مكتب «الشروق» بنزرت: تعددت الاسماء التي توحي بعبق المكان واصالة المعمار فضلا عن انها تؤشر لشخصيات وحقب تاريخية لها حضور بالمخيال الاجتماعي لاهالي بنزرت .من بين هذه الانهج والشوارع شارع الشيخ ادريس في رمزية لاحد اعلام مما لا يزال التاريخ يذكرهم. هذا الشارع بقلب مدينة بنزرت ويلاصق ساحة البياصة اعرق الفضاءات الاقتصادية والاجتماعية هي الاخرى على مر العقود. وتزدهر بهذا الشارع الرئيسي الحرف التقليدية و تنشط الحركية التجارية والنقل ويعد معبرا نحو باقي الانهج السكنية الشعبية منها نهج سيدي جلول. وفي بحثنا وجدنا ان اصل تسمية هذا الشارع بالشيخ ادريس يعود الى شيخ هو من مواليد سنة 1866 بحي المنزه بالمدينة العتيقة بنزرت من ابرز المصلحين التونسيين وهو من ابرز خطباء جوامع بالجهة على غرار الجامع الكبير . وهو صاحب الفتوى المشهورة بتاريخ 31 ديسمبر 1932 على اعتبارها رفضا قطعيا لمناورات الاستعمار واكراها له على احترام احكام الدين الإسلامي وقواعده وفتواه الخاصة بقضية التجنيس هي اكبر دليل على ذلك. واكد الباحثون ان تفكيره يمتاز بالتنسيق ما بين روح الشريعة الاسلامية ومقتضيات ومصالح العامة. وبحسب ذات البحوث المنجزة فقد امتاز الشيخ ادريس بوطنية عالية وبخصال الثبات على المبادئ والثوابت الى اخر حياته . وقد شيعته بنزرت الى مثواه الاخير في جنازة حاشدة بعد ان وفاه الاجل المحتوم يوم 19 اكتوبر 1936. وجاء في كتاب «رجالات زمن الكفاح محمد الحبيب بوقطفة... حسن النوري... الشيخ ادريس « لقد جمع هذا العالم بين الثقافتين الشرعية والمدنية والف من الكتب في موضوعات مختلفة تناول فيها البحث في علوم القران والنظم الاسلامية ومعالم الشريعة الاسلامية والاسلام ومستقبل الحضارة والمجتمع العصري ..فهو رجل اجتهاد وابتكار منفتح بالعقيدة الاسلمية على مشكلات العصر ..» كما يحمل اسم هذا العلامة الوطني فضاءات تربوية وثقافية لا تزال قائمة الى حدود الساعة منها دار الثقافة ومدرسة الشيخ ادريس بجرزونة اضافة الى عدد من الساحات.