موسم واعد يبشر به قطاع السياحة هذه السنة ومع ذلك فان القطاع يشهد نقصا واضحا في اليد العاملة بسبب نقص التكوين مما قد يسبب تراجعا في الخدمات الفندقية المسداة. تونس (الشروق): اطلق وزير السياحة وعدد من المهنيين في المدن الساحلية منها المنستيرومدنين دعوة للشباب للانخراط في التكوين السياحي بدل البطالة اثر رصد نقص كبير في اليد العاملة قدر بالآلاف خصوصا أمام انطلاق موسم واعد يتطلب امكانيات بشرية هامة و لتلبية حاجيات القطاع من اليد العاملة أمام ما يسجله من نقص قدر بما لا يقل عن 600 فرصة شغل في مدنين والف موطن شغل في المنستير ومئات مواطن الشغل الشاغرة في كل الجهات. تكوين سريع ويشار الى ان الموسم السياحي لهذا العام يعد على غاية من الاهمية خاصة إثر اعادة افتتاح العديد من النزل التي مرت بصعوبات علما وان عدد الوحدات الفندقية في بلادنا يصل الى 862 وحدة فندقية بطاقة استيعاب جملية تقدر ب 241الف سرير تتوزع في المناطق السياحية بالبلاد بداية من تونس العاصمة وسوسة والحمامات ونابل والمهدية والمنستير وصولا إلى مناطق الجنوب في جربة وتوزر وقبلي.. وهي انتعاشة انطلقت في السنة الماضية وتتواصل هذه السنة بعد أن عرف القطاع في السنوات الاخيرة ازمة خانقة من أبرز ملامحها الصعوبات التي مازال القطاع الفندقي في تونس يعاني منها والمتمثلة في المديونية التي ناهزت ال 3800 مليون دينار والتي تم التقليص من حدتها بفضل الإجراءات الاستثنائية التي أقرتها الدولة منذ اكثر من سنة وتتعلق بتأجيل خلاص أقساط القروض بعنوان الأصل والفوائض والتي حل أجلها منذ سنة 2015 إلى موفى سنة 2016 مع إعادة جدولتها حسب قدرة المؤسسة على التسديد بالإضافة إلى منح قروض جديدة تسدد على 7 سنوات مع اسناد سنتي إمهال. ورغم أن المؤشرات السياحية خلال سنة 2019 طيبة ومن المنتظر أن تفوق إحصائيات سنة 2018 التي ارتفعت بنسبة 19 % في عدد الوافدين مقارنة بسنة 2017 وبنسبة 1,1 % مقارنة بنتائج سنة 2010 كما سجّلت إحصائيات سنة 2018 زيادة في عدد الليالي المقضاة بنسبة 15 % مقارنة بنتائج 2017. الا ان نقص اليد العاملة قد يفسد نسق الخدمات المسداة للسياح مما قد يؤثر على صورة تونس. وبهدف توفير كل ظروف النجاح لهذا الموسم السياحي من خلال حسن الاستعداد على جميع المستويات لا سيما توفير اليد العاملة المختصة في بعض الاختصاصات قامت عدد من النزل بانتداب المئات من الراغبين في العمل في القطاع السياحي وقد قامت بعض النزل بتامين دورات تكوينية سريعة حسب الاختصاص المطلوب مع ضمان إبرام مباشرة عقد شغل مع مؤسسة النزل التي ستقوم بالانتداب لكن التكوين السريع يعد حلا وقتيا للعملة الموسميين ذلك ان المطلوب ايجاد تكوين اساسي لمختصين في المجالات المطلوبة. تونس منارة لكن لماذا وصل النقص في اليد العاملة المختصة الى هذا الحد في مجال السياحة بعد ان كانت تونس سباقة في احداث مدارس التكوين السياحي في اواخر الستينات والسبعينات اذ تضم اهم المدارس السياحية التي تصدر اليد العاملة للخارج؟ عوامل عديدة ساهمت في هذا النقص حسب الخبراء من اهمها ان المتكونين في مدارس السياحة على درجة عالية من الكفاءة وهو ما جعل الاسواق الخارجية تستقطب العديد منهم اثر الازمة التي شهدتها بلادنا في السنوات الاخيرة وانسداد الافاق كما ان الشباب لم يعد يقبل على التكوين في مجال السياحة اثر اغلاق عدة نزل وطرد العملة وهو ما جعل اعادة افتتاح النزل يواجه ازمة نقص العمالة المؤهلة. ونظرا لما يتطلبه افتتاح هذه الوحدات الفندقية من يد عاملة، بادرت مندوبية السياحة والجامعات الجهوية للنزل ووكالات الأسفار والمطاعم ومركز التكوين السياحي والإدارة