ونحن على أبواب عطلة صيفية بشهرين ونصف لنا ان نتساءل حول برامج الأطفال في كل شبر من هذه الأرض...ولئن تحقق للبعض فرصة ملء وقت الفراغ بالبحر والسباحة والتجول والسفر فإن الكثير من أطفالنا غير معني بهذا البرنامج بل سيمضي أيام عطلته امام شاشات التليفزيون والهواتف الجوالة. الى هنا ينتهي جيل برمّته بين منتوج تليفزيون تُطرح حول جودته الآلاف من الأسئلة ومنتوج "فايسبوكي" صارت مخاطره اكبر من مهمته التواصلية. هذا الجيل لا تصل إليه صيفا البرامج الرسمية للدولة والتي يتم إعدادها خصّيصا للعطلة رغم انها برامج تُصرف من اجلها أموال عمومية ويجنّد لأجيالها عمّال وموظفون. ولكن لا تنجح هذه البرامج في استقطاب جمهور الأطفال فقط لانها لا تتماشى وميولاتهم. ففي "غرف التفكير" في الوزارات والهياكل العليا، تماما كما يحصل في "غرف الاخبار"، لا يبدو ان عملية طرح الأفكار ووضع البرامج قائمة على تشخيص واقعي قادر على جذب الجمهور وتحقيق رضاه بقدر ما هي قائمة على مسائل انطباعية روتينية متكررة رغم عدم جاذبيتها. في مثل هذه الحالة ما علينا سوى ان ندرّب الناشئة والشعب عموما على التحمّل "فالتحمّل هو اول شيء يجب على الطفل تعلمه... وهذا هو أكثر شيء سيحتاج لمعرفته" كما يقول جون جاك روسو...خاصة في مثل هذه الحالة التونسية والكلام لنا.