نفد صبر سواق العربات بعد ان مكثوا قرابة أربع ساعات عالقين في طوابير طويلة من السيارات تمتد كيلومترات في الطريق السريعة تونس الحمامات جراء الاكتظاظ المروري الذي تشهده اغلب الطرقات المؤدية للمناطق السياحية خاصة القريبة من العاصمة. تونس(الشروق) خلف المقود يلف الضجر ملامح السائق والمسافرين وعلامات التوتر والانفعال مرسومة على وجوه مستعملي الطريق بسبب الاختناق المروري. هذا هو المشهد الذي يتكرر على الطريق السريعة تونس الحمامات في نهاية الأسبوع. اذ كثيرا ما تتحول الطريق السريعة الى طريق بطيئة جدا وصل فيها انتظار بعض مستعملي هذه الطريق الى أربع ساعات بالتمام كانت كفيلة بتعرض سائق احدى السيارات وفق شهادة زوجته الى ازمة صحية مفاجئة تتمثل في ارتفاع نسبة السكري في الدم جراء ضغط الاكتظاظ المروري والمكوث لساعات طويلة على متن سيارته تحت اشعة الشمس الحارقة واكتظاظ مروري خانق مما دفع زوجته لتعويضه خلف المقود وهذا من حسن حظ الاسرة فلو لم يكن لزوجة رخصة سياقة لاسهم الامر في مفاقمة تعكر صحته . وعموما فان هذه الحادثة غير معزولة اذ كثيرا ما يتسبب طول الانتظار في الطريق في تعكير الامراض المزمنة التي يعاني منها مستعملو الطريق. والملفت ان حدة الوضع على طرقاتنا سيزداد سوءا بعد دخول نظام عمل الحصة الواحدة واضطرار مستعملي الطريق للعودة من عملهم في وقت واحد ثم الخروج للترفيه عن النفس في الفترة المسائية التي تكون في الغالب بعد المغرب. أعوان الشرطة على الدراجات النارية يرى بعض المراقبين ان تعطل حركة المرور واختناقها يزيد في توتر السائق الذي يصبح في «حالة قيادة تحت تأثير الضغط والتوتر» وهي وضعية لا تقل خطورة عن القيادة تحت تأثير مواد مسكرة او مخدرة ذلك انه يفقد تركيزه مما يتسبب في تردي مستوى سياقته وهو ما يجعل الاختناق المروري يتسبب في حوادث قاتلة إذ ان السائق كثيرا ما يعمد الى البحث عن الهروب من ازدحام الطريق فيسير بسرعة جنونية وهو ما يتسبب في حوادث مرور وتشير الأرقام الى ان السرعة تحتل المرتبة الاولى من حيث عدد القتلى على الطريق في السنوات الاخيرة. كما ان التعب والإرهاق الذي يتضاعف خلال فصل الصيف بسبب ارتفاع درجات الجرارة وضغط الطريق من شانه ان يضاعف امكانية حصول حوادث المرور. ويشار الى انه من الحلول الممكنة للتقليص من أسباب اكتظاظ الطرقات السريعة يرى البعض ان العودة الى الاستعانة بخدمات أعوان شرطة المرور على الدراجات النارية من شانه ان ينظم فوضى الطرقات ذلك ان تواجد هؤلاء الاعوان يردع تهور مستعملي الطريق الذين يعربدون في الطريق ويتسببون في خلق طوابير طويلة بأشكال عديدة من ذلك تعمد بعض الشباب القيادة ببطء اثناء احتساء مشروبات كحولية مع رفاق السيارة وخلق الكثير في الفوضى بالإضافة الى الحوادث التي تسببها السيارات المجنونة والمخالفات العديدة المرتكبة والتي من شانها ان تعطل مستعملي الطريق الذين يقصدون في نهايات الأسبوع الشواطئ القريبة من العاصمة على غرار الحمامات وسوسة. ويشار الى ان أعوان شرطة المرور على الدراجات النارية كانوا في السنوات الماضية يسهلون سيولة حركة المرور بفضل قدرتهم على الردع وفرض خطايا مالية من شانها ان تعيد للمخالفين صوابهم وان تنعش ميزانية الدولة بعد سنوات الانفلات التي شهدتها طرقاتنا وكل أنواع التهور في السياقة. وضع الطرقات سلوك اصحاب السيارات الذين لا يحترمون إشارات المرور ويتصرفون بعصبية يتسبب في تردي مستوى قيادتهم للسيارة