تتواصل الرحلة مع عرض «الزيارة» لسامي اللجمي للعام السابع على التوالي، رحلة حقق خلالها أرقاما قياسية على مستوى عدد العروض والإقبال الجماهيري، وكان آخر هذه العروض بمهرجان بوقرنين الدولي. تونس (الشروق) احتضن مسرح الهواء الطلق بحمام الأنف، في سهرة أول أمس الجمعة 12 جويلية2019، ثالث عروض الدورة 40 لمهرجان بوقرنين الدولي، عرض أول ل»الزيارة» في هذا المهرجان وفي البرنامج عرض ثان بتاريخ 14 أوت 2019. ومن هذا المنطلق راهنت إدارة مهرجان بوقرنين على عرض «الزيارة» إلى جانب عروض أخرى تحظى بشعبية جماهيرية لدعم خزينة المهرجان وإخراجها من العجز الذي تعرفه ميزانيته في الدورات الأخيرة. ما يمكن ملاحظته في عرض «الزيارة» في سهرة أول أمس بمهرجان بوقرنين، هو أن الإقبال الجماهيري، رغم كونه كان كبيرا إلا أنه لم يكن قياسيا كما كان متوقعا، حيث أن الحضور لم يغط طاقة الاستيعاب العادية لمدارج مسرح الهواء الطلق، وظلت بعض الأماكن يمين المدارج ويسارها، على الأطراف، شاغرة، وهو ما دعانا إلى طرح السؤال على مدير المهرجان عمر بوجمعة، الذي أكد أن المهرجان قام بالدعاية اللازمة، لكن تدوينة سابقة لصاحب عرض الزيارة سامي اللجمي، أثرت على الإقبال الجماهيري على حد تعبيره. وبالعودة إلى تدوينة سامي اللجمي على صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، التي تحدث عنها مدير مهرجان بوقرنين، تبين أنها تدوينة تضامن فيها صاحب عرض «الزيارة» مع صاحب عرض «فلاّقة» نصر الدين الشبلي، الذي لم يتحصل على مستحقاته المالية من العرض الذي قدمه في الدورة الماضية من مهرجان بوقرنين الدولي تحت إدارة المدير الحالي للمهرجان عمر بوجمعة، وطالب اللجمي في آخر التدوينة بسحب «الزيارة» من برمجة الدورة الحالية. لكن ذلك لم يمنع من تقديم عرض «الزيارة» في سهرة الجمعة 12 جويلية، على ركح مهرجان بوقرنين الدولي في ظروف جيدة جدا تنظيميا، وكان الإقبال محترما جدا، ولو تم تمكين الحاضرين أمام المسرح والذين لم يتسن لهم اقتناء تذاكر، ويرغبون في الدخول، لكان الإقبال قياسيا، وعلق مدير المهرجان على هذا الموضوع: «الإقبال جيد رغم أنه لم يكن قياسيا، والعرض تم في أحسن الظروف تنظيميا وفنيا، ونأمل أن يكون الإقبال أكبر في العرض الثاني للزيارة بمسرح بوقرنين، يوم 14 أوت المقبل..». عرض «الزيارة» في مهرجان بوقرنين، كان ناجحا فنيا، فقد حافظ سامي اللجمي على البهرج الفرجوي مع القيام ببعض التغييرات سواء في تسريع إيقاع بعض الأغاني وإعادة توزيعها بعضها الآخر، أو إضافة أخرى جديدة، بطريقة زادت العرض جمالية دون سلبيات تذكر، وكما عودت «الزيارة» جمهورها، فقد ضمت. قرابة مئة عنصر ما بين منشدين وراقصين بقيادة سامي اللجمي، صاحب العرض والذي كان سر نجاحه لا فيما أضفاه من فرجة فحسب، وإنما في بحثه في تراث العيساوية والعوامرية، والأداء الجماعي كذلك للمدائح والأذكار... عرض مميز يؤكد تواصل نجاح «الزيارة» واستمراريتها للعام السابع على التوالي، بعد أن قدمت عرضها الأول في مهرجان قرطاج الدولي سنة 2013 وها هي «الزيارة» تعود لمهرجان قرطاج في دورته الخامسة والخمسين، مواصلة نجاحها وثباتها، على أمل أن يروج هذا العرض خارج البلاد التونسية.