تونس تحتفل بعيد الشغل العالمي وسط آمال عمالية بإصلاحات تشريعية جذرية    دوري ابطال اوروبا.. التعادل يحسم مباراة مجنونة بين البرسا وانتر    شهر مارس 2025 يُصنف ثاني الأشد حرارة منذ سنة 1950    يظلُّ «عليًّا» وإن لم ينجُ، فقد كان «حنظلة»...    الاتحاد يتلقى دعوة للمفاوضات    تُوّج بالبطولة عدد 37 في تاريخه: الترجي بطل تونس في كرة اليد    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    قضية مقتل منجية المناعي: إيداع ابن المحامية وطليقها والطرف الثالث السجن    رحل رائد المسرح التجريبي: وداعا أنور الشعافي    القيروان: مهرجان ربيع الفنون الدولي.. ندوة صحفية لتسليط الضوء على برنامج الدورة 27    الحرائق تزحف بسرعة على الكيان المحتل و تقترب من تل أبيب    منير بن صالحة حول جريمة قتل المحامية بمنوبة: الملف كبير ومعقد والمطلوب من عائلة الضحية يرزنو ويتجنبو التصريحات الجزافية    الليلة: سحب مع أمطار متفرقة والحرارة تتراوح بين 15 و28 درجة    عاجل/ الإفراج عن 714 سجينا    عاجل/ جريمة قتل المحامية منجية المناعي: تفاصيل جديدة وصادمة تُكشف لأول مرة    ترامب: نأمل أن نتوصل إلى اتفاق مع الصين    عاجل/ حرائق القدس: الاحتلال يعلن حالة الطوارئ    الدورة 39 من معرض الكتاب: تدعيم النقل في اتجاه قصر المعارض بالكرم    قريبا.. إطلاق البوابة الموحدة للخدمات الإدارية    وزير الإقتصاد يكشف عن عراقيل تُعيق الإستثمار في تونس.. #خبر_عاجل    المنستير: إجماع خلال ورشة تكوينية على أهمية دور الذكاء الاصطناعي في تطوير قطاع الصناعات التقليدية وديمومته    عاجل-الهند : حريق هائل في فندق يودي بحياة 14 شخصا    الكاف... اليوم افتتاح فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان سيكا جاز    السبت القادم بقصر المعارض بالكرم: ندوة حوارية حول دور وكالة تونس إفريقيا للأنباء في نشر ثقافة الكتاب    عاجل/ سوريا: اشتباكات داخلية وغارات اسرائيلية وموجة نزوح..    وفاة فنانة سورية رغم انتصارها على مرض السرطان    بمناسبة عيد الإضحى: وصول شحنة أغنام من رومانيا إلى الجزائر    أبرز مباريات اليوم الإربعاء.    عملية تحيّل كبيرة في منوبة: سلب 500 ألف دينار عبر السحر والشعوذة    تفاديا لتسجيل حالات ضياع: وزير الشؤون الدينية يُطمئن الحجيج.. #خبر_عاجل    الجلسة العامة للشركة التونسية للبنك: المسيّرون يقترحون عدم توزيع حقوق المساهمين    قابس: انتعاشة ملحوظة للقطاع السياحي واستثمارات جديدة في القطاع    نقابة الفنانين تكرّم لطيفة العرفاوي تقديرًا لمسيرتها الفنية    زيارات وهمية وتعليمات زائفة: إيقاف شخص انتحل صفة مدير ديوان رئاسة الحكومة    إيكونوميست": زيلينسكي توسل إلى ترامب أن لا ينسحب من عملية التسوية الأوكرانية    رئيس الوزراء الباكستاني يحذر الهند ويحث الأمم المتحدة على التدخل    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    ابراهيم النّفزاوي: 'الإستقرار الحالي في قطاع الدواجن تام لكنّه مبطّن'    القيّمون والقيّمون العامّون يحتجون لهذه الأسباب    بطولة إفريقيا للمصارعة – تونس تحصد 9 ميداليات في اليوم الأول منها ذهبيتان    تامر حسني يكشف الوجه الآخر ل ''التيك توك''    معرض تكريمي للرسام والنحات، جابر المحجوب، بدار الفنون بالبلفيدير    أمطار بكميات ضعيفة اليوم بهذه المناطق..    علم النفس: خلال المآزق.. 5 ردود فعل أساسية للسيطرة على زمام الأمور    بشراكة بين تونس و جمهورية كوريا: تدشين وحدة متخصصة للأطفال المصابين بالثلاسيميا في صفاقس    اغتال ضابطا بالحرس الثوري.. إيران تعدم جاسوسا كبيرا للموساد الإسرائيلي    نهائي البطولة الوطنية بين النجم و الترجي : التوقيت    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    في جلسة ماراتونية دامت أكثر من 15 ساعة... هذا ما تقرر في ملف التسفير    ديوكوفيتش ينسحب من بطولة إيطاليا المفتوحة للتنس    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    شحنة الدواء العراقي لعلاج السرطان تواصل إثارة الجدل في ليبيا    الميكروبات في ''ديارنا''... أماكن غير متوقعة وخطر غير مرئي    غرة ذي القعدة تُطلق العد التنازلي لعيد الأضحى: 39 يومًا فقط    تونس والدنمارك تبحثان سبل تعزيز التعاون في الصحة والصناعات الدوائية    اليوم يبدأ: تعرف على فضائل شهر ذي القعدة لعام 1446ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



غلق أكثر من مائة وحدة وتسريح آلاف العمال وديون فاقت 2300 مليون دينار
السنوات العجاف للسياحة التونسية التشخيص والدواء بأكثر من مليار لكن العلاج تأخر
نشر في الشعب يوم 17 - 03 - 2012

القطاع دخل في أزمة منذ الثمانيات وبوادر الانفراج مع بداية 2014
لابدّ من التأكيد على ريادة تونس في رهاناتها اللاحقة لحقبة الاستقلال الوطني علي ثلاث قطاعات حيوية واستراتيجية تعلقت بالتعليم والصحة والسياحة، حيث لم تقدر هذه القطاعات الثلاث على المساهمة الفعالة في التنمية المستدامة وتوفير أسواق شغل واعدة فحسب، بل استطاعت الفعل العميق في تشكيل بنى ذهنية حداثية لعموم الشعب باجياله المتعاقبة وتوفير خبرات عالية وتجارب مهمّة، غير أن هذه الاسبقية في الرهان على المنظومات الثلاث، قدر رافقها عديد الاخلالات والاخفاقات التي تحوّلت إلى أزمات هيكلية وجوهرية تستوجب اصلاحات عميقة لاعادة الدور المجتمعي والتنموي الذي قامت به القطاعات الثلاث المذكورة.
