غير أن التوقيت المقرر في ذلك الوقت ألغي كما تم إلغاء جانب من الخطة وهو الخاص بعقد الندوات وإدارة المناقشات وتم تحديد ساعة أخرى للصفر. وفي السادس عشر من يوليو – تموز (جويلية) عام 1968 جلس أعضاء القيادة في بيت الرفيق احمد حسن البكر يتدارسون الصورة النهائية لخطتهم قبل التنفيذ بأربعة وعشرين ساعة وكان ذلك في الساعة الحادية عشرة صباحا بالضبط. بينما هم يناقشون اذا برفيق منهم يقول: لندع وضع خطة التنفيذ للرفاق العسكريين فهم أقدر. وهنا عارضه صدام حسين بقوة قائلا: لا. الخطة تضعها القيادة كقيادة تتحمل مسؤوليتها امام كل الاحتمالات ليس ذلك لعدم ثقتي بقدرة الرفاق العسكريين وإنما لان المؤسسة القيادية هي التي ينبغي ان تضع كل شيء وتتحمل مسؤولية كل شيء وهذا ما جرى بالفعل. غير ان موضوعا اخر بالغ الاهمية اثاره هذه المرة صدام حسين نفسه وهو ضرورة ألا تكون القيادة مخططة فحسب وانما منفذه أيضا، اي أن تشارك بكل اعضائها في عملية تنفيذ الثورة من لحظة انطلاقها حتى استكمال عملية الاستيلاء على السلطة وكان يحكمه في ذلك اعتباران : الاول لكي يرفع حماس الرفاق الحزبيين – غير القياديين – الى اعلى مستوى ممكن، اما الثاني – ولعله الاهم – هو الا تصبح الثورة في حالة نجاحها فضلا لقلة من العسكريين وامتياز لهم يتيهون به على غيرهم فما زالت اصداء الاسئلة التي ثارت بعد ثورة رمضان 1963 في الاجواء غير الصحية التي صاحبت بعض ظروفها، ترن في اذنيه :وأنت اين كنت ساعة الثورة؟ وهذا او ذاك من الرفاق اين كان؟ مثل هذه الاسئلة التي كان يتقاذفها الرفاق القياديون فيما بينهم ايامها لا ينبغي ان تطرح هذه المرة او تعود للظهور من جديد اذن فكل أعضاء القيادة سيكونون في المقدمة هم انفسهم ينبغي ان يكونوا ادوات تنفيذها وعلى ايديهم يتحقق مصيرها وبأيديهم يواجهون احتمالاتها. ورغم بعض الاعتراضات الطفيفة التي اثارها بعض الرفاق حول (المغامرة بالقيادة) في حالة فشل الثورة فان اصراره على الامر ثبت رأيه ووضعه في صيغة قرار لا يقبل النقض وبعده جرى استعراض سريع لعناصر الخطة : سوف يتجمع عدد من الرفاق المحددين في اربعة اماكن للتجمع بينما يتجمع اعضاء الجهاز الخاص في حدائق (كازينو) 14 يوليو – تموز بالكرخ وعند ساعة الصفر سوف يتسلم الرفاق في كل اماكن تجمعهم الاوامر، الخاصة بواجباتهم وستكون القيادة بكامل هيئتها على رأس حركة التنفيذ وسيتوجهون جميعا ناحية القصر الجمهوري وهناك على باب كتيبة الدبابات الخاصة بالحرس الجمهوري سينتظرهم (سعدون غيدان) الضابط بالحرس الجمهوري أيامها، ويسهل لهم فتح ابواب الكتيبة واقتحام القصر ومن هناك سوف تتحرك الدبابات التي سوف يستولون عليها لتصوب نيرانها تجاه القصر الجمهوري وتجبر عبد الرحمن عارف على التسليم لقوى الثورة. ولكن هل يقتل عارف ام لا يقتل؟ تلك مسألة كانت قد اتفق عليها بين صدام حسين والفريق الراحل (حماد شهاب). يتبع