حقّق المنتخب الوطني العلامة الكاملة في المقابلات الثلاث التي برمجتها الجامعة في نطاق التحضير لكأس افريقيا المُنتظرة في مصر بين 21 جوان و19 جويلية. وسيسافر المنتخب اليوم إلى مصر عبر طائرة خاصّة ومن المُتوقّع أن يتولّى وديع الجريء قيادة البعثة التونسية. حَصيلة ايجابية على صعيد النتائج حقّق المنتخب الوطني الإمتياز بعد فوزه على العراقوكرواتيا وبورندي. وقد سجّل الفريق الوطني ستّة أهداف تَناوب على توقيعها الخزري والصّرارفي والبدري والخنيسي والسليتي. غياب الإستقرار لئن كانت نتائج المنتخب مُمتازة في الوديات فإن المردود العام للفريق كان مُتذبذبا وقد ظهر المنتخب بوجه شاحب أمام العراق قبل أن يقدّم عرضا كرويا مُحترما في لقاء كرواتيا. وجاءت مباراة بورندي لتشهد تراجعا ملحوظا في الأداء. ولاشك في أن الإطار الفني للمنتخب على وعي تامّ بهذه النقطة السلبية والتي قد تعود إلى جملة من الأسباب منها غياب الإستقرار في التشكيلة (28 لاعبا في 3 مُباريات). ومن الواضح أيضا أن الجاهزية البدنية مُتباينة بين اللاعبين وهوما يؤثّر بدوره في المردودية من الناحيتين الفردية والجماعية. وتُقدّم بعض الجهات عنصرا آخر في تفسيرها لتذبذب الأداء ويعتقد هؤلاء أن منتخبنا تعوّد على رفع النسق أمام المنتخبات القوية كما حصل أمام البرتغال وإسبانيا وأخيرا كرواتيا وفي المُقابل يشهد الأداء هبوطا حادا ضدّ المنتخبات التي «تتوهّم» بعض عناصرنا الدولية أنها «سهلة» مثل بورندي التي أحرجتنا وكادت أن تفرض علينا التعادل رغم أنها تترشّح للمرّة الأولى ل ال»كان». نقطة أخرى داكنة في الاختبارات الودية للمنتخب وهي مسلسل إضاعة الفرص التهديفية. وقد وقف الجميع على هذه الحقيقة أثناء المواجهتين الأخيرتين ضدّ كرواتيا وبورندي. ومن المؤكد أن المسؤولية مُلقاة على الإطار الفني لتدارك هذا الأمر بمعية اللاعبين المُطالبين بتركيز أكبر أمام المرمى. دعم كبير لمرياح أهدر ياسين مرياح ضربة جزاء وهذا الأمر عادي ويحدث مع أكبر وأشهر اللاعبين بما في ذلك «ليونال ميسي» و»كريستيانو رونالدو» و»روبرتو بادجيو» (صاحب ركلة الترجيحية المهدورة في نهائي مونديال 1994 بين إيطاليا والبرازيل). كما أن إخفاق مرياح في تسجيل ضربة الجزاء لم يكن مُؤثرا بالنظر إلى الطّابع الودي لمباراة بورندي. وبناءً على ما تقدّم فإنه لا ينبغي تحويل هذه المسألة إلى «قضية». ومن الضروري «حماية» اللاعب حتى لا تتزعزع ثقته في امكاناته. وهذا ما قام به «جيراس» الذي تؤكد الأنباء القادمة من محيط الفريق أنه حرص على رفع معنويات مرياح خاصّة أنه سيكون من العناصر المُهمّة وربما الثابتة في محور الدفاع. بقي أن نشير في إلى تنفيذ ضربات الجزاء والكرات الثابتة عموما يخضع إلى شروط مُعيّنة في مقدّمتها تحديد اللائحة «الإفتراضية» للاعبين المعنيين بعملية التنفيذ. وقد وضع «جيراس» فعلا ترتيبا تفاضليا بين العناصر المُكلفة بتسديد ضربات الجزاء وقد ضمّت القائمة السليتي ومرياح والخزري وساسي... لكن يبدو أن مرياح لم يَتقيّد كثيرا بهذا الترتيب وأخذ على عاتقه مسؤولية التنفيذ دون اعتراض من زملائه تفاديا للخلافات التي قد تحصل في مِثل هذه المواقف. وقد أصبحت ضربة الجزاء المهدورة أمام بورندي في حكم التاريخ لكن من الضروري أن نتّعظ من هذه الحادثة حتى لا تتكرّر في ال»كان» حيث لا مجال للأخطاء. لا خوف على الخنيسي أكد الإطار الطبي للمنتخب أنه لا خوف على ياسين الخنيسي وذلك على خلفية الأوجاع التي شعر بها على هامش لقاء بورندي.