فصيحات الفزع التي أطلقها المتدخلون في القطاع السياحي، من اصحاب نزل ووكلاء اسفار واطارات واعوان ونقابات لم تشق وادي غير ذي زرع فحسب بل ادارت اعناق قطاعات واسعة من الرأي العام الوطني ودفعت الفاعلين السياسيين والاقتصاديين والاجتماعيين إلى التحرك من مواقع مؤثرة لانقاذ الموسم السياحي الثاني بعد ثورة 14 جانفي 2011 ومن ثمة ادخال القطاع برمته إلى غرف التشريح لازالة ما اصابه من تورّمات ذلك ان حالة التشخيص كانت دقيقة ووصفة العلاج موجودة على رفوف اصحاب القرار منذ عام تقريبا رغم تداول خمسة وزراء على وزارة السياحة من الثورة إلى اليوم «الشعب» فتحت التحقيق التالي حول واقع القطاع السياحي وآفاق تطوّره وفسحت المجال لكلّ المتدخلين من أجل صياغة رؤية موفقة ذلك ان قطاع السياحة قد كان يشغل 400 ألف بشكل مباشر وآخر غير مباشر، كما يوفر لقمة العيش لزهاء مليون ونصف مليون ساكن، ويمكن المنتوجات التابعة للصناعات التقليدية من 350 مليون دينار كمشتريات من قبل السيّاح الوافدين علي تونس.
فالنسيج السياحي المتسع لزهاء 800 نزل منها ماهو مصنف من نجمة إلى خمس نجوم والبالغ عدده نحو 570 نزل والذي يستوعب نحو 12٪ من اليد العاملة والنشيطة ويساهم بنحو 7٪ من الناتج الوطني الخام، بات يعاني من مديونية حادة ومستعصية وصلت إلى 800 مليون دينار ومن مديونية عامة وصلت إلى 2300 مليون دينار!!
وهو ما ساهم في غلق ما يفوق 110 نزل وتسريح آلاف العمال الموسميين والمتعاقدين رغم ان سلط الاشراف قد بادرت بتخصيص ميزاية ب 37 مليار للاشهار السياحي.
اذن، ماهو مضمون الدراسة الاستراتيجية حول تطوّر القطاع السياحي في افق 2016 ولماذا لم يتم الشروع في تنفيذها حقنا لنزيف المديونية واهتراء البنى الاساسية وتسريح العمال المتواصل، ماهي رؤية العمال والاطارات لواقع قطاعهم وكيف ينظر اصحاب النزل والقائمون علي أمرها، ثم ماهي الاجراءات التي ينادي بها الخبراء والنقابيون لاصلاح المنظومة؟
وهل ان مجمل هذه الرؤى والمقاربات قادرة اليوم على تجاوز ضعف الترويج للوجهة التونسية وتحسين العرض عبر تحقيق الجودة الشاملة وتنويع المنتوج وتجديده والترويج والتسويق وتطوير الاطار المؤسساتي واعادة الهيكلة المالية للقطاع والعبور في النهاية نحو سياحة تعتمد التكنولوجيات الحديثة للمعومات والاتصال؟ لاستقطاب 10 مليون سائح سنويا بداية من 2014 وتحقيق مداخيل بقيمة 5365,7 مليون دينار ونسبة امتلاء ب 54,3 بالمائة والرفع من طاقة الايواء إلى 260,300 سرير؟.
الدراسة الاستراتيجية حول تطور القطاع السياحي في أفق 2016
تعتبر الدراسة الاستراتيجية حول تطور القطاع السياحي في أفق 2016 التي عهدت تونس بانجازها إلى مكتب الدراسات العالمي رولاند برغر بمثابة خارطة طريق للتأقلم مع المتغيرات الكبيرة التي شهدتها السياحة العالمية في السنوات الاخيرة والمتمثلة بالخصوص في توجه العروض السياحية اكثر فأكثر نحو الفرد، وتنامي دور الانترنات في عمليات الحجز، والاعتماد المتزايد علي الحجز في اخر دقيقة في ظل العمل باتفاقيات الاجواء المفتوحة.
وانطلقت الدراسة من تشخيص واقع السياحة التونسية لتحدد الاستراتيجية الواجب اعتمادها لتطوير القطاع اضافة الى صياغة برنامج العمل الكفيل بتنفيذ هذه الاستراتيجية.
واظهرت الدراسة ان السياحة التونسية تعاني من عدة اشكاليات مثل «موسمية» القطاع الذي تمتد فترة ذروته بين شهري ماي وأكتوبر وهيمنة المنتوج الشاطئي ومحدودية أنماط الإيواء (ايواء فندقي بالأساسي) وتقادم الوحدات الفندقية اضافة الى التبعية المطلقة لوكالات الاسفار الاوروبية.
واشارت إلى ان الترويج للوجهة التونسية يعد نقطة ضعف السياحة التونسية بسبب تواضع الميزانية المرصودة للترويج السياحي والتي لم تتعد قيمتها 27 مليون أورو سنة 2009 مقابل 49 مليون أورو في المغرب و82 مليون أورو في تركيا.