الجهوية للتشغيل بتنظيم عدد من الورشات هذه السنة في الجهات السياحية لتقريب عارض الشغل من طالبه وربط الصِّلة المباشرة بينهم بهدف التوصل الى خلق فرص انتداب وتشغيل مباشر وفوري مع توفير تكوين سريع ومجاني لمن يستحقه من الشباب المنتفع، للحفاظ على جودة الخدمات في هذا القطاع. ومعلوم ان قطاع السياحة في بلادنا مجبر على تطوير خدماته والتعويل على اليد العاملة المؤهلة والمتخصصة لتحسين خدماته ذلك انه يشهد منافسة شرسة من عديد الدول التي استفادت في السنوات الماضية من الازمة التي مر بها القطاع عبر استقطاب حرفاء تونس منها المغرب وتركيا ولاسترجاع الاسواق القديمة واستقطاب اسواق جديدة لا بد من التعويل على التكوين الجيد في المجال وعلى تنويع الخدمات السياحية وذلك عبر عدم الاكتفاء بالمنتوج التقليدي المعروف بالسياحة التقليدية للبحر والشمس والتوجه اكثر نحو السياحة الثقافية والبيئية والصحية والسياحة البديلة عموما التي اصبحت تستقطب اكثر فاكثر السائح الذي يرغب في الاستمتاع بالعروض الثقافية والفنية خارج النزل والتنشيط في الشارع والاطلاع على الموروث الثقافي للمتساكنين... خالد فخفاخ رئيس الجامعة التونسية للنزل التكوين السياحي في تونس رفيع ونصدر اليد العاملة للخارج صرّح رئيس الجامعة التونسية للنزل خالد فخفاخ ل»الشروق» بأن قطاع السياحة في حاجة الى مئات «حتى لا نقول الاف اليد العاملة» واضاف انه في السابق كان الموسم السياحي يمتد الى سنة كاملة اما اليوم فقد اصبح الموسم لا يتجاوز 6 أشهر وهو ما يجعل الحاجة لليد العاملة لا تستمر طيلة سنة كاملة بل في موسم الذروة مما جعل قطاع السياحة لا يجلب اليد العاملة، وأضاف الفخفاخ انه من المنتظر أن يسجل الموسم الحالي أرقاما هامة . وحول اسعار النزل والفرق بين السوق المحلية والاسعار التي يتم عرضها للسائح الاجنبي والتي يروج البعض انها لا تتعدى 7اورو لليلة أكد رئيس الجامعة التونسية للنزل أن الأسعار التي يتم عرضها بالنسبة للسياحة الداخلية ليست مرتفعة واكد انها معقولة لكن المقدرة الشرائية للمواطن اصبحت ضعيفة واضاف ان الاسعار التي تعرض في الخارج ليست بهذا الشكل الذي يتم الترويج له خاصة في موسم واعد على غرار السنة الحالية. اما عن التكوين في مجال السياحة فقد اعتبر انه ما يزال في مستوى جيد ويضاهي التكوين في ارقى الدول مؤكدا ان الخدمات الفندقية في تونس يشهد بكفاءتها عالميا كما ان بلادنا تصدر اليد العاملة في القطاع السياحي وهو ما يجعلنا نعيش نقصا في المجال. ولاحظ ان اصحاب بعض النزل ممن يرغبون في تكوين خصوصي لليد العاملة التي ينتدبونها عليهم القيام بهذا التكوين للعاملين معهم على نفقتهم الخاصة وهو ما تقوم به عديد النزل. وعن مدى انفراج ازمة النزل التي اغلقت بعد الثورة ذكر محدثنا ان القطاع يشهد انتصاب نحو 800نزل في تونس وقد انطلقت ازمة العديد منها قبل الثورة لكن الازمة تفاقمت في 2011 واشار ان منها بين 200و250 نزل مازالت مغلقة الى الآن بسبب الصعوبات الاقتصادية التي تعاني منها علما وان قطاع السياحة يشغل بصفة مباشرة وغير مباشرة نحو 400الف شخص من اليد العاملة. وفي خصوص خسارة السوق التونسية لأسواق هامة في السنوات الاخيرة واستفادة اسواق اخرى منها على غرار المغرب وتركيا ذكر محدثنا ان المنتوج السياحي التونسي يختلف عن بقية الدول المذكورة وذكر انه في السنة الماضية زار تونس سياح من روسيا بدل ذهابهم الى مصر وغيروا وجهتهم لأسباب امنية وقتها ولكنهم عادوا الى تونس هذه السنة لان منتوجنا السياحي فرض نفسه وهو ما يعني ان باقي الدول لا توفر نفس الخدمات والمنتوج التونسي هو الذي يفرض نفسه في السوق العالمية.