البشير فحيمة من أهالي طرابلس وتحديدا من سوق الجمعة ومن قنانيها المبدعين، ولد سنة 1907 واسمه الفني بشير فهمي بدأ دراسته الأولى بكتاب سيدي عطية بالمدينة القديمة ثم دخل إلى مكتب العرفان، اتجه بعدها إلى عالم الفن والطرب، حيث تتلمذ على يد الفنان محمد ظافر المدني، وقد برع في العزف على العود، وكان من أشهر الفنانين في مجال كتابة وتلحين الأغنية الليبية. منذ ثلاثينات القرن الماضي عاش في تونس وفرنسا ،ونقل إليها العديد من الالحان الشعبية الليبية كما رفع شأن الفن الليبي خارج البلاد وداخلها وهو أمر لم يسبقه إليه أحد من الفنانين الليبيين ولغزارة إنتاجه أقبلت عليه الإذاعات وخاصة التونسية والفرنسية واحتضنت هذا الإنتاج الغزير بالبث اكثر من مرة في اليوم الواحد ، وكان له الفضل باعتراف التونسيين في نشر فن الغناء في تونس. كان هذا الفنان إلى جانب ذلك زجّالاً ينُظمّ الشعر الشعبي، حيث كان يشارك في إحياء العديد من المناسبات الأدبية والفنية وعاد إلى طرابلس نهائياً واستقر بها مواصلاً نشاطه بالإذاعة الليبية حيث قدم بعض الأعمال الناجحة، أثناء توليه رئاسة القسم الموسيقي بالإذاعة الليبية حتى وافاه الاجل المحتوم سنة 1972. والبشير فهمي صاحب كلمات أشهر أغنية تونسية «لاموني اللي غاروا مني» التي لحنها وغناها الهادي الجويني وأداها العديد من الفنانين بعده كان ذلك سنة 1955 , عندما كان البشير فهمي مقيما في تونس ,حيث جمعه لقاء بالفنان الهادي الجويني في احد المقاهي ,ودار الحديث بين الاثنين حول الموسيقى والغناء والمقامات والموروث الفني ...توقف الحديث بين الرائدين عند الاغنية التراثية الشهيرة « بخنوق بنت المحاميد « الليبية الأصل والتي اجتهد السيخ احمد الوافي في إعادة صياغتها موسيقيا في مقام «العرضاوي» قبل ان تمنحها المطربة صليحة كل مهجتها لتكون واحدة منم الروائع الطربية التي اضافت الكثير للرشيدية في مسيرتها التي كان الحفاظ على الذائقة التونسية الاصيلة احد أهدافها .. توقف الصديقان كثيرا عند هذه الاغنية قبل ان يفاتح البشير فهمي الهادي الجويني بحكاية عاشتها قبيلة ا» المحاميد « الليبية والتي تقول ان احد أبناء قادة هذه القبيلة عشق فتاة سمراء اللون كان والده قد استقدمها لتعمل في البيت وتشرف على قضاء شؤون العائلة ..كانت سمراء اللون فاتنة في عينيها تتوفر على صوت رخيم وشعر طويل وقد ممشوق ..احبها الابن رغم معارضة العائلة فقد كان اكثر إصرارا على الزواج منها ...وهنا تعددت الاساطير فهناك من يقول انه فر بها في اتجاه تونس وهناك من يقول ان الوالد نفى الابن ورواية ثالثة تقول انه تمت إعادة الفتاة الى أهلها ... استحسن الهادي الجويني فاستقر الراي على تحويلها الى اغنية فكانت « لاموني الي غاروا مني»... ناهيك وان كل اغنية من أغاني الهادي الجويني تروي قصة وتحمل بداخلها حكاية وهذا التوجه احد اسرار خلوده في المدونة الغنائية التونسية والعربية. لاموني إلي غاروا مني تأليف –البشير فهمي الحان وغناء الهادي الجويني لاموني اللي غاروا منى قالوا لى اش عجبك فيها جاوبت اللى جهلوا فنى خدوا عينى شوفوا بيها … هالطفلة اللى غرتوا منها وحبتونى باش انساها ما نقدرش نبعد عنها وانا كالحوتة فى ماها عاشق ومغروم فى بدانها حياتى كله وهبته ليها … أنا فى عينيها آدم وهى فى عينيا حوا قالوا لى علاش تعشق خادم قلت لهم يزى مالدوة سمرا وغنى عليها العالم والعالم كله شاهيها … يا ناس ايش تحبوا منى وغيرتوا من السر الربانى جنية عشقت فى فنى وانا اللى عاشقها فانى طول حياتى عليها نغنى وفنى وشعرى كله ليه