درس جديد في الديمقراطية قدمته المحاماة التونسية بعد نجاح انتخاباتها في نهاية الأسبوع المنقضي والتي أسفرت عن فوز الاستاذ إبراهيم بودربالة بمنصب العميد للفترة النيابية 2019 / 2022. تونس الشروق : ايمان بن عزيزة فوز الاستاذ بودربالة رافقته كالعادة إثر كل انتخابات للمحامين بعض الاتهامات. وتباينت الآراء بين معارض ومساند. إذ قيل إنه مرشح حركة النهضة فيما ذكر البعض أنه مسنود من قبل التجمعيين منذ ترشحاته السابقة. لكن المتابع للشأن القضائي يعرف جيدا ان التحالفات عنصر أساسي في انتخابات المحامين. اذ لم تخل أي انتخابات للعمادة او المحامين الشبان من تحالف بين اسلامي ويساري او يساري وقومي او يساري وتجمعي او غيرها من التوجهات السياسية . الاستاذ بودربالة الذي رفع شعار «من اجل يقظة منقذة لمهنة المحاماة « شدد على انه سيبقى مدافعا عن رسالة المحاماة ودورها في المجمتع . وكان قد قدم أكثر من مرة ترشحه للعمادة . و في كل دورة يؤكد على تحييد المحاماة عن الصراعات الحزبية مهما كانت ولم شمل المحامين. وقد نفى دعمه من حركة النهضة ووفق ما أجمع عليه عدد من المحامين ممن تحدثت اليهم « الشروق « فقد اختار المحامون ان يصوتوا للأستاذ بودربالة كمترشح مستقل ومشهود له بالكفاءة والمهنية. وقد استطاع بمساندة المهنيين والاسلاميين والتجمعيين الفوز على مرشح القوميين الاستاذ بوبكر بالثابت في الدورة الثانية . و اعتبروا أن القول بأن الاستاذ بودربالة مرشح حركة النهضة قول مغلوط. إذ أن حظوظ الاستاذ بودربالة كانت وافرة للفوز مؤكدين أن المحامين سئموا ترشحات من داخل «الماكينات « على امل ان تسترجع العباءة السوداء هيبتها. ولاحظ محدثو «الشروق « ان وجود محامين من النهضة ومشاركتهم في الانتخابات هو حقهم وليس «منة» من أي أحد. ومن جهته -اثر الاعلان عن فوزه- جدد الاستاذ ابراهيم بودربالة التزامه بأن يكون عميدا لكل المحامين مما يعنيه ذلك من إذابة الحزازيات السياسية والإيديولوجية التي نخرت القطاع. وتعهد بجمع الفرقاء و بحفظ قيم مهنة المحاماة ومبادئها . كما اكد انه لا مجال لتوظيف المحاماة من قبل أي حزب سياسي مشيرا الى ان العمادة ستتعامل مع السلطة السياسية باحترام شرط أن تبادلها ذلك. ولم يغب المحامون الشبان عن برنامج الاستاذ بودربالة الذي وعد بمتابعة أوضاعهم . وهي وعود يأمل المحامون في أن تتحقق على أرض الواقع وان يصلح حال المحاماة وتستعيد بريقها ويرد الاعتبار اليها خاصة انّ المدة النيابية للهيئة الوطنية للمحامين الاخيرة تعتبر من «أسوإ» الفترات النيابية بالنظر الى جملة المشاكل التي عانى منها القطاع خاصة في ما يتعلق بقانون المالية وغيرها من المشاكل. فمنصب العميد اذا تكليف وليس تشريفا.