معاناة يومية وصعوبات كبيرة في الحصول على الماء الصالح للشرب والتنقل بين المعتمديات هذا ما يعانيه أهالي منطقة عين زيان بالقصرين، الذين تحدثوا ل»الشروق» لإيصال أصواتهم الى الجهات المعنية. القصرين (الشروق) وفي هذا الاطار، أفاد المواطن الأمجد السويسي الذي تجاوز عمره العقد الرابع بأنه أصيل منطقة جلمة من ولاية سيدي بوزيد. وانتقل للعيش في دوّار السوايسية بمنطقة عين زيان منذ ثلاث سنوات للعمل بأرضه الفلاحية والاستثمار فيها. لكنه اصطدم بواقع حال دون تحقيق مبتغاه. فالمنطقة الفلاحية التي يعيش متساكنوها على القطاع الفلاحي، تشكو من غياب الماء الصالح للشرب اضافة الى مياه الرّي. ويقول محدثنا ل»الشروق»:إن المواطنين محرومون من أبسط حقوقهم وأهمهما، غياب الماء الصالح للشرب. فكل عائلة تنتظر دورها الأسبوعي، حتى تفتح لها الحنفيات وتملأ كميات الماء اللازمة والكافية لمدة أسبوع، الى أن يأتي دورها خلال الأسبوع الموالي. واعتبر محدثنا أن المنطقة تعيش معاناة مستمرة، رغم حفر بئر عميقة للماء الصالح للشرب منذ سنتين كخطوة لحلحلة هذه الإشكالية. لكنها مازالت تنتظر تجهيزها وتفعيلها الى اليوم مما تسبب في تنقل متساكني منطقة عين زيان الى المدينة، وإلى الولايات الساحلية للبحث عن عمل، مما أدى الى إهمال أراضيهم الفلاحية البعلية من جهة وتراجع نسبة حماية المنطقة من قبل متساكنيها أمام المخاطر الارهابية من جهة أخرى. إذ أن قرابة ٪90 من السكان قد غادروا المنطقة بحثا عن لقمة العيش في مناطق أخرى. معاناة التلاميذ من جهته، افاد أحمد السويسي مدير مدرسة السوايسية المحدثة أحمد السويسي بمنطقة عين زيان ل»الشروق» بأن المدرسة التي تضم حوالي 80 تلميذا حاليا. وتدرّس الى مستوى الثالثة ابتدائي، تفتقد الى الماء الصالح للشرب. وهو ما زاد في معاناة تلاميذها والإطار التربوي. ويضاف الى ذلك رداءة الطريق التي تربط بينها وبين دوّار السوايسية على طول 6 كيلومترات يجوبونها يوميا على الأقدام بعد رفض أصحاب السيارات المرور بها. رداءة الطريق، قال عنها مدير المدرسة، إنها كانت سببا في تأخر انطلاق الدروس خلال كل سنة دراسية وذلك لغياب الإطار التربوي ورفض المعلمين القادمين من الجهات الأخرى التدريس بها لصعوبة التنقل إليها وغياب الظروف الملائمة للعمل بها. وتزداد المعاناة خلال نزول الأمطار. إذ تحول السيول الطريق الى وادٍ وحفرٍ للمياه الراكدة التي جعلت منه منحدرا يصعب المرور منه. وتابع محدثنا أن ارتفاع عدد التلاميذ بمدرسة السوايسية بإضافة مستويات جديدة اليها خلال كل سنة سيعمّق هذا الإشكال إن لم يتم الإسراع بتعبيد الطريق لتسهيل تنقل الإطار التربوي والتلاميذ على حد السواء. حلول ترقيعية... لكن من جانبه، اكد معتمد الجهة رياض العامري في تصريح ل»الشروق» أنه يوجد بدوّار السوايسية (منطقة عين زيان1) بئر عميقة تضخ 2.5 لتر في الثانية، يستفيد منها حوالي 400 عائلة لكنها لم تعد تكفي احتياجات العائلات من الماء الصالح للشرب بالإضافة الى عدم تمتع عدد من العائلات بالماء نظرا الى وجودها بالمرتفعات ويصعب تدفق الماء إليها. فخيّر رئيس الجمعية المائية تزويد كل عائلة بالماء مرة واحدة في الأسبوع لتوفير الماء لهم بانتظام. وأضاف المعتمد انه تم حفر بئر اخرى منذ ثلاث سنوات لتعزيز خدمة توزيع الماء. لكن تم رفض استغلالها من المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية لعدم استجابتها للمواصفات المطلوبة، فتم حفر بئر اخرى الى جانبها بمعمق 400 متر مازالت تنتظر ربطها بالكهرباء وتجهيزها لتدخل حيز الخدمة وذلك في اطار شراكة مع برنامج ألماني لربط الشبكة وتجديدها. اما منطقة عين زيان (2) فتحتوي على بئر عميقة تم حفرها سنة 1996 ونضبت مياهها خلال سنة 2016 فتمت المطالبة بحفر بئر تعويضية. وأنجزت البئر وهي في اللمسات الاخيرة. وسيتم استغلالها في حدود الشهرين على أقصى تقدير، حسب ما افاد به محدثنا. وحول حالة الطريق الرابطة بين منطقة السوايسية وعين زيان، افاد العامري بأنها غير مبرمجة حاليا ضمن شبكة تهيئة الطرقات رغم انها ليست الطريق الوحيدة على هاته الحالة. فالطريق المؤدية الى دوّار السقاينيّة على طول 6 كيلومترات تعاني من كثرة الوحل والمنحدرات لكن لا يوجد أي برنامج لتهيئتها في الوقت الحالي.