برزت الأهمية التاريخية لمدينة قصر هلال في أحداث ثورة 1864 إذ تحملت هذه المدينة الجزء الأهم من الضريبة التأديبية باسم الفساد الموظفة على الساحل. وفي بداية القرن العشرين بدأت معالم الحياة تتحرك في القرية بتأسيس مدرسة ومكتب بريد في 1907 وتأسيس بعض النقابات لأصحاب الحرف والتجارة بالخصوص منها في صناعة النسيج التقليدي، وأيضا بحكم حركة السفر داخل الايالة وإلى الاقطار القريبة منها التي عرفها اهالي القرية بسبب الاسترزاق. مما خلق نوعا من الانفتاح على آراء الإصلاحيين والوعي بمسألة الاستعمار وقضية التحرير واعادة بناء المجتمع واستصلاحه. وهو ما ساهم في نشوء ثلة من الوطنيين والمناضلين الذين قادوا موجة عدم الرضى والامتعاض من تدني الوعي الديني الصحيح ومن تدني الحالة الاجتماعية والاقتصادية ومن الغياب التام لمؤسسات تعليمية حقيقية في القرية وفي 2 مارس 1934شهدت قصر هلال مؤتمر البعث حيث اسس الزعيم الحبيب بورقيبة الحزب الحر الدستوري التونسي. ومنذ ذلك التاريخ وإلى تاريخ الاستقلال في 20 مارس 1956 لعبت قصر هلال دورا رياديا في الحركة الوطنية وفي تأسيس ركائز الاستقلال وكانت ملجأ وسندا للزعيم الوطني الحبيب بورقيبة في كافة مراحل نضاله حتى حصول الاستقلال تعد قصر هلال سيدة النسيج المغاربي، شهرة منسوجاتها تجاوزت حدود الوطن لتصل إلى أوروبا وآسيا وأمريكا.. ومعلوم أن مدينة قصر هلال اشتهرت في حدود سنة 1920 بنسيجها التقليدي.. هذا النسيج الذي كان يستقطب اليد العاملة من أغلب العائلات الموجودة في المدينة وفي المدن المجاورة.. فلقد انتشرت دكاكين النسيج في الأحياء وانخرط الجميع في إنتاج «الخلالة» بأنواعها و«الحرام» وغيرها مما يتم ترويجه في عدد من الأسواق التونسية. وقصر هلال تضمّ واحدا من أشهر الاسواق الأسبوعية في تونس (سوق الثلاثاء) الذي يقصده الناس من مختلف ولايات الجمهورية ويضم مختلف منتوجات النسيج.