وأوصت الدراسة الاستراتيجية بتركيز الجهود على تحقيق 4 أهداف رئيسية تتمثل في تحسين العرض وحفز الطلب ودعم التنافسية واستدامة القطاع.
وفي باب تحسين العرض اكدت الدراسة اهمية تحقيق الجودة الشاملة وتنويع المنتوج وأنماط الايواء وتركيز الاشهار على المنتوجات المجددة والنهوض بالتنشيط وتأهيل العرض ومراجعة المقاييس المعتمدة حاليا في تصنيف النزل والتحفيز وآليات المراقبة.
ولتحفيز الطلب اقترحت الدراسة وضع خطة لتثمين المنتوج السياحي المحلي ومختلف مكوناته واعتماد برامج ترويج طموحة وتنمية السياحة الداخلية ودعم التموقع في الاسواق القريبة وتعزيز حضور السياحة التونسية على شبكة الانترنت.
ومن أجل استدامة السياحة التونسية اوصت الدراسة بملاءمة الحكومة السياحية مع المتطلبات الجديدة للقطاع، واعادة صياغة انماط التكوين وادراج اشكاليات التنمية المستديمة في الاستراتيجيات المستقبلية.
وتم ضمن هذه الدراسة رصد ميزانيات وتحديد جداول زمنية لتنفيذ مختلف المشاريع المدرجة في الاستراتيجية والتي تمتد من جويلية 2010 إلى ديسمبر 2016.
وتتركز هذه التدخلات حول خمسة محاور رئيسية وهي تنويع العرض وتجديده والترويج والتسويق وتطوير الاطار المؤسساتي واعادة الهيكلة المالية للقطاع والعبور نحو سياحة تعتمد التكنولوجيات الحديثة للمعلومات والاتصال.
وتم في هذا الاطار تحديد نحو 20 نشاطا ذا أولوية واقرار حوالي160 اجراء.
وستتجه الجهود الى تطوير ميثاق الجودة «ياسمين» والتشجيع على التجديد (وضع اطار مؤسساتي لمرافقة المشاريع المجددة واعادة تهيئة المناطق السياحية) وتنويع أنماط الايواء السياحي (التشجيع على أنماط الايواء الجديدة مثل دور الضيافة والمخيمات...).
وفي مجال الترويج سيتركز الاهتمام على تكثيف الشراكات الجوية واعتماد مقاربة تسويق حسب كل بلد (تنظيم حملات اشهار مستهدفة واعتماد مقاربة تسويق حسب الاسواق ووضع سياسة جديدة لتنظيم تظاهرات كبرى بتونس مرتبطة بالرصيد السياحي والثقافي للبلاد مع العمل على تنويع مصادر التمويل وضع اجراءات جبائية جديدة...).
وفي سياق العمل على تأهيل الاطار المؤسساتي سيتم التوقيع على / ميثاق استراتيجية / 2016 وهو بمثابة حصيلة تأليفية بنتائج الدراسات التي أعدت خلال السنوات الماضية حول القطاع.
كما سيتم في هذا المجال اعادة تنظيم الاطار المؤسساتي ووضع هيكلة مشروع (احداث خلية «مشاريع ومتابعة تصورات 2016» صلب وزارة السياحة) واعادة صياغة التكوين المهني السياحي (ملاءمة التكوين مع حاجيات القطاع الجديدة) واعادة هيكلة الوضعية المالية للسياحة التونسية.
وستتركز الجهود على تقييم سلامة الوضعية المالية للفنادق وتأهيل النزل التي تمر بصعوبات وملاءمة السياحة مع الانتظارات الجديدة للحرفاء (الحجز على الانترنات وتكثيف استعمال تكنولوجيات المعلومات والاتصال الحديثة...)
وينص برنامج العمل على إعادة صيانة الموقع الالكتروني للديوان الوطني للسياحة التونسية حول 3 فضاءات (انترنات واكسترانات، وفضاء موجه للعموم..) وإرساء الحكومة الالكترونية وتعزيز التكوين في السياحة الالكترونية (تنظيم دورات تكوين في السياحة الالكترونية صلب المدارس السياحية...).
ويشتمل البرنامج ايضا على انجاز خطة للتبويب على محركات البحث الالكتروني لتحسين تبويب الكلمات المفاتيح المتعلقة بمكونات السياحة التونسية.
وينتظر ان يساهم تجسيم هذه الاستراتيجية في تحقيق الاهداف للخماسية القادمة والمتمثلة في استقطاب 10 ملايين سائح سنويا بداية من 2014 وتحقيق مداخيل بقيمة 5365,7 مليون دينار ونسبة امتلاء ب 54,3بالمائة والرفع من طاقة الإيواء إلى 260300 سرير.
ويساهم القطاع السياحي بنسبة 7 بالمائة من الناتج الداخلي الخام وتبلغ طاقة الايواء الحالية 250 ألف سرير. كما يوفر حوالي 400 ألف موطن شغل مباشر وغير مباشر وتغطي المداخيل السياحية السنوية بشكل جزئي 20بالمائة من عجز الميزان التجاري.
في طبرقة: الطريق الحدودي غير سالكة والمطار بأضواء خافتة..
تظلّ مدينة طبرقة منارة في جمالها الخلاب وعنوانا بارزًا في مكارم اخلاق أهلها ولئن توفّرت هذه المدينة على كلّ عناصر السياحة الطبيعية من شواطئ وجبال وتراث حضاري مميز، فإنها ظلّت تتنفس برئتين اصطناعيتين أولى مرتبطة بالطريق الذي يمسك طرفها الشمالي نحو الجزائر والذي يتجاوز حدود المسلك الفلاحي الذي يقطعه ما يزيد عن مليوني جزائري سنويا مطارها الذي ظلّ مغلقًا وبلا نشاط.
