فيما كان مريض في العقد الخامس يمرّ علي جهاز الكشف بالرنين المغناطيسي IRM في قسم الأشعّة بمستشفى جندوبة كان لفيف من الأطباء المختصّين في التصوير بالأشعّة في مستشفى الرابطة يتابعون بشكل حيني تدفق صور متعدّدة الأبعاد لدماغ المريض. تونس (الشروق) هذا المشهد يحصل ما بين خمس وستّ مرات في قسم التصوير بالأشعّة لمستشفى الرابطة الجامعي المرتبط منذ يوم 2 ماي الفارط بنظيره في المستشفى الجهوي بجندوبة عبر شبكة الأنترنات وهو ما أوقف تدفق مرضى جندوبة على العاصمة للحصول على خدمة التصوير بالرنين المغناطيسي. نقص طب الاختصاص وبالنتيجة مكّنت هذه التجربة التي تعدّ احدى تجليات الطب البُعادي La télé Médecine من تجاوز العائق الذي يواجهه المستشفى الجهوي بجندوبة الذي يفتقر لطبيب مختص في التصوير بالأشعة رغم تجهيزه بآلة تصوير بالرّنين المغناطيسي. ولاحظ «منير الشعري» ناظر قسم التصوير بالأشعّة لمستشفى الرابطة أن عدم توفر طبيب مختص في التصوير بالأشعّة لم يعد سببا لتوجيه مرضى جندوبة الى العاصمة بعد انطلاق هذه التجربة التي تمكن من متابعة عملية الفحص بالرنين المغناطيسي الحاصلة في مستشفى جندوبة لحظة بلحظة من قبل أطباء التصوير بالأشعّة بهذا القسم تمهيدا لإرسال تقرير دقيق وشامل الى الطاقم الطبي الذي يتابع الحالة المرضية في جندوبة لتحديد طريقة العلاج أو التدخل الجراحي. ربط مباشر وفيما كان ناظر القسم يشرح أطوار هذه التجربة كانت الدكتورة «هُوَيْدة علاّقي» المختصّة في التصوير بالأشعّة في ربط مباشر مع جهاز التصوير بالرّنين المغناطيسي لمستشفى جندوبة عبر حاسوب طبّي كانت تتدفق من خلاله صور طبقات دماغ مريض في العقد الخامس مصاب بمرض الصّرع فيما كانت زميلتها الدكتورة هالة جراية بصدد التمحيص في نتائج فحص مريض آخر. تقرير في 48 ساعة ولاحظ الدكتور سيف بُوكْريعَة المختص في التصوير بالأشعّة أنه بعد تلقّي مراحل الفحص بالرنين المغناطيسي عبر شبكة الأنترنات تستكمل صياغة التصوير المشخص للحالة المرضية في ظرف أقصاه 48 ساعة ليرسل الى الطاقم الطبي في جندوبة، كما أشار الى أنه الى جانب التكفل بالحالات المرضية في جندوبة فإن قسم التصوير بالأشعّة لمستشفى الرابطة يتولّى أيضا متابعة الحالات الاستعجالية لفحوصات الرنين المغناطيسي في المستشفى الجهوي بتوزر مشدّدا على أهمية تقنيات الطب البُعادي في الحدّ من تداعيات نقص أطباء الاختصاص في الخط الأول ومن ثمّة التقليص من تدفق متساكني المناطق الداخلية على المستشفيات الجامعية الكبرى. وبالنتيجة فقد مكّنت حماسة وكفاءة الاطار الطبي وشبه الطبي لقسم التصوير بالأشعة بمستشفى الرابطة الذين لا يزال أغلبهم في ريعان الشباب من اختزال المسافات مع مستشفى جندوبة وتوزر بتوظيف حقيقي للفرص الواسعة التي يتيحها اليوم الطب البُعادي الذي يمثل أهم مراحل «رقمنة الصحّة». وتجدر الإشارة الى أن هذا القسم الذي يؤمن تدريب أعداد من الطلبة الأفارقة في مرحلة الإقامة يستعدّ لانطلاق تشغيل جهاز حديث للتصوير بالرنين المغناطيسي استكملت بشأنه كل التحضيرات اللوجستية اللازمة.