إزالة مخيمات المهاجرين غير النظاميين في العامرة... العميد حسام الدين الجبابلي يوضح    تونس تفوز بالمسابقة الدولية لزيت الزيتون البكر الممتاز في الولايات المتحدة    عاجل/ تتجاوز قيمتها 434 الف دينار: حجز أغنام يتم بيعها بطرق غير مشروعة    بن عروس: تطور مخزون المياه بالسدود والبحيرات الجبلية    عاجل/ إنفجار وإطلاق نار خلال توزيع المساعدات    قبلي: تواصل عمليات رصد ومداواة الجراد الصحراوي التي شملت اكثر من 4500 هكتار الى حد الان    استعدادا للمونديال : المنتخب التونسي للكرة الطائرة للفتيات تحت 19 عاما في تربص تحضيري من 30 ماي الى 4 جوان بقليبية    رابطة دوري روشن تعلن عن جوائز الأفضل... وبنزيمة نجم الموسم    صفاقس: مواصلة إخلاء المخيمات.. والأفارقة في مسيرة احتجاجية    إدارة مهرجان سينما الجبل تقدم برنامح الدورة السادسة    عرض مسرحية "برضاك" في دار تونس بباريس يومي 30 و31 ماي    "الكابينت" الإسرائيلي يصادق على إقامة 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية    بعد 30 سنة من اتفاق الشراكة... أي مستقبل للعلاقات بين تونس والاتحاد الأوروبي؟    البنك الدولي يوافق على تمويل يفوق 125 مليون دولار لتعزيز النظام الصحي والتصدي للجوائح في تونس    تونس تستعد لموسم واعد: صابة الحبوب تصل إلى 18 مليون قنطار ومراقبة صارمة لتفادي الحرائق    في ظل ارتفاع الأسعار: المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك تدعو للمقاطعة وتطالب بتحديد سقف لأسعار الأضاحي    بطولة رولان غاروس للتنس: ألكاراس وسابالينكا يتأهلان الى الدور الثالث    في قضية فساد: إحالة الوزير الأسبق رضا قريرة على أنظار الدائرة الجنائية    مأساة في مصر: زوج يطعن زوجته حتى الموت والسبب هذا    فضيحة مدوية: مخدر يصنع من عظام الموتى يورّط مضيفة بريطانية في تهريب دولي    عاجل/ توقّعات بصائفة غير مسبوقة    صيف أكثر حرارة؟ الأمم المتحدة تحذر وخبير مناخ يوضح المشهد في تونس    عاجل/ وقفة احتجاجية تضامنا مع أحمد صواب    من هي الشابة العربية التي ظهرت برفقة كريم بنزيمة وخطفت الأضواء في مهرجان كان؟    الجلطات تقتل بصمت: التدخين وراء 60% من الحالات في تونس    لن تتوقعها.. ماذا يحدث لجسمك عند شرب الماء بعد فنجان القهوة؟    أطعمة يُفضّل تجنّبها في مكان العمل: احترام للآخرين وذوق عام    عاجل/ قضية هنشير الشعّال: هذا ما قرره القضاء في حق سمير بالطيّب    غدًا أول أيام فصل الصيف وفقًا للتقويم الفلاحي    عاجل/ البنك الدولي يوافق على تمويل لتونس.. وهذه قيمته    الأولمبي الليبي يضع زبير السايس في مأزق كبير    الأهلي يتوج ببطولة مصر لكرة القدم للمرة الخامسة والاربعين في تاريخه    بداية من اليوم.. انطلاق بيع الأضاحي بالميزان بنقاط البيع المنظمة..#خبر_عاجل    سيدي حسين: فتح بحث تحقيقي بعد العثور على جثة كهل مشنوق داخل منزل    عاجل/ وفاة امرأة و إصابة 26 شخصا في اصطدام شاحنة تقل عاملات فلاحيات بسيارة..    ارتفاع عدد الصحفيين الشهداء في غزة إلى 221 شهيدا..    4 دول أوروبية تدعو إلى قبول فلسطين عضوا كاملا بالأمم المتحدة    ميزة منسية في هاتفك قد تنقذ حياتك في حالات الطوارئ    البنتاغون يبدأ تجهيز "الهدية القطرية" لترامب    إيلون ماسك يؤكد خروجه من إدارة ترامب    أبرز ما جاء في لقاء رئيس الجمهورية برئيسة الحكومة..    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    قضية الشبان الموقوفين بقابس: أحكام تتراوح بين شهرين وأربعة أشهر سجنا    على ما يرام    اُلْكَاتِبُ وَاُلْمُلْهِمَةُ    برمجة «ظالمة» للسيدات و«انحياز» مفضوح للرجال.. أنس جابر تفتح النار على منظمي «رولان غاروس»    عاجل/ بلاغ هام للجامعة التونسية لكرة القدم بخصوص هذه المباراة..    اُلطَّاوُوسُ اُلْجَمِيلُ    تدعيم مستشفيات نابل بتجهيزات    60% من الجلطات في تونس سببها التدخين    انطلاق الدورة السادسة من مهرجان "سينما الجبل" بعين دراهم    الدخول إلى المتاحف والمواقع الأثرية والتاريخية مجانا يوم الأحد 1 جوان 2025    عيد الاضحى يوم السبت 7 جوان في هذه الدول    بعد ذبح الأضحية... ما الذي يُستحب للمُضحّي فعله؟    دعاء أول أيام ذي الحجة...أيام مباركة وفرصة للتقرب من الله    نعيم السليتي يمدد عقده مع نادي الشمال القطري الى غاية 2027    السفارة الأمريكية بتونس تحتفي بذكرى ميلاد ابن خلدون    مسرحية "وراك" لأوس إبراهيم… لعبة الوجود بين الوهم والحقيقة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مسلسل صدام (الحلقة 40) ..رهانات قيادة البعث..