يقول ابراهيم الحسناوي الكاتب العام المساعد للاتحاد المحلّي بطبرقة: ان المدينة رغم سحرها وجمالها ووجود نحو 9 نزل فخمة إلا أنّها ظلت تواجه صعوبات تنموية جمة واشكاليات عمالية متعدّدة نتيجة غلق 5 نزل ابوابها وبقاء عمالها مسيّجين بالبطالة القاسية في فصلي الخريف والشتاء بالاساس.
ويؤكد طارق الشريف العامل بنزل المنصور ان صاحب النزل قد تولى مرتين كراء نزله دون احترام الاجراءات القانونية، بما دفع عشرات العمال إلى تعزيز فائض البطالة بالجهة.
ويعتبر الحبيب التركي انه لا يعمل واقعيا في نزل شاطئ الصولجان الا مدة شهرين في العام الواحد وان صاحب النزل لم يحترم مضامين 17 محضر اتفاق بما دفع الاتحاد الجهوي إلى ضمان 50٪ من رواتبهم عبر الصناديق الاجتماعية واحال العاملين غير المرسمين «بفالتور» على الحظائر التي لم يتقاضوا منها سوى شبه مساعدات على مدار خمسة أشهر فحسب.
ويعتقد عبد الرؤوف حفايصية ان المستثمرين لا يعتمدون سوى على قاعدة الربح السريع في ظلّ غياب آليات مراقبة واستراتيجيات مخصوصة للنهوض بالسياحة في المناطق الداخلية مثل طبرقة التي تعاني من اهتراء البنية الاساسية ومحدودية المرافق العامة وسوق الشغل المتنوعة.
ويذهب حفايصية ابعد من ذلك حيث يعتبر بيع الاراضي قرب المنطقة السياحية باثمان تفاضلية يعتبر من الجرائم التي ارتكبتها الدولة في حق المدينة لمنح امتيازات لاناس نافذين بمالهم وولائهم المغشوش للتخمة الحاكمة سابقا.
ويروي ناجي الجلاصي وجع عمّال نزل المنصور الذي تم كراؤه مرتين واحدة لسلسلة روبانسون والثانية لفالتور الايطالي دون اقرار حقوق العاملين فيه الذين لا يتمتعون حتى بالتغطية الاجتماعية.
وفي سياق متصل بالفالتور يقول سليم بريرمي وهو طباخ انه كان يعمل بعقد قابل للتجديد كلّ ثلاثة أشهر، ورغم مرور اكثر من اربع سنوات على اقدميته فانه لم يقع ترسيمه بل وجد نفسه على قارعة البطالة.
ويعاني حمادي الزواري الذي كان يعمل بمبرّد النزل من اصابة بالسرطان لان كان يشتغل بلا زي شغل وبلا رقابة صحية.
ويحكي مراد الزكراوي قصصا خيالية عن تحيل اصحاب نزل شاطئ الصولجان الملكي ومكرهم سواء عند وجود شركاء سعوديين أو عند بيع النزل لمدراء سابقيين بالنزل الذي كان سعره قد بلغ في منتصف التسعينات 12 مليارًا وكيفية تغيير اسم النزل لتجنب الاخلالات القانونية وطمس آثار التلاعب بين مالكه الاصلي والاطارات التي كانت تعمل معه والتي حصلت عليه بمبلغ مالي لم يتجاوز ثلاث مليارات و860 مليون فقط وكيف ادعى صاحب النزل الجديد انه لا يملك الا الجدران ولا علاقة له باليد العاملة التي بقيت معطلة الى اكثر من 10 أشهر..
البطالة هناك تؤرق محمد الهميسي الاب لطفلين وتفتك بزوجة مراد الزكراوي المريضة وبوليد البريكي الذي كان يعمل بالصولجان الملكي ومئات العائلات الفقيرة التي تفتقر اليوم للقوت اليومي وللعلاج وللحق في التعليم.
ويشهد نزل «المهاري» أكبر نزل المدينة حالة غلق رغم حمايته أيّام الثورة من قبل عمّاله، حيث تلتقي وجهة نظر السيد مروان العايب (المدير) بعبد اللّه السنوسي (العامل) على أنّ كلّ العمّال المرسمين يتقاضون أجورهم في انتظار أن يفتح النزل أبوابه مجدّدا في منتصف شهر فيفري، حيث سيستقبل اعدادا من السيّاح الايطاليين ومن الأشقاء الجزائريين فضلا عن قدوم اعداد من الحرفاء التونسيين المتعودين على قضاء بعض أيّام عطلة الربيع بهذه المدينة التي احتضنت آلام أبي القاسم الشابي.
ويمكن القول إنّ النزل الوحيد بالجهة الذي تفادى جانبا كبيرًا من خسائره هو نزل «دار اسماعيل» حيث عقد الاتحاد العام التونسي للشغال مؤتمره الثاني والعشرين، إذ لم يكن من بدّ لمالكه أيّاما بعد الثورة الاّ الاعتراف بالحق النقابي والاستجابة لكل حقوق العمّال، هكذا يؤكد نوفل التوايتي المدير المالي والكاتب العام للنقابة الأساسية «بالدّار».
فهذا النزل صاحب أربعة نجوم ممتازة والمتوفّر على زهاء 900 سرير ليشغل مائة عامل مرسم ونحو 200 بين موسميين ومتقاعدين قد شهد عملية حرق تلته اصلاحات سريعة لتفادي بعض الخسائر وفتح أبوابه أمام عقود سياحية قد تساعده في قادم الأيّام على استعادة نشاطه الطبيعي.
ويبيّن التوايتي انّ النزل كان يشتغل طيلة سبعة أشهر كاملة غير أنّه اليوم لا يشتغل إلاّ لمدّة شهرين فحسب فضلا عمّا يعانيه من تراكم فواتير الكهرباء والغاز والماء.
