القيروان.. هذه المدينة الضاربة جذورها في أعماق التاريخ.. قدرها ان تكتب أكثر من صفحة ضاجة بالحياة في سجل الابداع الثقافي والفني الجاد من خلال اكثر من احتفالية فكرية ثقافية على مدار السنة ارتدت هذه المدينة التاريخية لباس الابداعات الفنية بكل اصنافها من خلال مهرجان ربيع الفنون في الفترة من 21 الى 25 جوان الماضي من خلال دورة استعادت فيها بريق هذه التظاهرة بعد خفوت طال نسبيا كانت من نتائجه الغاء دورة العام الماضي, غير عزيمة أصحاب النفوس العزيزة في الفعل الثقافي من خلال جمعية المهرجان بإدارة رئيستها السيدة حميدة الحليوي وبدعم من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية وبحرص كامل من كل أعضاء هذه الجمعية وهيئتها الاستشارية تم تدارك كل الصعوبات بعد تكليف الشاعرة الكبيرة السيدة جميلة الماجري وتسليمها مقاليد اعداد وتسيير هذه الدورة ...فكان ان تم كسب الرهان وكانت اول الثمرات الاقبال الجماهيري الكبير على مختلف محطات الدورة رغم حرارة الطقس وتزامن الدورة مع انطلاق نهائيات كاس افريقيا للأمم في كرة القدم بمصر. الحرارة الشديدة اعتبارا للموقع الجغرافي لمدينة القيروان لم يحل دون الاقبال الجماهيري ' فالدورة وبإدارة على درجة عالية من الحرفية للسيدة جميلة الماجري وبالتنسيق مع أعضاء جمعية المهرجان كسبت رهان إعادة المهرجان الى الطريق الثقافي الإبداعي الذي من اجله بعث الى الوجود سنة 1995 ...فكانت المحطات الثقافية متنوعة ذات مستوى راق في الاختيارات والمضامين وحرصت مديرة الدورة السيدة جميلة الماجري على الارتقاء بالذائقة الإبداعية نحو الأفضل والاجمل والضامن للمتعة الفنية والابداعية من خلال القراءات الشعرية التي اثثها شعراء رواد انطلاقا من الشاعر المصري جمال بخيت والشاعر اللبناني شربل داغر والمغربية لويزة بولبرس والتونسيون المنصف الوهايبي وفتحي النصري وحافظ محفوظ ...مرورا بالفن الرابع من خلال " جويف" للمخرج حمادي الوهايبي وفتح ربيع الفنون نافذة على المجالس الفكرية التي تطارحت عديد الإشكاليات من خلال ندوات ذات مستوى علمي راق ومتميز تم فيها تناول السياحة الثقافية في مدينة الاغالبة وما كتبه زوارها من الادباء والمفكرين والغربيين ومدى حضور العمل الثقافي في الاعلام وسجلت السينما حضورها في هذه الدورة وموسيقى الراب التي استقطبت جمهورا شبابيا ليكون الاختتام مع الفنانة نوال غشام التي عادت الى القيروان بعد غياب امتد على سنوات.. دون ان ننسى الحضور المتوهج للفنون التشكيلية وكانت "فسقية الاغالبة" على موعد مع محطة إبداعية تراثية جمعت بين الشعر الشعبي والعاب الفروسية والاكلات الشعبية الخاصة بالقيروان واللباس التقليدي.. محطة استثنائية استعاد من خلالها الجمهور ذكريات من الزمن الجميل لهذه المدينة التي خطت صفحات ناصعة في التاريخ العربي الإسلامي على أكثر من مستوى. علما ان الدورة شهدت تكريم عدد من رموز الفن والموسيقى والسينما والتلفزيون في تونس وهم محمد علي بن جمعة ومحمد الظريف و البشير السالمي (العزف )والفنانة سلاف.