نشر في الشروق يوم 16 - 06 - 2019

عارض شعار الانتخابات كثير من اعضاء الحزب ولكن صدام حسين قال لهم بوضوح : إن من سيعارض هذا الشعار الآن ويقف أمامه سوف يسحق ويسحق معه كل اتجاهنا. فالبعض يريد الانتخابات بحسن نية لأنه يود أن يعرف الخط السياسي والتنظيمي بوضوح. والبعض يريدها بالطبع غطاء للتخريب. ولكن في كل الأحوال ستتوقف النتائج على مدى ما تبذله القيادة وأنصارها من نشاط. واستقر الرأي في النهاية على أن تدعو القيادة القطرية قيادات الشعب والقيادات الأولى في الحزب، وتطرح أمامهم الصورة بتفاصيلها وبوضوح وصراحة وتقترح عليهم تشكيل لجنة من بين صفوفهم للإشراف على الانتخابات بحيث لا تجري الانتخابات إلا بعلمها ولا تصبح صحيحة إلا بعد تصديقها وكل ما يجري خلافا لذلك يعتبر كأنه لم يكن وفي هذه الحالة تعتبر القيادة القطرية منحلة الى حين إجراء الانتخابات.
وعلى الرغم من أن بين أعضاء هذه القيادة إثنين من أعضاء القيادة القومية لا يجوز – طبقا للائحة الحزب – أن ينزلا إلى القاعدة ويدخلا عملية الانتخابات مرة أخرى داخل القطر العراقي. فقد أصر صدام حسين على أن الوضع لا يتحمل الآن التشبث بالشرعية التنظيمية أو القانونية و أن ما هو أهم هو وجود الحزب نفسه داخل العراق.
وبعدها لم يعقد اجتماع أو ندوة أو مؤتمر لأعضاء الحزب في أي مكان أثناء عملية التحضير للانتخاب إلا وحضره صدام حسين ورغم كل ما واجهه في تلك الاجتماعات من المندوبين السوريين وأنصارهم (العراقيين) من استفزازات وتهجمات ومحاولات كريهة لكسر صلابة مواقفه فانه تحمل كل شيء بصبر غريب وأعصاب فولاذية لا تتأثر وإرادة عميقة الإيمان بالانتصار في النهاية. ولم يكن في تلك الأيام يتمتع بصحة موفورة ولا حتى صحة عادية وكان وضعه الصحي مزريا إلى حد أنه ذهب لحضور ندوة حزبية – في فترة الانتخابات – وهو يعاني التهابا حادا في معدته حتى أنه تصور نفسه قد أصيب بالكوليرا التي كانت منتشرة أيامها في العراق. وأصر على أن يحمله رفاقه ويضعوه في السيارة وينقلوه إلى بيت صلاح عمر العلي. حيث كانت تعقد الندوة فيبقى ممددا على الأريكة فإذا وجد القوة في نفسه ليتكلم سوف يفعل وإلا ليسمع على الأقل ولكنه عندما وصل إلى هناك ووجد نفسه وسط حميه النقاش انبثقت في نفسه قوة داخلية غريبة فظل يتكلم حتى انتهى الاجتماع وحقق نتائجه المرجوة.ووصلت الانتخابات إلى النقطة الحاسمة: فرع بغداد وجاءت النتيجة معاكسة تماما لما كان يريده المندوبون السوريون انتخبت القائمة التي تدين بالولاء للتيار الذي يمثله صدام حسين فخرج المندوب السوري منزعجا ولكنه لم يملك إلا أن يقول لصدام: والله يا عمي أنتم الرجال...فردها له صدام بأحسن منها وقال له: أبو رياض..(هكذا كان اسمه) (إحنا رجال للحزب وليس على الحزب.)
وكان لابد أن ينعقد بعدها المؤتمر القطري لانتخاب القيادة القطرية الجديدة. وتم عقد المؤتمر في بيت (عبد الرحمن سهيل) في منطقة أبي غريب ليلا. وتولى صدام حسين رئاسة المؤتمر وإدارة المناقشات والإشراف على إجراء الانتخابات.
ومن بين أعضاء المؤتمر كان ثمة مجموعة من المتأثرين بقيادة الانقلاب السوري والمتفقين مع خطهم. ولم يكن قد حدث انشقاق رسمي بعد، بين التنظيم في العراق ونظيره في سوريا جرت مناقشات واسعة حول حضور أو عدم حضور (المؤتمر القومي) الذي يريد السوريون عقده الآن. واتفق على أن يذهب المندوبون العراقيون ويطرحوا وجهة نظرهم بعقد مؤتمر قومي استثنائي تحضره الأطراف المتنازعة كلها ليقول كلمته في كل شيء. والواقع أن التيار الذي كان يمثله صدام حسين والذي صار عبر عملية الانتخابات تيارا غالبا كان يريد أن يكسب بهذا الاقتراح فسحة من الزمن، لا أكثر. فلقد كانت لديه قناعة بأن الانتخابات التي جرت لا ترضي السوريين والقياديين الذين انتخبوا لا يحظون بموافقتهم. وأغلب الظن أن القيادة السورية التي تدعي شرعية تمثيل القيادة القومية سوف لن تجد أمامها حلا يتوافق معها سوى حل هذه القيادات المنتخبة وتعيين بديل عنها ترضى به وعنه.
(يتبع)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.