وحول خصوصيات مدينة طبرقة يقول الأستاذ مكّي السالمي باحث في التاريخ انّ هاته المدينة التي كانت تلقب في حقبة الاستعمار الفرنسي ب le petit paris لها بنية ذهنية واجتماعية تساعد على قبول الآخر باختلافه وتنوّعه، فضلا عن أنّ العديد من سكّانها معرفون بهجرتهم نحو عديد العواصم الغربية وبالتالي، فإنّ طبرقة تظلّ من أكثر مدن الشمال الغربي كرما وضيافة وأمنا، فحتى بعض العائلات الجزائرية بامكانها أن تبيت على الشواطئ أو بالحدائق أو ببعض الغابات...
ويؤكد الأستاذ مكي السالمي أنّ الوحدات السياحية بالجهة باتت في حاجة ماسة إلى إعادة تأهيل وإلى مدرسة سياحيّة لا تعزّز الكفاءة المهنية للمتخرجين فحسب بل تعمق فيهم جملة من المعارف والثقافات التي تكتنزها الجهة مثل بلاّ ريجيا وشمتو ودقة.
وإلى سياحة بحرية تؤسس رحلات استكشافية إلى مدن مجاورة وجُزر غير بعيدة مثل جزيرة جالطة، وهذا منا يدفع الى التفكير في تنويع السياحة بطبرقة وتنويع الاستثمار فيها على غرار بعث مصانع لصناعة الفلك والسفن البحرية.
ويرى الأستاذ مكي السالمي ضرورة ربط المدينة وجبالها الشاهقة بالتريفريك حتى يطلع الزائر على مخزونها الجبلي والبحري ويطلع على سدودها وثرواتها الطبيعية والبحرية وذلك باستغلال ما تتمتّع به الجهة من شهرة ثقافية من خلال أعيادها ومهرجاناتها «عيد الحوت»، «عيد المرجان» و«مهرجان الدجاز الدولي»...
نابل الحمامات إغلاق تدريجي وتسريح مفاجئ...
لاشك في أنّ مدينتي نابل والحمامات تظلاّن من الوجهات السياحية المفضلة سواء لدى التونسيين أو لدى التونسيين أو لدى الوافدين من جنسيات أخرى، وذلك لما تتمتّع به هذه المدينة من خصوصيات جغرافية وبنية تحتيّة لافتة وشبكة نزل واسعة غير أنّ هذه المدينة كغيرها من المدن قد تأثّرت بما تعيشه السياحة من أزمة استمرّت لأكثر من موسمين...
يقول كمال الحاج فرج الكتب العام للفرع الجامعي للجامعة العامة للصناعات الغذائية والسياحة والصناعات التقليدية بنابل رغم أنّ الجهة كتونس على زهاء 80 وحدة سياحية الاّ أنّ نحو 70٪ منها في حالة عطالة فنية. وهو ما دفع الأطراف الاجتماعية إلى اتفاق على تسديد رواتب المرسمين والسعي يوميّا إلى إزالة بعض المشاكل العالقة، حيث تمّ هيكلة 80٪ من المؤسسات السياحية وبعث 18 نقابة أساسية الثورة وتعزيز الانتساب النقابي بالجهة بنحو 15 ألف عامل وعاملة فضلا عن الغاء العمل بالمناولة في عديد المؤسسات.
ويرى السيد منذر الشريف مدير بنزل «كيوبس بنابل» أنّ وضع السياحة عامة ووضع النزل خاصة بمثابة الوضع الكارثي خاصة خلال الموسمين السياحيين الماضيين فالاعتصامات مازالت متواصلة وتحرّكات السلفيين متنوّعة من حمل السلاح إلى تعطيل الدروس بالمؤسسات الجامعية، فضلا عن غلق المعابر والبوابات مع ليبيا والمديونية التي تعيشها بعض الفنادق واهتراء البنية الأساسية للبعض الآخر فضلا عن الأزمات المتتالية لاعادة هيكلة القطاع وتراجع القدرة الشرائية للمواطن والأزمات المالية الخانقة التي تعيشها أوروبا، كلّها من العوامل الرئيسية المؤثرة في قطاع حسّاس كالسياحة.
ويرى ماهر بن رجب الذي يعمل بنزل «النهرواس» ذي أربعة نجوم وطاقة استيعاب ب 800 سرير أن هذه المؤسسة ظلّت تشتغل ب 20٪ من طاقاتها في فصل الشتاء وب 70٪ من طاقتها في موسم الذروة معتبرًا أنّ أداء الاعلام بعد الثورة وخاصة نقله للأحداث الدّامية وللمجريات قد خلق حالة خوف لدى السائح في ظلّ ما قد يعتقده من غياب كلّي للأمن.
وبيّن ماهر بن رجب أنّ التحديات لا تواجهها فقط المؤسسات الفندقية، بل أيضا وكالات الأسفار الصغرى والمتوسطة والتي ابتلعتها كبريات الوكالات في العالم مثل Homas cook وTui وJet Jour والتي باتت تتحكم في الأسعار وفي نشاط المؤسسة الفندقية التي بات دورها مقتصرًا على النوعية الضعيفة من السّياح tourisme de Masse.
وحول دور السياحة الدّاخلية في الحدّ من الأزمة الخانقة التي يعيشها القطاع، يؤكد ماهر بن رجب أن تنامي نسب البطالة والارتفاع المشط للأسعار والغلق المفاجئ للمؤسسات وتدنّي مستويات التنمية كلّها عناصر موضوعية لا تجعل أهل المهنة متفائلين بدور السياحة الدّاخلية، عدا بعض الندوات والمؤتمرات والرحلات الجماعية التي تنظّمها الجمعيات والأحزاب من حين إلى آخر.
وفي المقابل يقرّ ماهر بن رجب بوجود طبقة جديدة من البورجوازية ومن رجال الأعمال الذين كانوا مكبوتين أيّام نفوذ وتسلّط عائلة بن علي واتباعها، لكن هذه الطبقة وبقدر إنفاقها، فهي غير ناضجة على المستوى الأخلاقي والفكري والمسلكي.