وفي بروز طوابير الانتظار طويلة في محطات الاستخلاص والطرق السيارة كذلك فان تردي وضع الطرقات الذي طال بعض الطرقات السيارة ساهم في مضاعفة هذه الطوابير وتعطيل حركة المرور وبالإضافة الى حوادث المرور فان الأعطاب التي تطال بعض السيارات ووسائل النقل في الطريق من شانها أيضا ان تعطل مستعملي السيارات واختناق حركة المرور. ويرى المختصون ان تنامي أسطول السيارات خلق نقاطا سوداء في اوقات الذروة تتسبب في حالة من الاستياء والمعاناة لمستعملي الطرقات وللإشارة فان بعض الطرقات السيارة التونسية تشهد يوميا حركة جولان مستمرة لنحو 80 ألف سيارة وتزداد هذه المعاناة خلال فصل الصيف بسبب الانتصاب الفوضوي على حافتي الطرقات السيارة وقرب الطرق الحزامية فمن باعة خبز الطابونة و»المطبقة» الى مستلزمات الشواطئ والبحر وهو ما يجعل بعض مستعملي الطريق يتوقفون بصفة فوضوية على جانبي الطرقات السريعة لشراء بعض الأغراض وهو ما يزيد من تعقيد الوضع والازدحام لتتحول حركة العربات خاصة بالطريق السريعة وفي بعض المفترقات الكبرى الى مهمة شبه مستحيلة. وهو ما يجعل الوقت المخصص لقطع مسافات التنقل في الطريق السريعة يتضاعف لأكثر من مرة في خلال ساعات الذروة وهو ما جعل عددا من المواطنين يصفون حركة المرور بالكارثية ومسببة للأمراض بكل أنواعها. ومن الأسباب الأخرى التي تؤدي الى الاختناق المروري هو خروج الموظفين في نفس الوقت واختيارهم الطريق السريعة وهو ما يتسبب في تعطل حركة المرور وفي مضاعفة امكانية حصول حوادث مرور وانفجار الشجار بين مستعملي الطريق وبروز مختلف أنواع الانانية وتغير السلوك خلف المقود. جمال الكسيبي رئيس الجامعة الوطنية للأشغال العامة ل «الشروق» مسألة عادية قال رئيس الجامعة الوطنية لمؤسسات البناء والأشغال العامة جمال الكسيبي في تصريح ل"الشروق" ان حالة الاكتظاظ التي تشهدها الطرقات السريعة او الوطنية والحزامية او العادية في أوقات الذروة مسالة عادية وتحدث في كل دول العالم وفي تونس تشهد حركة المرور صيفا ضغطا كبيرا في اتجاه الشواطئ والمدن السياحية منها الطريق السريعة تونس الحمامات مما يخلق ازدحاما كبيرا ينتقده المواطن وهو محق في ذلك خاصة بالنسبة الى أصحاب العربات التي تضطر يوميا لقطع نفس المسافة في ظروف صعبة لكن لا يمكن القيام بأشغال لتوسعة طريق سريعة من اجل حل اشكال يقع في فترة زمنية محددة ذلك ان كلفة احداث طريق سريعة مرتفعة جدا اذ يتراوح الكلم المعبد بين 5و10مليارات وهو بالتالي عير مجد وأضاف ان التدخل بالصيانة يستلزم اعتمادات مالية كبرى قد تكون طرقات أخرى في حاجة اكبر اليها. وفي المقابل اعتبر ان التدخل في طريق مرناق مطلوب مؤكدا أن الطريق المذكور تمر بها الشاحنات الثقيلة التي لا تحترم الحمولة القانونية اللازمة وقد أصبحت تمثل منطقة اختناق على مستوى محطة الاستخلاص وجب مراجعته لحل الإشكاليات الكبيرة فيه ذلك انها مصممة بشكل يجعلها تسير في اتجاهين ووجب تخصيص طريق ثالث حاليا نظرا لتطور الجولان بها وفي هذه الحالة فان دراسة الجدوى تثبت ان طول فترة الانتظار والاكتظاظ يتسبب في اهدار مستعملي الطريق للمحروقات كما ان تعطيل مصالح واعمال مستعملي الطريق فيه هدر للكثير من المال وهو ما يعني ان توسعتها سوف يكون مجديا. كما اعتبر ان توسعة محطات الاستخلاص بين الحمامات وسوسة يعد أيضا مطلبا ضروريا وذكر ان توسعة محطات الاستخلاص اقل كلفة من توسعة الطريق السريع اذ يمكن استرجاع كلفته في سنة فقط.