يدنو من يوم لآخر موعد الانتخابات الرئاسية التي ستعرف منافسة كبيرة بين عديد الشخصيات المنتمية الى الأحزاب السياسية أولها حركة «النهضة» و«نداء تونس» و«الجمهوري» و«الجبهة الشعبية» وحركة الشعب... الخ. ويرى مراقبون أن حركة «النهضة» التي تقود الائتلاف الحاكم «الترويكا» قد تدعم ترشيح أحد حلفائها في الائتلاف لرئاسة الدولة مقابل حصولها على منصب رئاسة الحكومة. لكن الشيخ راشد الغنوشي قال في حوار خص به قناة ''تونس العالمية'' أن الأستاذ عبد الفتاح مورو قد يكون مرشح حركة «النهضة» لخوض الانتخابات الرئاسية. وتراجعت حركة «النهضة» أخيرًا عن تشبثها باعتماد مبدإ نظام برلماني صرف في الدستور الجديد مقابل اعتماد نظام مزدوج يجمع بين صلاحيات رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، وهو ما قد يدفع بالنهضة إلى تقديم مرشحها الرئاسي. أما «نداء تونس»، المنافس الابرز، فيرى مراقبون أن الطيب البكوش قد يكون مرشح الحركة نظرا لتجربته الطويلة في العمل السياسي والنقابي والمنظماتي وتمتّنت هذه الفرضية بعد مرافقته للباجي قائد السبسي الى فرنسا وتلميحات لا تخفى معانيها.. في المقابل بدا حزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» واثقا من اختياره في تجديد ترشيح الرئيس الحالي منصف المرزوقي. أما حليف «النهضة» الدكتور مصطفى بن جعفر رئيس المجلس الوطني التأسيسي فلا يستبعد ملاحظون أن يكون مرشح «التكتل الديمقراطي من اجل العمل والحريات» خاصة انه عبّر أكثر من مرة، بعد انتخابات 23 اكتوبر، عن رغبته الشديدة في دخول قصر قرطاج. ويبدو أن «الجبهة الشعبية» قد حسمت الموضوع، دون تردد، حيث اختارت حمة الهمامي مرشحها للرئاسة. «التونسية» طرحت السؤال على بعض الاحزاب حول الشخصيات المؤهلة لترشيحها في الانتخابات الرئاسية: قال زهير المغزاوي عضو المكتب السياسي «لحركة الشعب» إن مسألة اختيار مرشح الحركة للانتخابات الرئاسية المقبلة تتوقف على طبيعة نظام الحكم الذي سيقع التنصيص عليه في الدستور الجديد كما تتوقف على الصلاحيات التي ستعطى لرئيس الدولة. وأضاف المغزاوي أنه بعد الحسم في طبيعة الحكم وصلاحيات الرئيس ستقرر الحركة من هو مرشحها للرئاسة مرجحا في نفس الصدد أن يكون محمد براهمي الأمين العام مرشح حركة الشعب للرئاسة دون أن ينفي احتمال ترشح قيادات أخرى لمنصب الرئيس. وفي سياق متصل يرى ملاحظون أن زهير المغزاوي قد يكون أيضا مرشح الحركة للانتخابات الرئاسية المقبلة. لا بديل عن المنصف المرزوقي أما الهادي بن عباس الناطق الرسمي لحزب «المؤتمر من أجل الجمهورية»، فقد أكد من جانبه أن المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية الحالي هو مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية القادمة مشيرا في نفس السياق إلى أنه لا يوجد مرشح آخر من الحزب للانتخابات الرئاسية مفندا ما راج من أخبار مسربة حول ترشح محمد عبو الأمين العام لحزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» وشكري يعقوب رئيس المجلس الوطني للحزب لخوض معركة الانتخابات الرئاسية المقبلة. نجيب الشابي ومية الجريبي مؤهلان من جانبه، قال عصام الشابي عضو المكتب السياسي «للحزب الجمهوري» إن المشهد السياسي بدأ يتضح في تونس سيما من ناحية الاستحقاق الانتخابي الرئاسي والتشريعي بعد قبول حركة «النهضة» بإقرار النظام المزدوج وتنازلها عن النظام البرلماني وأضاف عصام الشابي إن الحديث عن مرشح «الجزب الجمهوري» للرئاسة سابق لأوانه حاليا لأن الأولوية هي تكريس الاستحقاق الانتخابي والتشريعي عمليا في الدستور الجديد مؤكدا على أن حزبه سيكون حاضرا في كل الاستحقاقات ووفق ائتلاف سياسي ديمقراطي موسع يضمن المنافسة الديمقراطية على منصب الرئيس. وأضاف عضو المكتب السياسي للحزب الجمهوري أن اللجنة المركزية لحزبه ستجتمع بعد شهر للنظر في مسألة الانتخابات واختيار مرشح الحزب للرئاسة وأوضح في هذا الصدد أن نجيب الشابي ومية الجريبي مؤهلان لمنصب الرئيس ويمكنهما تقديم الإضافة لتمتعهما بجميع المواصفات المطلوبة لتقلّد المناصب القيادية في البلاد دون أن ينسى الإشارة إلى أن «الحزب الجمهوري» يضم أسماء قيادية عديدة وهذا ما يتفرد به عن جميع الأحزاب الأخرى وهذا ما سيجعل التنافس على منصب الرئيس ديمقراطيا وحضاريا حسب تعبيره. حمة مرشح «الجبهة» استبعد شكري بلعيد ترشحه للانتخابات الرئاسية قائلا أن الموضوع لم يحن أوانه بعد لكنه أكد ان المرشح سيكون من الجبهة مشيرا أنه بعد الاتفاق النهائي على طبيعة النظام السياسي فستختار «الجبهة الشعبية» حمة الهمامي كمرشح لها للرئاسة. الأوان لم يحن بعد نور الدين العرباوي عضو المكتب السياسي لحركة «النهضة» قال إن الأوان لم يحن بعد للحديث في مسألة الانتخابات الرئاسية القادمة مضيفا أن هناك أطرافا تريد تعطيل موعد 23 جوان المقبل وهي نفس الأطراف التي كانت تتهم حركة «النهضة» بتأخير موعد الانتخابات. وأكد العرباوي أن الحركة لم تقرر بعد من هو مرشحها للانتخابات الرئاسية القادمة نافيا في هذا الصدد احتمال ترشيح عبد الفتاح مورو عضو مجلس الشورى بالحركة وكذلك وليد البناني النائب في المجلس التأسيسي للاستحقاق الانتخابي الرئاسي القادم. الكيلاني لن يترشح أما محمد الكيلاني رئيس الحزب الاشتراكي قال ان حزبه ليس لديه مرشح لمنصب الرئاسة في الوقت الحالي مؤكدا في نفس السياق أن مرشح الحزب للرئاسة يجب ان يحظى بتوافق الجميع ويحوز على رضى الرأي العام السياسي والمدني. واضاف الكيلاني أنه شخصيا لا يرغب في الترشح لمنصب الرئيس وليس لديه مطامع أو مطامح سياسية سوى انقاذ البلاد والسير بها الى الطريق الصحيح وفتح المجال للاجيال القادمة دون أن ينسى الاشارة الى أن الاتفاق النهائي حول طبيعة الحكم هو الذي سيحدد مرشح الحزب للرئاسة. جيهان لغماري وسنيا برينصي