من يملك القدرة على وضع حد لحياته مهما كانت الأسباب هو الشخص الاضعف في هذا الكون بينما من يملك القدرة على المواجهة والحفاظ على حياته هو الاقوى ، والسؤال الذي يفرض نفسه كيف يمكن ان ترسخ هذه القيم في فكر شبابنا الذي ضاقت به السبل وانسدت أمامه الافق بعدما أحبط السياسيون عزائمه ؟ وكيف يمكن اقناع الناس بأن القادم أفضل رغم ما يمرون به من ضيق الحال؟ ولماذا استطاع التونسي في فترات الاستقلال الاولى تحمّل الفقر والبطالة والامراض والجوع ولم ينتحر ولم يحاول الانتحار كما يفعل التونسي اليوم ، اعتقد ان السبب الرئيسي هو توفر الامل في تلك الفترة ،الامل في غد أفضل وتوفر الثقة في الاشخاص الذين يقودون البلاد واليقين بأنهم سيحققون ذلك الحلم بينما اليوم لا يوجد بصيص امل واحد يجعل التونسيين يخرجون من مرحلة الكآبة الى التمسك بالحياة والعيش في بلدهم وعدم الهروب منه اما حرقا او شنقا او هجرة ، الم يقل الشاعر "ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل"؟