المبادرة أو صفقة القرن التي طرحها كوشنير صهر الرئيس الأمريكي في ورشة البحرين ولدت ميتة. فشل المبادرة في إقامة «صفقة القرن» أثارته الصحيفة الأمريكية«نيويورك تايمز» حين كتبت أمس عن ورشة البحرين، بأنّها فشلت قبل أن تكون وتُعْلَنَ، لأن إسرائيل حسب الصحيفة غير موافقة على هذه المبادرة. هذا يعني أن رفض المبادرة أو الصفقة لم يكن من الجانب العربي. فهذا شرف لا يدّعونه والحقيقة، كان معلوما أن هذه الصفقة المُغلّفَة بالمال، والتي تدّعي أنها ستخفف الام الفلسطينيين، لأنها في جوهرها هي تصفية للقضية الفلسطينية. هنا نجد أن الصحيفة الأمريكية قرنت المبلغ المقترح للفلسطينيين جاء على خلفية قطع الولاياتالمتحدةالأمريكية مساهمتها في صندوق «وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (الأنروا) وبالتالي أراد «كوشنير» الذي مازال والحق يقال يتلمّس طريقه إلى عالم الخبث السياسي انطلاقا من مصاهرته رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية، أراد «الصهرُ» إذن أن يدمج الحق بالباطل، علّه يحقق مزيّة للكيان الصهيوني لطالما انتظرها وهي «شطبُ» القرار الأممي رقم 194 والذي ينصّ على حقّ عودة اللاجئين الفلسطينيين وبالتالي فإن تمويل «الأنروا» هو واجب الدول الأعضاء في الأممالمتحدة وخاصة منها التي استصدرت من لا شيء، كيان العصابات الصهيونية في فلسطين... لقد شهد شاهد من أهلها، حين ذكّرت «نيويورك تايمز» بأهداف المبادرة، وأنّ صفقة القرن لن تمرّ.. نعم، لن تمرّ أي صفقة تمسّ من قريب أو بعيد ثوابت القضية الفلسطينية. لقد دخلت الدول الكبرى المتسبّبة في آلام الشعب الفلسطيني في بوتقة ضيّقة، أمامها أحد الخيارين الاثنين، إما أن تلغي المجموعة الدولية، منظمة الأممالمتحدة وهنا سوف يصطدم هذا الأمر مع القرار 181 الذي يعد شهادة ميلاد الكيان الصهيوني، من الأممالمتحدة أو أن يعترف المجتمع الدولي بأنه ظلَمَ الشعب الفلسطيني وعمد إلى تحويل مسار الأممالمتحدة وميثاقها، وقد جاءا لتصفية الاستعمار، لكنهما هنا يركّزانه في فلسطين... المجتمع الدولي اليوم، أمام جريمة العصر التي لا مثيل لها في فلسطين... وهو الآن كمجتمع دولي مؤسساتي موجود في عنق الزجاجة... لا حل بيده.. والحل فقط بيد الشعب الفلسطيني..