نهج سيدي بن عروس هو أحد أنهج مدينة تونس العتيقة، نسبة إلى الولي الصالح سيدي أحمد بن عروس المتوفى بتونس عام 1460 والمدفون بالزاوية المحاذية لجامع حمودة باشا. ينتهي هذا النهج جنوبا بمئذنة جامع الزيتونة وشمالا بساحة رمضان باي. وهو يشق نهج القصبة. وهذا النهج ذو صبغة دينية وعسكرية وسكنية، حيث أنه يربط بين ثلاثة جوامع من بينها جامع الزيتونة وجامع حمودة باشا وزاويتين هما زاوية سيدي بن عروس وزاوية سيدي الكلاعي. وتوجد به مشيخة مدينة تونس ومحكمة الدريبة بالإضافة إلى دور عدد من أعيان تونس من بينها دار الشاهد ودار العباسي ودار حمودة باشا ودار المرابط ودار الزاوش ودار بن ميلاد ودار بن خليفة. كما كانت تركز بهذا النهج خلال الفترة الاستعمارية مكاتب الوكلاء أو المحامين التونسيين وكان مولد سيدي أحمد بن عروس رضي الله عنه في حدود أحد وثمانين وسبعمائة (781 ه / 1379 م) بقرية من الجزيرة القبيلة تسمّى بالمزاتين وقد سبق ذكرها واليها يُنسب الشيخ المزاتي دفين كدوة أبي علي خارج تونس. وكانت والدته من كرام النساء وأحسبهن واسمها سالمة وهي مصراتية النسب وكانت تيتمت بموت زوجها والد الشيخ رضي الله عنه ولم يترك والده سوى الشيخ رضي الله عنه وأخويه الشيخ عبد المغيث وهو جدّ مختصر كتاب الجزائري في مناقب الاستاذ رضي الله عنه والشيخ أبابكر، وكان أصغرهما سنّا. وكان في حداثة سنّه لا يألف أرباب الدنيا ولا يدانيهم ولا يخالطهم في شيء من أحوالهم. وأحبّ الناس اليه أهل الخمول والفقراء والمساكين. فتجده إذا قدم عليه أحدهم يتلقّاه بالقبول ويباشره ويمازحه ويتسوّل الطعام لمن يتوسم فيه الحاجة منهم. ويخدمهم بنفسه ولا يكلهم في ضروريات أحوالهم الى أحد غيره . وكان اذا رأى أحدا من المسافرين القادمين على بلده والمجتازين عليها حمل على ظهره جرّة بالماء ويلقاهم بعد مسافة لسقائهم، وخصوصا في زمن المصيف. وكان أهل قريته ومن حاذاهم يتوسمون فيه الخير من صغره وينادونه فيما بينهم (يا مرابط).