ويعتقد السيد عبّاس الحنّاشي الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بنابل أنّ الجهة التي تتوفّر على أكثر من 500 مؤسسة سياحية بمختلف أصنافها كانت تشغّل حوالي 170 ألف عامل وعاملة، ويضيف أنّ الاتحاد الجهوي قد استطاع هيكلة المؤسسات الفندقية ذات ثلاثة نجوم فما أكثر وهو ما ساهم في الحدّ من نزيف البطالة والتشريح والعمل بالمناولة، فضلا عمّا قام به العمّال أثناء الثورة من حماية مؤسساتهم ورعايتها وصبرهم على مؤجريهم في دفع رواتبهم التي قد تتعطّل بالنسبة للمترسمين لبعض الأيّام.
وبين السيد عباس الحناشي أنّ أسباب أزمة القطاع هي أسباب عميقة اقترنت فيها السياسة بالاقتصاد الاجتماعي بالمهني والهيكلي بالمنافسة وعدم تنوّع انتاج بالنمطية. وهي الأسباب المباشرة التي عمقت المديونية ودفعت إلى تراجع الخدمة السياحية وانغلاق الأسواق الخارجية.
السيد الحبيب بوسلامة عضو الجامعة التونسية لأصحاب النزل ورئيس الجامعة الجهوية بنابل
حول الأزمة الرّاهنة وأسبابها، يرى السيد الحبيب بوسلامة أنّها الأخطر على الاطلاق وذلك منذ سنة 1958 حيث كان السائح الأجنبي يأتي إلى تونس لزيارة سوق مدينة جمّال الأسبوعي.
ويعتبر رئيس الجامعة الجهوية لأصحاب النزل أنّ الرهان على السياحة قد كان رهانًا صائبًا من حيث التموقع ومن حيث الريادة الزمنية لتونس في هذه الاختيارات السياسية والاقتصادية التي كانت بامكانها تحويل تونس الى أكبر قطب سياحي على ضفاف المتوسط لو وقعت متابعة هذا التمشّي وتوفير ما يستوجبه من تنوّع وتحديث.
واعتبر السيد الحبيب بوسلامة أنّ الاكتفاء بالسياحة الشاطئية والعائلية أي بالسياحة البسيطة لم يكن قادرًا على توفير مقوّمات النجاح في عالم حوّل هونغ كونق سنة 1987 إلى نقطة تسوّق دولية واحدث تحوّلا عميقا في أوروبا الشرقية بسقوط جدار برلين، فضلا عن بقاء السياحة التونسية بين معادلة صاحب النزل وصاحب وكالة الأسفار في وقت انفتحت فيه السوق الدولية وتنوّْ المنتوج السياحي وبرزت أقطاب جديدة ووجهات واعدة على غرار المغرب ومصر وأوروبا الشرقية.
هذه التحوّلات جعلت من السياحة الدّاخلية لا تتجاوز 5٪ من عدد الليالي المقضاة!
وجعلت السياحة التونسية عامة غير مواكبة لاستحقاقاتها وشروط تطوّرها باعتبارها صناعةً وعلمًا وليست بناءات وشمسًا وبحرًا فقط انّها معرفة لتنويع المنتوج ولكيفية ترويجه داخل الأسواق العالمية.
ويرى أيضا السيد الحبيب بوسلامة أنّ السياحة التونسية ظلّت إلى وقت غير بعيد سلّة مهملات أوروبا رغم ما أقدم عليه أصحاب المهنة من تضحيات جعلت أسعارهم لا تنسجم مع حقيقة الكلفة.
وحتى نتجاوز مرحلة الانهيار يقول السيد بوسلامة إن تشخيص حالة الأزمة موجود بدقة من خلال الدراسة الاستراتيجية لفترة ما بين 2012 و2016 والتي كلّفت ميزانية الدولة أكثر من مليار من المليمات التونسية كما اعتبر أنّ العلاج متوفّر غير أنّ الشروع فيه قد تأخّر رغم تعاقب خمسة وزراء على رأس وزارة السياحة من مرحلة الثورة إلى حدود هذه الساعة!
وينادي السيد الحبيب بوسلامة بضرورة أن تسترجع الوزارة سلطتها ونفوذها لتعالج أكبر معضلة وهي المديونية من خلال التقارب الموجود حاليا بين البنك العالمي والبنك المركزي التونسي فضلا عن أنّ مقتضيات المرحلة باتت تقتضي وضع حدّ لحالة النزيف التي تشهدها خسائر نحو 120 مؤسسة فندقية وذلك أما بتحويلها إلى مؤسسات صحية واستشفائية وامّا بتمويلها إلى مراكز تكوين وتعليم.
ومن الحلول التي ينادي بها عضو الجامعة العامة لأصحاب النزل اعتماد السياحة الاستطانية التي توفّر سكنا دائما للسائح في فضاءات ومساحات شاغرة بالنزل حيث نجحت المغرب في توفير 20 ألف سكن قار للفرنسيين بكل من مراكش وفاس.
هذه المساحات الشاغرة التي يمكن بيعها للبنوك بهدف الحدّ من المديونية أوّلا وبهدف بنائها كفضاءات على ملك سيّاح أثرياء وأصدقاء لتونس.
ويعتبر السيد الحبيب بوسلامة من اكثر المشجعين على ارساء مشروع open sky اي السماء المفتوحة لوسائل النقل الجوي وضرورة تعميمها على كل من طبرقة وتوزر والمنستير وجربة كما يعتبر من اكبر المشددين على عدم تسييس القطاع وجعله رهينة بين ايادي فئة او طرف سياسي بعينه.
ويعتقد السيد الحبيب بوسلامة ان السياحة التونسية بامكانها العودة الى الريادة لأن تركيا التي تحقق 30 مليون سائح و 23 مليار دولار عائدات والمغرب التي يزورها 10 مليون سائح وتوفر 6 مليار دولار ليس أهم تجربة أوتنوعا أوخبرة من تونس في المجال السياحي.
