قام أمس عدد من الفلاحين بوادي مليز بقطع الطريق الوطنية عدد 6 الرابطة بين جندوبة وغار الدماء على مستوى منطقة سيدي مسكين احتجاجا على عجز مراكز تجميع الحبوب عن استيعاب الصابة وتأخر رفع المحاصيل . جندوبة - الشروق : وطالب الفلاحون بتوفير وسائل نقل المنتوج نحو المراكز الكبرى ومضاعفتها حتى يتسنى لهم إيداع محاصيلهم بمراكز التجميع في أفضل الظروف ويجنبهم الانتظار وتضرر المحاصيل . وقد اكد الفلاح عبد الرزاق العبيدي ان بطء عملية نقل المحصول نتيجة محدودية مراكز التجميع بالجهة رغم ان عددها ناهز 17 مركز تجميع ووعورة المسالك الفلاحية وكذلك هاجس الانتظار لحصول الفلاح على مستحقاته المالية ..كل هذا يهدد موسم الحصاد . من جهته أكد الفلاح مهدي أولاد زايد أن بطء نسق جمع الصابة جعل الفلاح في حالة استنفار تحسبا للحرائق حيث تضاعفت المراقبة ليلا نهارا, وقد اضطر الفلاحون الى تجميع المحصول ظرفيا بضيعاتهم او بمنازلهم في انتظار نقلها نحو المراكز. عجز الفلاح من جهته عمر الغزواني رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بجندوبة اكد ان الصعوبات التي رافقت الموسم منذ بداياته بسبب نقص البذور الممتازة ثم الاسمدة فالامطار الغزيرة التي تسببت في ركود المياه واتلاف مئات الهكتارات من حقول الحبوب كانت جميعها متحالفة ضد الفلاحة والفلاح فكانت المحصلة خلال موسم التجميع والحصاد اشكاليات وصعوبات بالجملة بدءا بالسعر المفاجئ لأسلاك ربط التبن والذي ارتفع بنسبة 20 % وهو ما جعل كلفة ربط قطعة التبن 1500 مي هذا اضافة للترفيع الاخير في سعر المحروقات وهي جميعها تصبح مكلفة للفلاح وتزيد من مصاريفه وتقلص من هامش الربح . الغزواني أضاف بأن الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري واللجنة الجهوية لمتابعة موسم الحصاد كانت حاضرة للتصدي للحرائق وحث مراكز التجميع على نقل الحبوب ليتسنى استقبال جمع المحاصيل في أفضل الظروف وتجنب مشكلتي الاكتظاظ والانتظار . مشكل اخر يعترض الموسم حسب رئيس اتحاد الفلاحين بجندوبة و سبب تذمر الفلاحين وهو النية المتجهة نحو تطبيق قانون المالية لسنة 2019 والذي ينص بفتح حساب بنكي للفلاح وعدم تمكينه من المبالغ التي تفوق 5 آلاف دينار نقدا وهي معاملات لا تتماشى وظروف نشاط الفلاح الذي تحتاج معاملاته سواء في توفير أجور اليد العاملة او النقل والميكنة إلى السيولة ولا بد هنا من استثناء الفلاح من هذا القانون تسهيلا لمعاملاته المالية . وأضاف عمر الغزواني ان هناك صعوبة اخرى لا تقل أهمية عن سابقاتها وتتعلق بتواضع أسعار بيع التبن مقارنة بارتفاع كلفة الربط وهذا السعر المتواضع رافقه تواضع الإقبال على الشراء رغم أن الجهة معروفة بحركية التجار والفلاحين من ولايات أخرى للتزود بالتبن حيث يتسابق التجار للاقتناء والشراء حتى قبل الربط لكن هذا الموسم مازالت أغلب الكميات في الحقول تنتظر البيع والرفع . الاستخلاص والرفع أولوية عدد من الفلاحين أكدوا على ضرورة تجاوز معضلتين تكررتا مع كل موسم حصاد وهما الرفع الفوري للمحصول والتعجيل بتمكين الفلاح من مستحقاته بعيدا عن طول الانتظار وطوابير الحصول على المستحقات لفروع البنك الوطني الفلاحي ,و كان المدير الجهوي للبنك الوطني الفلاحي قد أكد خلال جلسات الاستعداد لموسم الحصاد على البنك استخلاص مستحقات المنتجين في اجال لاتجاوز 48 ساعة من تاريخ استكمال ايداع المحاصيل لدى مراكز التجميع . اكد المتدخلون صلب اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث واللجنة الجهوية لمتابعة موسم الحصاد على أنه من الضروري تجاوز اشكاليات المواسم الفارطة وخاصة المتعلقة بتهيئة الفضاءات المعدة لتجميع وخزن الحبوب وتوفير الأغطية والالواح تحسبا للتقلبات المناخية المحتملة ,كما يتعين كذلك تركيز أجهزة الإطفاء بالكم الكافي وخاصة بالضيعات الكبرى ومراكز التجميع.