«يَتقلّب» الترجي بين الفَرح والترقّب وهو شعور أفرزه تزاحم البطولات والكؤوس بالتزامن مع اندلاع أزمة رابطة الأبطال. هذا فضلا عن اتّساع قائمة اللاّعبين المُرشحين للرّحيل وتَضاعف الغموض بشأن مُستقبل المدرب الأوّل معين الشعباني الذي حَاورته «الشروق» لتشريح الأوضاع في الترجي المُقبل على صيف ساخن على كلّ المُستويات. * بَعد ساعات من نهاية السّنة الرياضية كيف تُقيّم الحَصيلة العامّة في الترجي؟ تحصّلنا في نهاية الأسبوع على البطولة وهو اللّقب الرّابع في ظرف زمني قياسي (بين نوفمبر 2018 وجوان 2019). والحقيقة أن هذه الرُباعية تاريخية بكلّ ما تحمله الكلمة من مَعان. ولم يكن من الهيّن حصد كلّ هذه التَتويجات في ظرف أشهر معدودة وأمام ضغوطات كبيرة بسبب ارتفاع سقف الطّموحات وزحمة المُباريات المحلية والدولية ومن المعلوم أن فريقنا خاض أكثر من 60 مباراة في ظرف عام واحد. ونبقى مع الأرقام بوصفها أقوى الأدلة لنؤكد أنّنا كسبنا أربعة ألقاب من جملة ستة رهانات خاضها الفريق في الموسم الفارط. وبالتوازي مع النجاح المُسجّل على صعيد النتائج حقّقنا الامتياز في «تدوير» الزاد البشري حيث شهدت التشكيلة مشاركة حوالي أربعين عُنصرا. وقد كانت الفرصة سَانحة لإعادة اكتشاف طاقاتنا الذاتية ومنح الفرصة للعديد من الشبان الذين سيكون لهم مُستقبل زاهر مع الجمعية. وتَتضاعف أهمية المكاسب المُنجزة لتزامنها مع احتفالات الترجي بعام المائوية. * طالما أن النتائج ايجابية هل تعتقد أن إدارة الفريق ستُبادر بترسيمك في منصبك؟ العقد القانوني مع الترجي ينتهي في مُوفّى جوان الجاري ولاشك في أن الرُؤية بخصوص مستقبلي ستّتضح في غضون الأيام القادمة. ومن المُؤكد أن المسؤولين بقيادة السيد حمدي المدب سيقيّمون المرحلة وسيتّخذون القرار المُناسب. ولا يفوتنا طبعا توجيه الشّكر للمسؤولين الذين آمنوا بقدراتي التدريبية ومنحوني شرف قيادة الجمعية في ظرف دقيق (عشية النهائي الإفريقي لعام 2018). كما أنه لا يخفى على أحد أن رئيس النادي ساندنا بقوّة عندما تعرّضنا إلى التشكيك و»التَشويش» وقال بالحرف الواحد إن ثقته لا تتزعزع في الإطار الفني الشاب والطموح بقيادة الشعباني والتراوي. وفي انتظار القرار النهائي للهيئة المديرة أؤكد أنّني باق على العهد وأنّني أطمح إلى المزيد من النجاحات مع الفريق الذي تبقى مصلحته فوق كلّ الاعتبارات. * ما ردّك على الرأي القائل بأن الظروف و»الصّدف» هي التي صنعت اسمك في عالم التدريب؟ هذا الموقف مُضحك ولا يَقبله العقل. ولاشك في أن الألقاب التي تحصّلنا عليها أفضل جواب على حملات التشكيك التي طالت الإطار الفني للفريق. ولا أحد يُصدّق أن هذا الكمّ الهائل من التَتويجات جاء بضربة حظ لا نتيجة العمل الكبير للفنيين والمسؤولين فضلا عن العطاء الغزير للاعبين. وبالتوازي مع الألقاب التي اقتلعناها بالكثير من الجهد والتَعب أؤكد بكل ثقة في النفس بأن بصَمتي في الفريق كانت بارزة للعيان سواء في منصب مدرب أوّل خلفا لمدربنا وابن جمعيتنا خالد بن يحيى أوأيضا عندما اضطلعت بخطّة مدرب مساعد. كما أن العودة إلى أجواء الترجي كانت مسبوقة بتجربة ناجحة مع نادي حمّام الأنف وهوأيضا مدرسة كروية مشهود لها ب»صِناعة» «الكَوارجية» والمدربين. وقد أكد الكثيرون بأن شخصيتي القوية وروحي الانتصارية انعكستا على أداء اللاعبين سواء في الترجي أو»بُوقرنين». ونُضيف إلى ما تقدّم جملة الجوائز الشخصية التي تحصلت عليها في الإستفتاءات الدولية (ثالث أفضل مدرب في افريقيا حسب تصنيفات «الكَاف» / الثّامن عالميا حسب الترتيب الصّادر عن الإتحاد الدولي للتأريخ والإحصاء فضلا عن جائزة أفضل مدرب عربي...). والحقيقة أنّني لا أحبّذ الحديث عن التتويجات الفردية صباحا مساءً مِثلما يفعل البعض اعتمادا على «مَاكيناتهم» الإعلامية. كما أنّني أؤمن كثيرا بأن العِبرة تكمن في النجاحات الجماعية لا الشّخصية. وما كنت لأخوض في موضوع هذه الجوائز الشَرفية لولا الحاجة إلى الردّ على الأصوات القادحة في قدراتنا. وبالمُختصر المفيد نؤكد بصوت عَال أن نجاحتنا الكبيرة مع الترجي تحقّقت بفضل العَمل ولا شيء غير العَمل. * كيف تنظر إلى المُستقبل القريب للجمعية في ظل اتّساع لائحة اللاعبين المُغادرين؟ لا أحد ينكر القيمة الفنية العالية للعناصر التي «ستنفصل» عن الترجي لخوض تجارب أخرى كما هو شأن سعد بقير. ولاشك في أن رحيل بقير أوغيره من الأسماء المُؤثّرة يشكّل خسارة كبيرة لكن التاريخ أثبت للجميع أن الترجي لا يتوقّف على أحد. ولاشك في أن الفريق لا تعوزه الامكانات لإيجاد البدائل المناسبة سواء من خلال المُراهنة على بعض خِرّيجي الحديقة أوعبر الصّفقات التي قد نُنجزها في فترة الانتقالات الصّيفية. * جاءت لقطة بلال الماجري في حفل التَتويج بالبطولة لتُعيد فتح ملف الانضباط فكيف تَتعاملون مع هذا الأمر؟ لقد أخطأ الماجري في حقّ الجمهور وكان من المفروض أن يضبط نفسه ولا يردّ الفعل بتلك الطّريقة اللائقة. وبما أن الانضباط خطّ أحمر في الترجي فقد سارعنا بسحبه من الميدان في انتظار أن تتّخذ الإدارة في شأنه القرار المُناسب. وكنّا قد بَرهنا في أكثر من مناسبة بأنه لا تسامح مع أيّ لاعب يَنحرف عن السِكة الصّحيحة وقد عَاقبنا عدة أسماء في سبيل فرض الانضباط ونستحضر على سبيل الذكر لا الحصر الشعلالي والرجايبي. * تزامنت فرحة التتويج بالبطولة مع الجدل الدائر حول قضية رابطة الأبطال. فكيف تُتابعون تطوّرات هذا الملف؟ لقد هزمنا منافسنا المغربي في الميدان وتُوّجنا بلقب «الشومبيانزليغ» عن جدارة واستحقاق خاصّة في ظل مسيرتنا الوردية على طول السباق الذي لم نعرف خلاله طعم الهزيمة. وقد كان قرار «الكَاف» صَادما وظالما ولا يوجد أيّ مبرّر مقنع لإعادة اللّقاء خاصّة أن الترجي فاز على الوداد ولا يتحمّل أبدا مسؤولية تعطّل «الفار» ومن المُضحك أيضا التعلّل بالجوانب الأمنية كما جاء في عقوبة «الكَاف». وهُناك إجماع على المَظلمة الكبيرة التي تعرّض لها فريقنا ولاشك في أن «قضيتنا» ستكون رابحة وسنستعيد اللّقب الذي تريد بعض الجهات تَحويل وجهته إلى المغرب. * على هَامش هذه القضية هاجمت مدرب الوداد فوزي البنزرتي فهل من ايضاحات حول هذا الموقف؟ أكن الاحترام والتَقدير للبنزرتي بحكم أنه من المدربين ال»كِبار» فضلا عن «العِشرة» التي كانت تجمعنا في الترجي. لكن هذا لم يمنعني من مُطالبته بصفة علانية بالإدلاء بشهادته في قضية رابطة الأبطال وأكدت أنه من واجب البنزرتي أن يخرج عن صمته ويتحدّث بصراحة عن «كذبة» الهشاشة الأمنية التي اتّخذتها «الكاف» حجة لإعادة إياب الدور النهائي للمسابقة الافريقية. وأعتقد أن سُكوت البنزرتي غير مُبرّر ومُريب وقد كان من المفروض أن يتخلّى عن «الحِياد» ويتكلّم انتصارا لبلده وإن كان يعتبر هذا الدافع من قبيل الخطابات الاستفزازية و»الشَعبوية» فإن صوت الحق يُجبره على الاصداع بشهادته على الملأ ودون الخَوف من لومة لائم. الشعباني في سطور من مواليد عام 1981 مدافع سابق في الترجي (تحصّل معه على 6 بطولات و3 كؤوس و»السُوبر» التونسي) لعب لفائدة حمّام الأنف واحترف في تركيا والسعودية مدرب سابق لنادي حمّام الأنف اشتغل كمدرّب مساعد في الترجي (فاز بالكأس وبُطولتين فضلا عن اللّقب العربي) يُدرب الترجي منذ أكتوبر 2018 تحصّل كمدرب أوّل على أربعة ألقاب وهي رابطة الأبطال لسنة 2018 و»السُوبر» التونسي والبطولة ورابطة الأبطال لعام 2019 (في انتظار الحسم في قضية «الكَاف») ثالث أفضل مدرب في افريقيا لعام 2018 (استفتاء «الكَاف») أفضل مدرب عربي (استفتاء «الهدّاف» الجزائرية) الثامن عالميا (حسب تصنيف الإتّحاد الدولي للتأريخ والإحصاء)