من المشكلات التي تعاني منها أغلب جهات جندوبة بالخصوص رداءة الطرقات والحصول على الماء الصالح للشراب. بالرغم مما تزخر به جهة جندوبة من موارد مائية ومخزون هام انتفعت به عديد الجهات البعيدة والقريبة (تزود ما يقارب 50%من البلاد بالماء) فإن عددا من مناطقها تعيش العطش في جميع الفصول. مشروع للتزود بالماء لكن بأي نوع؟؟؟؟ فواقع العطش الذي تعيشه «منطقة القنارة» التي تبعد 20 كلم عن مدينة جندوبة والتي تضم ما يفوق 400 عائلة جعلت أفرادها يعتصمون عدة مرات بمقر المعتمدية و«الصوناد» وبعد هذه الوقفات الاحتجاجية والنداءات المتكررة من أجل تجاوز واقع العطش تمت الاستجابة لمطلبهم وانطلقت منذ شهر جويلية 2011 أشغال مشروع تمرير قنوات الماء الصالح للشراب للمنطقة عن طريق الجمعية المائية «شمتو» المتأتي ماؤها من البئر العميقة «شمتو» غير أن أهالي المنطقة أكدوا ل«الشروق» أن وصول الماء بهذه الطريقة لن يكون حلا لأمرين أولهما رداءة هذه المياه نتيجة ارتفاع نسبة الملوحة والكلس بما يجعلها غير صالحة للشراب وتساءلوا في نفس الوقت لماذا لا يتم إدراج المنطقة ضمن مشروع «المحاور الكبرى» لتمرير مياه سد «بوهرتمة» للمناطق الريفية النائية المعطشة. أما المسألة الثانية فهي تقنية تتمثل أساسا في محدودية ما تجود به الجمعية المائية من مياه الشرب يكون الاعتماد فيها على نظام التوزيع وفق الروزنامة التي لا يتوفر فيها شرط الانتظام بما يحرم المناطق من الماء لبعض الأيام إضافة لسياسة القطع للماء من قبل الجمعيات لمجرد امتناع أوتعذر فرد أو أكثر عن دفع معلوم الاستهلاك. في انتظار اكتمال المشروع يتزود سكان منطقة «القنارة» التي تظم تجمعات : المعايزية الخلايلية النوابلية السوايدية العبادلية بالماء بطرق مختلفة فمنهم من يتنقل لمسافات للجهات القريبة (عين القصير شمتو عين الخراريب) ومنهم من يتنقل لمدينة جندوبة أو عين دراهم وكل التنقلات تتطلب الجهد الجهيد والوقت الكثير وأموالا بما أن للماء ثمنا حسب تعريفة الزمان والمكان وعدد الأدنان التي يحتاجها الواحد منهم وما أكثرها بحكم أهمية الماء في استعمالات كثيرة (الشرب الري النظافة شرب الحيوانات) وهو ما زاد في مأساتهم ومعاناتهم التي طالت لسنوات. طريق الرداءة والحفر إذا كانت مسألة التزود بالماء الصالح للشراب تعد من المسائل العالقة والمقلقة لسكان «القنارة» فإن الطريق الرابطة بينها و بين جندوبة عبر «الدخايلية» أولاد مناع و«الزوبية» تعد من المسائل الشائكة نظرا لرداءتها حيث تعتريها النتوءات والحفر هنا وهنا وتستضيق في عدة مواقع جراء تآكلها وهو ما سبب حوادث مرورية بين الحين والآخر وتعطب للسيارات الخاصة وسيارات النقل الريفي التي أكد أصحابها «للشروق « أنهم تعاقدوا مع ورشات الميكانيكيين بصفة دورية وكانت خسائرهم جراء إصلاح الأعطاب طائلة. وحالة الطريق هذه تتطلب تدخلات لتعهدها وإصلاح ما ظهر بها من حفر وتقطعات أو إعادة تعبيدها بنوعية وكيفية أفضل وكذلك توسعتها ليصبح مرور السيارات في الاتجاهين يسيرا والتفكير في حماية جانبها من مياه السيول والأمطار حتى لا تجرفها وذلك بتركيز مجار من الحديد والاسمنت وبذلك نتقي السيول الجارفة والانجرافات التي داهمت الطريق. هذا الواقع الذي تعيشه «منطقة القنارة» بما يشكله من معاناة وصعوبات أقلقت ولا تزال مضجع المواطن الذي لم يكتب له أن يعيش بعيدا عن هاجس النقائص الاجتماعية والتنموية والاقتصادية وعلى مستوى البنية التحتية وهو ما يتطلب حلولا عاجلة وجذرية تستأصل الداء من مكمنه ولا حلول ترقيعية سرعان ما تظهر عيوبها عما قريب.