واقع السياحة بطبرقة
في مستوى البنية الأساسية:
الطرقات: سيئة في اغلبها اذ لا يكفي انها اعدتها فرنسا كمسالك لنقل بضائعها من خيراتنا المنهوبة، لم تخضع إلى أي صيانة جدية الشيء الذي يجعل من يزور طبرقة في سيارته الخاصة او في النقل العمومي لا يعود اليها بسبب مشقة الطريق.
المطار: ابتهج اهالي الشمال الغربي عموما بهذا الانجاز وخاصة اهالي طبرقة لما سيدخله على الجهة من حيوية ونشاط اقتصادي كما سيقرب عمالنا بالخارج من مناطق سكناهم.
البحر والشواطئ: ثروة طبيعية جميلة وعظيمة اذا اقترن البحر بجهة طبرقة بالجبل، لكنه يبقى غير مؤهل ويفتقر الى آليات تنشيط تشد السائح.
المدينة: تعاني من عدة مشاكل كالنظافة وصيانة المساحات الخضراء وغياب الفضاءات الثقافية ومكاتب للاشهار والتعريف بطبرقة.
النزل السياحية: عملاقة انفقت فيها المليارات للتنشيط لمدة شهرين او ثلاثة في السنة ثم تغلق وتشرد العمال طيلة بقية السنة، هذا الى غياب آليات وخطط تعرف بالنقاط في تراثنا وتقاليدنا من اجل شد الزائر...
وبناء على هذا التشخيص البسيط، نرى لزاما النهوض بقطاع السياحة حتى يضطلع بدوره الاقتصادي والتنموي بالجهة وحتى يوفر مواطن شغل قارة لعماله ويضمن لهم العيش الكريم لابد من:
1 العناية اللازمة بالبنية التحتية والاساسية كتعبيد الطرقات وربط طبرقة ببقية المدن بطرقات سريعة خاصة طبرقة وبنزرت وايلاء الجهة ما تستحق من اهتمام بالجانب الجمالي (النظافة طلاء البنايات المساحات الخضراء تأهيل الشواطئ...).
2 اعطاء الجهة نصيبها من حيث... والاشهار والتعريف بها حتى تأخذ حظها من السياح.
3 اعادة تفعيل دور مطار طبرقة عين دراهم الدولي وارجاع رحلاته المنتظمة بما يدخل الحيوية على الجهة ويشجع على زيارة طبرقة.
4 الزام الاعراف واصحاب النزل باحترام القوانين وخاصة تلك المتعلقة بالعمال.
5 بعث مرصد لمتابعة باعثي المشاريع السياحية لرصد خروقاتهم حتى نضمن ان قروضهم توظف فعلا في السياحة.
6 الزام اصحاب النزل بالقيام باصلاحات جدية وتطوير منتوجاتهم بما يضمن الاقبال على الجهة والوفاء لها.
7 بعث وكالات اسفار بالجهة لتعنى بجلب السياح.
السياحة في الجنوب تئن
السيد معز العايب المدير العام المساعد لسلسلة صانغو
يقول السيد معز العايب إن الشعب التونسي بكل قواه الحية لم يفرح بعد بالثورة، فالجو العام لا يزال متشنجا وحالات الانفلات متواصلة والكوارث الطبيعية لم تتوقف وجهود وزارة السياحة تذهب جوفاء وحالة الاحباط تستولي على كل النفوس.
كل هاته العوامل وغيرها قد أثرت على واقع السياحة التونسية التي من المفروض ان يقع الشروع في الاستعداد لإنجاح الموسم الحالي منذ شهر جانفي 2011، غير ان هذا التاريخ لم يكن ملائما على جميع الاصعدة وخاصة لوكلاء الاسفار باعتبارهم العمود الفقري لنجاح الموسم السياحي فهؤلاء الوكلاء هم من يتولون مسبقا كراء طائرات «الشارتار» خاصة ان كلفة النقل لا تزال باهظة والسياحة غارقة في الكثرة والتنوع والمزاحمة على اشدها بعد سنة 1990، حيث ثم السماح للمستثمرين بفتح النزل بطاقة استيعاب تصل فقط الى 70 غرفة وذلك على حساب رؤية استراتيجية تأخذ بعين الاعتبار التطور السريع في عالم السياحة الذي يستوجب تنوع المنتوج وتطور الخدمات وجودة المعاملات وتحسين المحيط العام داخل البلاد والمحيط الخاص داخل النزل فالسياحة التونسية ليست في حاجة الى الخبرات الاجنبية حتى تشخص ازماتها وتبحث عن حلول لها، ذلك ان اهل المهنة وحدهم هم القادرون على تحسينها وتطويرها وتخليصها من الديون المتراكمة.
اذ لابد في البداية من المحافظة على الرصيد السياحي المتمثل في استقبال ما بين 4 و 5 ملايين سائح في السنة ثم لابد من الانكباب على تحسين المناخ المحيط بالسياحة كالنظافة وتوفير كل المرافق وتغيير العقليات وتنمية المهارات وحسن استعمال الدعاية والاشهار كأن نركز على ان تونس اصبحت بلد الحريات وحقوق الانسان بدلا من أنها بلد الثورة لأن الثورة تعني لدى الاجنبي غياب الاستقرار السياسي والاقتصادي والانفلات الامني.
كما انه لابد من الانكباب على ايجاد حل لمعضلة النقل الجوي من اجل خلق ما يسمى ب low cost ، لأن الاعتماد على الخطوط الجوية لا يوفر الحلول المناسبة للأزمة الراهنة التي تعيشها السياحة.
السيد علي مفتاح صاحب نزل بساط الريح بمدينة جربة
يقول السيد علي مفتاح انه بعد تعدد التجارب وتنوعها في كل من فرنسا وسويسرا وتونس، قرر بعث مدرسة سياحية او نزل نموذجي غايته في ذلك تعزيز الكفاءة الفندقية وتطوير خدماتها بما يضاهي الخبرات العالمية او ايلاء مسألة التثقيف والترفيه السياحي ما تستحقه من أهمية.
