أكد الكاتب والمحلل السياسي الكردي السوري زيد سفوك في حوار مع الشروق ان الهجمات الاخيرة ضد ناقلات النفط قد تقود منطقة الخليج الى توترات خطيرة معتبرا ان هناك مافيا دولية لها مصالحٌ متشابكة تسعى لإشعال حرب كبرى في الخليج. في البداية كيف تقرأ الأحداث الأخيرة في الخليج بعد الهجمات على ناقلات النفط؟ هناك من يريد ان يظل الشرق الأوسط مشتعلا وابقاء الخوف والقتل والدمار , منذ مسرحيات الربيع العربي وحتى الآن ليس هناك سوى استراحات قصيرة بين الحين والآخر تدخل من خلالها مؤسسات الاممالمتحدة بزيارات دبلوماسية واجتماعات وعدة شاحنات اغاثية وخطابات للسلام في المنطقة وينتهي دورها ليعود السلاح ويفرض نفسه بقوة وكأنها تبادل ادوار لإتمام المشهد فقط . فالهجمات الاخيرة ضد ناقلات النفط في الخليج جاءت بالتزامن مع وساطة اليابان وبكل تأكيد هي ليست صدفة، باعتقادي اصبح هناك طرف ثالث بين الامريكان وايران له تنسيق خفي مع شخصيات قيادية بين الطرفين سيدير الأزمه وفق اجندات معينة وحسب ما يقتضيه الامر . أي بمعنى لا شيء مستبعد الحرب او بقاء التوتر او اعادة الامور الى سابق عهدها .هناك ملفات كثيرة عالقة بين الامريكان والروس و»اسرائيل» وايران وتركيا. وأصبحت هذه الملفات خاضعة لسلاح الطرف الخفي دون ادنى شك وهو مع الاسف استخفاف بعقول شعوب الشرق الاوسط برمته. ما هي تداعيات هذه التطورات اقليميا ودوليا ؟ أعتقد ان هذه التطورات تأتي في اطار اخفاء الفشل في الوصول لحل سياسي في اليمن وليبيا وسوريا وملف «اسرائيل» وفلسطين وعدة دول اخرى، فالأزمة الاخيرة هي ازمة مافيا دولية تريد جر المنطقة الى حرب كبرى قبل ان تكون ازمة سياسية إقليمية أو دولية. هناك نظام معترف عليه فيما يخص نقل النفط وتفاصيل البيع والشراء والعقود الخاضعة للبنود القانونية وان كان من ضمنها بند «ظروف قاهرة»، . وفي حالة الحروب او وجود توتر ضمن دائرة عملية النقل تتكفل المافيا الدولية بالدخول الخفي وتأمين الطريق سواء برا او بحرا من خلال شرائها لشخصيات نافذة لها القدرة على غض البصر حين مرور ما يخص المافيا مقابل مال او صفقات في مناطق اخرى . لذلك اعتقد انه سيكون هناك صفقات قادمة تخص دول المنطقة وتحديدا سلامة عقود النفط لكن مع الإدراك أن الأيام الخوالي انتهت اي سيكون لها مقابل لا يقدر بثمن. من يقوم برأيك بتفجير السفن في الخليج؟ وما هو الهدف من ذلك؟ السيناريوهات عديدة لكن لا شيء يتم بدون معرفة قيادات داخل النظام الحاكم في ايران وداخل البيت الابيض، لا ننسى ابدا ان الهدف الاساسي وراء الحروب في العالم هو الاستحواذ على الاقتصاد العالمي والذي بدوره يمنح النفوذ والقوة والتحكم بكل شيء . بعد ما جرى سيكون هناك احتكار للشركات الناقلة وتقليل المستفيدين مما يعني ان من يريد ان يمرر اي سلعة عليه توكيلها للمافيا الدولية فقط والسر الأعظم ان عرفت شعوب المنطقة من هم هذه المافيا. في ظل التوتر مع أمريكا , ماهي برأيك الدول والقوى التي يمكن ان تقدم الدعم المباشر وغير المباشر لإيران؟ بالتأكيد الدول التي لها صراع طويل مع واشنطن وأهمها الصين وروسيا وهي دعمت طهران من قبل منذ حرب الخليج الاولى، وقد نشاهد دولا أخرى كتركيا وقطر في حال تأزمت مصالحهم مع ادارة ترامب، ولا سيما ان مضيق هرمز كما لوحت طهران مرارا انها الوحيدة القادرة على حماية مصالح الجميع ستستغلها لجلب حلفاء لها ليس في الشرق وانما ايضا في الغرب التي لها مصالح استراتيجية. اعتقد ان طهران دخلت مرحلة اللعب على المكشوف مع الاتحاد الاوروبي وبالملف النووي لتقوية موقفها وإعادة نفوذها في الداخل والقضاء على المعارضة وخارجيا بإضعاف السعودية والإمارات وإخضاعهما لسياسة البحر للجميع وربما تكون لروسيا سياسة جديدة وهي مصالحة ايرانية خليجية لتقليص دور الامريكان وإحراجهم دوليا. في نفس الاطار الإيراني، هل تعتقد ان العقوبات الامريكية الموجهة ضد طهران قد تجرها نحو بيت الطاعة الأمريكي؟ لا توجد عقوبات ضد طهران ابدا، العقوبات هي على من يتعامل معها سواء من خلال المصارف او من خلال عقود البيع والشراء، واغلبها عقوبات امريكية وفقط حلفاء واشنطن سيلتزمون بها، اما خصومها فسيكونون سعداء بدعم طهران لكن ضمن الحدود حتى لا يتم اغضاب الغرب وابقاء الملف النووي ضمن السيطرة والاتفاقات المبرمة. برأيي الشخصي إيران بدأت بالخروج من العقوبات من خلال ما اعلنته بعد الهجوم الذي جرى على ناقلات النفط وان كان اعلانا مشفرا لكنه كان يوضح غاية ورسالة وهي من يريد ان يمر من هنا عليه ان يدفع لنا او يمرر ما لنا من حدوده وصلاحياته.