تونس الشروق: تسبب الخلاف حول تنقيح القانون الانتخابي وعدم القدرة على تمرير التنقيحات التي كانت محل توافق في صراع بين مكونات الائتلاف الحاكم. مثل الفشل في تمرير التنقيحات المقترحة من الحكومة في القانون الانتخابي في البرلمان والتي تم تبني أغلبها من قبل الائتلاف الحاكم قبل الحاق عدد من المقترحات الاخرى، مثل بداية صفحة جديدة في علاقة أحزاب الحكم وخاصة تحيا تونس والنهضة. وقد أثار ذلك الفشل عدة خلافات بين الائتلاف الحاكم و صراعا جديدا وعلنيا في ما بين مكوناته وقد عكست مواقفه حقيقة ان ما حصل في البرلمان انعكاس لدرجة الثقة في ما بينه. حيث أنّ حالة انعدام الثقة بينه جعلت كلا منه يتراجع عن توافقاته مع الآخر ليسقط المقترح في النهاية. وفي هذا الإطار فقد عمل كل طرف على تحميل الآخر مسؤولية العيوب التي لا يتبناها هو في المقترحات المقدمة. حيث نجد أنّ حركة تحيا تونس مثلا اعتبرت انها ضد اقصاء التجمعيين من عضوية مكاتب الاقتراع. وتعتبر التخلي عنه انجازا يحسب لها في حين حاولت التلطيف من مسألة منع من مجدوا الدكتاتورية بتقديم توضيح لم يرد مطلقا في نص المقترح. وبالرغم من ان حزب تحيا تونس حاول تفادي الصدام مع حلفائه في بيانه الذي أمضاه أمينه العام الا ان رئيس كتلة حركة النهضة كان أكثر صراحة في تصريحاته. حيث اعتبر ما حصل يوم الخميس في البرلمان «غدرا». وقال البحيري في تعليقه على ما حصل في جلسة التصويت على التنقيحات المقترحة والتي كانت فيها توافقات بين كتل الاحزاب الحاكمة قال «هناك نواب أخلوا الخميس بوعودهم المتعلقة بتعديل القانون الانتخابي وغدروا... تم التوافق على فصل يتعلق بإمكانية ترشح مسؤولين من النظام السابق لعضوية مكاتب الاقتراع واقرار نسبة عتبة انتخابية ب3 بالمائة ومن تنكر في الجلسة هو نفسه من قدم مقترحات التعديل. وتمت المصادقة عليها في جلسات توافق وفي اجتماعات اللجان». ومن جهة أخرى فإن تصريحات النائبة عن مشروع تونس مريم بوجبل تؤكد ما يروج في كواليس أحزاب الحكم. حيث يروج ان المشروع قام بعملية انتقامية من شريكيه النهضة وتحيا تونس بسبب إقصائه في الآونة الأخيرة والاكتفاء باجتماعات تشاورية بين راشد الغنوشي وسليم العزابي وتجاهل محسن مرزوق. وقالت بوجبل إن عدم التزامها بما تم التوافق حوله نابع من رفضها المقترحات المقدمة خاصة في ظل غياب محكمة دستورية يمكن أن تحسم الخلاف حول مدى دستورية المقترحات التي قدمتها الحكومة. كما ان تلك المحكمة ستنأى بالقانون الانتخابي عن التوظيف السياسي لاقصاء المنافسين. ولم يقتصر الصراع على العلاقات بين أحزاب الحكم وانما شهدنا جزءا منه داخل بعض الاطراف فمثلا نجد أن تصريحات حسونة الناصفي رئيس كتلة الحرة التابعة لمشروع تونس يهاجم النواب الذين لم يصوتوا لصالح التنقيحات في حين أن عددا منهم هم من حزبه. وذكرنا موقف بوجبل كمثال.