانتخابات الرئاسية منذ 2011 وخاصة في انتخابات 2014 حيث تركت لقواعدها وانصارها حرية الخيار بين المنصف المرزوقي و الباجي قايد السبسي، لافتا الى أنّ هذا الموقف الحيادي السابق حكمته قراءة سياسية للوضع الداخلي والدولي خاصة بعد ازمة 2013وحالة الاستقطاب الايديولوجي والتوتر الاجتماعي والذي كاد يذهب بالمسار السياسي والتجربة الديمقراطية التونسية اما اليوم والتجربة بدات تترسخ والاطراف السياسية بدات تخرج من تنافس الشعارات والأيديولوجيا الى تنافس البرامج وحيث بات المطلب الاقتصادي والاجتماعي هو صاحب الاولوية في اهتمامات المواطن كان ولا بد للحركة للمشاركة في ادارة الدولة و إنجاح مسار الثورة. وان تهتم بهكذا مؤسسة لما لهامن دور محوري في الحفاظ على الدستور وبما لها من رمزية في توحيد التونسيين وفق قوله. وارجع محدثنا اسباب التأجيل الى عنصرين اثنين يتعلق الاول بعدم نضج الساحة السياسية بعد في سياق تحقيق التوافق الواسع على المرشح بين الاحزاب الكبرى ويهم الثاني جوانب تنظيمية داخلية ارتأت عقد مجلس الشورى في توقيت قريب من الندوة السنوية للحركة لضمان مشاركة واسعة في القرارات داخل الشورى، فماهي المواصفات المطلوبة في مرشح الحركة المرتقب؟ مواصفات العصفور النادر الجدير بالذكر أن الدورة السابقة لشورى النهضة تم خلالها تكليف المكتب التنفيذي باعداد تقرير يبسط الفلسفة العامة لاختيار مرشح النهضة للتداول فيه ومناقشته صلب الشورى وذلك للإقرار اولا بين خياري الترشيح من الداخل أو من خارج الحركة قبل الحسم في احد الاتجاهين سواء بتزكية مرشح يستجيب للمواصفات المطلوبة أو إعلان ارجاء الحسم بهدف توسيع المشاورات. وبشأن المواصفات المطلوبة أوضح عبد الله الخلفاوي ان الدورة القادمة للشورى ستتقدم خطوة مهمة في سياق تدقيق الخيار بين الترشيح من الداخل، وهو الخيار الذي تكون فيه الأولوية لرئيس الحزب راشد الغنوشي عملا بمقتضيات النظام الداخلي وهو خيار مقترح يمكن اعتماده، أو بدعم مرشح من خارج الحزب، مضيفا بأن بطاقة التفتيش التي اطلقتها النهضة في شان العصفور النادر منطلقها وطني لا حزبي وان الحركة واذ تبحث عن الشخصية التوافقية ليس لحماية نفسها كما يصوره بعض الخصوم بل لحماية التجربة واستمرار النموذج الديمقراطي على حد قوله. وعلى هذه الشاكلة تكون مواصفات العصفور النادر - كما يعددها محدثنا - كامنة في المحافظة على التجربة الديمقراطية ومكسب الحرية الذي دفعت ثمنه جميع الاتجاهات السياسية وان يكون قادرا على حماية تونس وابعادها من جحيم الصراعات الاقليمية والمحافظة على كرامة التونسيين وحريتهم وتابع قائلا:»النهضة لا تبحث عن تابع ولا عن دمية بل يكفيها ان يكون «العصفور» بهكذا مواصفات ، والنهضة اطلقت هذه المبادرة وقوتها الشعبية وتماسكها التنظيمي يسمحان لها بحسم الترشيح الداخلي فرئيسها راشد الغنوشي بما له من المواصفات القيادية وبما يتوفر عليه من مكانة وطنية ودولية مؤهل بتمثيلها في الانتخابات الرئاسية 2019». فمن سيكون العصفور النادر للحركة ؟ أسماء مرشحة يؤكد الخلفاوي أن النهضة تحترم جميع الاسماء المتداولة ولا يهمها الأشخاص بقدر ما تهمها الفلسفة العامة للاختيار لافتا الى الشورى سيد نفسه في الحسم في احد الاتجاهات بين تزكية المرشح من داخل الحركة الذي تكون فيه الأولوية لرئيس الحزب راشد الغنوشي او خيار دعم مرشح من خارجها أو ارجاء الحسم. وقياسا بان الحركة لاعب رئيسي في المشهد السياسي فان جميع المترشحين على علم مسبق بدور ثقلها في ترجيح كفة احد المتسابقين على القصر، وتكشف التفاعلات السياسية ورود اسماء عديدة مرشحة تقدمها نتائج سبر الآراء والتفاعلات الجارية صلب الحركة، و يمكن تلخيصها في رئيس الحركة راشد الغنوشي الذي يحظى بأولوية اذا ما قررت النهضة المضي في خيار الترشيح من داخلها، وكذلك سيكون مطروحا دعم الحركة لحمادي الجبالي اذا ما قررت عدم ترشيح اي شخصية من داخلها وفق تأكيد الغنوشي مؤخرا، كما يقع تداول اسماء اخرى على غرار رئيس الحكومة يوسف الشاهد سيما وان الحركة تقاسمه حاليا تجربة الحكم، وقيس سعيد الذي ابدى بتصريحاته الاخيرة تقاربا كبيرا مع خط النهضة وشيخة مدينة تونس سعاد عبد الرحيم التي قال عنها القيادي في النهضة عبد الحميد الجلاصي انها ذات كفاءة لتولي المنصب، علاوة على كمال مرجان الذي يحظى بعلاقات مميزة داخل النهضة فيما تراجعت حظوظ المرشح نبيل القروي امس قياسا بموافقة الحركة على تنقيح القانون الانتخابي. في المحصلة تبدو جميع الخيارات محتملة وأن اختيار النهضة لهذا العصفور النادر أمر شديد الصعوبة فكما يمكن ان يكون يوم 21 جوان الجاري موعدا حاسما للخيار يمكن ايضا ان يظل اسم المرشح مخفيا الى ما قبل الدور الاول للرئاسية بقليل.