وفي سنة 2004 تولى بعث نزل «بساط الريح» ذي ثلاثة نجوم ممتازة على ان يتحول هذا المشروع تدريجيا الى قطب تنشيطي وترفيهي يلائم بين النشاط الغذائي والثقافي وبين التنشيط الترفيهي والتجاري، لكن الظروف الموضوعية غير ملائمة خاصة مع احداث «الغريبة» وما رافق القطاع السياحي من ركود سلبي انعكس على أنظمة التشجيع على الاسثتمار التي طغت عليها المنافسة غير الشريفة والرشوة والتآمر على المشاريع الواعدة.
وهذه العراقيل جعلت الفوائض بحجم رأس المال ودخول البنك المموّل للمشروع في رأس مال المؤسسة.
ويضيف السيد علي مفتاح ان مشروعه في حاجة الى ثلاث مليارات لتكملة مكوناته المتمثلة في:
قائمة عروض متعددة الوظائف تصل مساحتها الى 1200 مقعد.
ملهى متكامل بطابقين.
بولينڤ وقاعة العاب متنوعة.
بيانو حانة.
قاعة لعرض الافلام ولكافة ضروب الفنون والابداع.
مركز لرسكلة المنشطين يتسع لمائة شاب.
قرية افريقية تتعامل مع الوفود الديبلوماسية وأنشطة السفارات الموجودة ببلادنا.
مطعم فرجوي مثل المسرح.
ويعتبر السيد علي مفتاح ان هذا المشروع يأتي في اطار البدائل المطروحة على السياحة التونسية وفي مقدمتها تنويع المنتوج وتجاوز النقائص في التكوين الفندقي بجميع اختصاصاته استجابة لاحتياجات السائح، فضلا عن ان هذا المشروع سيستوعب نحو 200 عامل وعاملة.
كمال سعد الأمين العام المساعد المسؤول عن الدواوين والشركات
الثورة أثرت على الترويج لكن الأزمة عميقة
يقول الاخ كمال سعد ان الثورة اثرت على جانب الترويج والدعاية للسياحة التونسية لكن اسباب ازمة القطاع عميقة وتعود الى بداية سنة 2001.
ومن هذه الاسباب غياب الرقابة على معايير تقديم الخدمات ومقاييسها وتراجع منظومة الصحة والسلامة داخل الفضاء الفندقي وعدم اهتداء اصحاب النزل والديوان الوطني للسياحة الى النهج الافضل والقادر على مسايرة تطور السياحة على الصعيد الدولي فضلا عن عدم قدرة المنتوج السياحي على التتويج والثراء وعجزه التام عن الخروج من طابعه التقليدي فضلا عن اقتحام الغرباء لهذا القطاع مستغلين منظومة الامتيازات الممنوحة وكلها عوامل اثرت على المهنة بجميع تفرعاتها وخلقت منافسة غير شريفة وحاولت تغييب مقاربات الطرف الاجتماعي في معالجة الوضعية.
ويضيف الاخ كمال سعد إن واقع السياحة قد ازداد سوءا مع ما افرزه الموسمين السياحيين الماضيين حيث تنامت نسب البطالة وتعدد غلق المؤسسات وازدادت المديونية داخل القطاع فضلا عن ان العمال والاعوان لم يحصلوا بعد على الزيادات المنصوص عليها بالملحق التعديلي.
وبيّن الاخ كمال سعد ان الطرف النقابي قد تطرق الى هذا الملف مع الجانب الحكومي حيث تقرر تشكيل لجنة للنظر في الملف الاجتماعي ومستقبل القطاع باعتباره قطاعا استراتيجيا يستوعب اكثر من 800 الف عامل وعاملة.
الحبيب بن رجب الكاتب العام للجامعة العامة للصناعات الغذائية والسياحة والصناعات التقليدية
القطاع حساس وبوادر الأزمة بدأت مع حرب الخليج
يقول الاخ الحبيب بن رجب ان قطاع السياحة هو من القطاعات الحساسة التي تتأثر بالعوامل الداخلية كما العوامل الخارجية. ذلك ان مؤشرات أزمته قد انطلقت بصورة واضحة ومخيفة مع اندلاع حرب الخليج.
ويبيّن ان ما رافق الثورة من انفلات أمني قد سرب الخوف لدى السائح فضلا عما قامت به بعض وكالات الاسفار من دعاية مضادة للسياحة التونسية وذلك في سياق المنافسة غير الشريفة وفي اطار ضرب الوجهة التونسية.
وقد بادرت الجامعة العامة للسياحة الى دعوة نظرائها الاوروبيين والامريكيين للاطلاع على حقيقة الوضع في تونس كما عملت من مواقع متقدمة ومؤثرة داخل الاتحاد الدولي للسياحة والاتحاد الاوروبي للسياحة من اجل دعم تونس سياحيا في هذا الظرف الحساس خاصة ان السياحة هي القطاع الوحيد الذي لم يقع الاعتداء عليه بفضل ما بذله اهل المهنة من مجهودات وتضحيات من اجل حماية سوق شغلهم ومؤسسات عملهم.
واضاف السيد الحبيب بن رجب ان الجامعة متحملة كل مسؤولياتها النقابية والاجتماعية والمهنية والقطاعية حيث سعت الى تنظيم ثلاث ندوات لتكوين المكونين وتطوير كفاءة العاملين بالقطاع في اللغة الانڤليزية وفي الاعلامية.
كما ستشارك مشاركة فعالة في مؤتمر الاتحاد الدولي للسياحة الذي سينعقد في شهر ماي القادم بجنيف وذلك بعد استقبال أمينه العام بتونس والاتفاق على بعث مكتب اقليمي في تونس.
وهي كلها مساع تهدف الى النهوض بالقطاع وتجاوز أزمته في اقرب الاوقات خدمة للتنمية المستدامة في تونس.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.