سارعت القيادات النهضاوية إلى نفي ما راج من أخبار بشان اختيار الحركة لراشد الغنوشي كممثل لها في الانتخابات الرئاسية لتوقف بذلك جدلا سياسيا امتد على مدى يومين. وقال الناطق الرسمي باسم حركة النهضة عماد الخميري في تصريح ل"الأناضول التركية"، إن الحركة "لم تناقش حتى الآن اختيار مرشح للانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2019" معتبرا أنه "من السابق لأوانه الحديث عن مرشح للنهضة، وهذا الموضوع لم تتم مناقشته في مؤسسات الحركة". من جهته قال القيادي في حركة النهضة سمير ديلو في تصريح لإذاعة "الجوهرة أف أم" "إن الحديث عن ترشح رئيس الحركة راشد الغنوشي للانتخابات القادمة أمر سابق لأوانه". مراعاة التوافق ومن خلال ما تقدم وبالرغم من أهلية الغنوشي قانونيا ودستوريا لترشحه للانتخابات الرئاسية فان حركة النهضة لن تطرح أي شخصية من داخلها لخوض غمار الانتخابات وذلك لسبب أساسي على الأقل، سبب اول يقوم على اعتبار ان حركة النهضة لا تعمل خارج سياق التوافق مع الرئيس الباجي قائد السبسي، بما يعنيه ذلك ان ترشيح أي شخصية من داخل النهضة قد يكسر واقع التوافق الحاصل بين الجهتين فما بالك لو كان المترشح راشد الغنوشي نفسه. فالتوافق بين الغنوشي والباجي قد يتواصل أيضا إلى حد اختيار الشخصية المناسبة لما بعد 2019, حيث تدرك النهضة ان تقديم أي شخصية من الحركة من شانه ان يعجل اما بإرباك العلاقة بين الشيخين في بعدها الشخصي، كما قد تمس من مصداقية الحركة لدى شريكها السياسي الباجي قائد السبسي وهي خطوة لن تُقدم عليها النهضة. وقد كان موقف القيادي عبد الفتاح مورو واضحا في هذا السياق حين اعتبر في حوار تلفزي على قناة فرانس 24 "يجب على حركة النهضة دعم شخصية توافقية من خارجها للانتخابات الرئاسية". الموقف غير واضح فخيار الحركة سواء بترشيح من يمثلها أو عدمه مازال غير واضح رغم ان كل الإمكانيات المادية والبشرية متاحة للنهضة لخوض هذه التجربة لأول مرة، بيد ان كل ذلك متوقف في انتظار ان يعلن رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي عن موقفه من مسالة الترشح، فدخول قائد السبسي سباق الانتخابات الرئاسية من شانه ان يدفع بالحركة الى تبني ترشحه ودعمه بل والمراهنة عليه، فحركة النهضة كثيرا ما أكدت على مبدا التوافق كمدخل للاستقرار وهو ما سيحتم عليها عدم طرح شخصية لمنافسة الرئيس. وإذ تبقى كلها قراءة تأويلية فان الباجي قد يختار إمكانية عدم الترشح وهو أمر وارد وفق العديد من التصريحات مما قد يدفع النهضة إما لترشيح شخصية من داخلها أو التفاهم مع الرئيس حول شخصية وفاقية وهي النقطة الأقرب للواقع. نظريا وبحسب لوائح الحزب وما أفرزه المؤتمر العاشر للحركة فان راشد الغنوشي هو الشخصية الأقرب للترشح لهذا المنصب حيث تنص المادة 32 من النظام الأساسي لحركة النهضة على أن من مهام رئيس الحركة "الترشح لشغل المناصب العليا في الدولة، وله ترشيح من يراه مناسبا لذلك بدلا عنه، بعد تزكية هذا المرشح من مجلس الشورى.