كسبت الرهان في ان تكون صوتا له خصوصياته الفنية في المدونة الغنائية التونسية ... درة البشير نحتت مسيرتها بأظافرها، وشقت طريقها في الصلد حتى تكون صوت الامل والحياة والحب والتفاؤل من خلال اختيارات غنائية طربية تنتصر لكل معاني الجمال في الوجود. * ماذا بقي في الذاكرة من اول مشاركة لك في مهرجان المدينة؟ -كانت مشاركة استثنائية بكل المقاييس... هي الأولى من نوعها واني أحيي بحرارة إدارة المهرجان للثقة في. اعتبر مشاركتي في مهرجان المدينة لأول مرة محطة هامة في مسيرتي الفنية اعتبارا لخصوصية هذا المهرجان قياسا بباقي المهرجانات الأخرى * كيف وجدت جمهور مهرجان المدينة؟ - لا أخفى سرا إذا قلت انه جمهور خاص يتقن فن الانصات لذا كان برنامجي تونسيا طربيا تخللته الموشحات والاغاني الصوفية وقد عشت معه امتع اللحظات خاصة ان توجهي طربي بالأساس في كل ما أقدمه من انتاجات غنائية * هل يمكن الحديث عن تواصل بين ما تم تقديمه في مهرجان المدينة والمهرجانات الصيفية التي هي على الأبواب اليوم؟ - فعلا اخترت المحافظة على ما تم تقديمه في مهرجان المدينة مع بعض التحويرات والاضافات الفنية التي تتماشى وطبيعة المهرجانات الصيفية مع التأكيد على انتاجي الخاص الذي يعد ركنا أساسيا ورئيسيا في كل عروضي الفنية * هناك أصوات مرتفعة اليوم بضرورة اخضاع الاغنية التونسية الى التجديد تماشيا مع روح العصر ونمطه. كيف تنظرين الى المسألة؟ -أنا لست ضدّ الانفتاح على الآخر واتباعه، ولكن أنا ضدّ الميوعة والإصرار على الابتذال، نحن اليوم في حاجة إلى الكلمة الهادفة والمعاني النبيلة، لا إلى الكلام السوقي الذي -وللأسف الشديد- نسمعه اليوم. أنا أومن بأن التجديد ضروريّ وأن البقاء في الخانة ذاتها سوف يؤول بالفنان إلى الاندثار والتجاهل، لذلك أحرص على أن أبحث عن الجديد في أعمالي حتى لا يملّ مني، ابحث على الجديد الطربي الهادف. * هل اغلق ملف اغنية « بير ماطر « نهائيا؟ -ما يمكن التأكيد عليه ان « بير ماطر « قدمتها اول مرة بصوتي وعلى طريقتي الخاصة سنة 2010 وقد حققت نجاحا جماهيريا كبيرا بصوتي رغم ان هناك من غناها. * تقصدين مصطفى الدلاجي؟ - الاغنية من التراث التونسي ومصطفى الدلاجي قدمها بصوته بعد أن قدمتها وسجلتها بصوتي لأول مرة، ولم يكن هو الوحيد الذي غناها.. ومرة أخرى أقول ان « بير ماطر « نجحت بصوتي بشهادة كل العارفين . * تم تجاوز الاشكال مع مصطفى الدلاجي؟ -لا وجود لمشكل مع مصطفى الدلاجي حتى يتم تجاوزه ومنذ خلافي معه وغضبي منه لم نلتق * هل تقبلين اذا عرض عليك التعامل معه فنيا؟ -لا خلاف لي مع مصطفى الدلاجي، مرحبا بإنتاجه الغنائي خاصة اذا يتماشى مع لوني الفني وطبيعة صوتي * ما مدى رضاك على مسيرتك الفنية الى حد اليوم؟ - ما قدمته من انتاج غنائي هو من وحي قناعاتي وايماني باختياراتي الغنائية... لقد رسمت خارطة طريقي الموسيقية وفق اقتناعي وايماني بما يجب تقديمه * هل انتابك الإحباط يوما ما؟ - نعم عشت الإحباط لكن حب الجمهور لي كان البلسم الذي تداركت وانتصرت به على مثل هذه الحالة * عشت الظلم؟ - -لا أخفي سرا أنّني أتعامل مع محيطي بكل تلقائية وبحب.. وقد يكون هذا السلوك قد أضر بي... إني أحسن الظن بالجميع... وسعادتي انني متصالحة مع ذاتي * ألا توجد مواقف ندمت عنها؟ -لا ... رغم انني كنت عرضة لعملية غش وتحيل * كيف ذلك؟ -احسنت الظن بالكثير فكانت نصائحهم لي غير صائبة « نصحوني بالغالط» * وكيف كانت ردة فعلك؟ - التجاوز واللامبالاة وتكفي الإشارة انني أتلقى دائما دعوات للمشاركة في منوعات وتأثيث فقراتها فنيا، وهذا يسعدني ويجعلني متواصلة مع الجمهور حتى أعرّف بجديدي، وأعتقد أن هذا أمر طبيعي لأي فنان ناجح، وهو مقياس على حبّ الجمهور وتقديره لي لأني أحترم ذوق المتلقي الباحث عن المتعة الفنية بعيدا عن الاسفاف. * أنت متفائلة بالمستقبل؟ - درة البشير دائمة التفاؤل حتى في اشد لحظات الوجع * تونس كيف تبدو لك؟ - هناك نقطة ضوء اراها في الأفق * والحراك السياسي ماهي قراءتك له؟ أكره السياسة ولا اريد الخوض فيها * هل تلقيت عروضا للالتحاق بأحد الأحزاب؟ فعلا تلقيت عروضا من أكثر من حزب، غير اني اعتذرت بكل لطف على اعتبار انني خلقت صوتا تسعد الناس ...صوت الحياة والحب والتفاؤل وهذا منهجي في الحياة.