بعد مباراة ماراطونية ملطخة بأخطاء تحكيمية اقصي المنتخب الوطني عشية امس من الدور نصف النهائي لكراس امم افريقيا المقامة حاليا بمصر، فبالإضافة الى النيران الصديقة التي كوتنا من جديد، رفض الحكم الاثيوبي باملاك تيسيما منح ضربة جزاء هي الثالثة في المباراة للمنتخب الوطني رغم تأكده من وجودها في البداية قبل ان يلجأ الى تقنية الفار ويلغيها بداعي ان يد المدافع كانت ملتصقة الى جسده والحقيقة غير ذلك. بداية صعبة وسيطرة سينغالية لم يتمكن المنتخب الوطني منذ بداية المباراة من الاخذ بزمام الامور وظل ينتظر منافسه بعد ان بالغت عناصرنا في الحذر وهو ما اعطى الثقة لزملاء ساديو ماني الذين فرضوا سيطرة شبه مطلقة خاصة في ربع ساعة الاولى من المباراة حيث توفرت لهم ثلاث ركنيات في ظرف 7 دقائق فقط وانحصر اللعب في مناطق دفاع منتخبنا الذي مر بفترات صعبة مقابل راحة تامة للحارس السينغالي غوميز الذي وصلته اول كرة في الدقيقة 12 لما تحصل المنتخب الوطني على مخالفة نفذها الخزري دون خطورة. ورغم عودة الفورمة لمتوسط الميدان الفرجاني ساسي وظهور المحترم لدراغر معوض كشريدة الا ان ابرز عناصر المنتخب الاخرى مازالت تبحث عن توازنها وخاصة المساكني والخزري الذي قام بتمريرات عديدة خاطئة وهو الذي يعتبر الاقوى في مثل هذه الوضعيات، ويبدو ان المنتخب تأثر كثيرا بغياب الشعلالي خاصة وان معوضه ايمن بن محمد وجد صعوبات في تجاوز لاعبين لهم لياقة بدنية عالية. تحسن ملحوظ لكن ماني الاخطر بعد مرور حوالي 20 دقيقة عن الشوط الاول استفاق المنتخب الوطني نوعا ما بعد ان اصبح يتحكم في الكرة اكثر من خلال التمريرات العرضية طورا والتسرب على الجهة اليمنى خاصة اين يوجد دراغر، ليتحصل المنتخب على اول مخالفة في الدقيقة 21 نفذها الخزري ورأسية المساكني مرت فوق العارضة. رد فعل اسود التيرانغا كان قويا خاصة في الدقيقة 26 لما سدد سابالي كرة مقوسة اصطدمت بالقائم الايسر للحارس معز حسن. بعدها بدقيقتين توغل الخنيسي داخل مناطق الدفاع السينغالي وطالب بضربة جزاء لكن الحكم تيساما امر بمواصلة اللعب. ولعل اخطر الفرص في هذا الشوط توفرت لزملاء ماني خاصة في الدقيقتين 37 و38 الاولى عن طريق المهاجم نيانغ والثانية بواسطة ماني الذي انفرد بالحارس معز حسن وسدد خارج المرمى. سيناريو مجنون والخنيسي يرفض التسجيل في الشوط الثاني تحسن اداء المنتخب الوطني كثيرا مقارنة بالشوط الاول وفرض نسقه على المنافس ومنذ الدقيقة 49 وزع دراغر كرة في العمق ليجد الخنيسي نفسه وجها لوجها مع الحارس غوميز لكنه اخفق في مغالطته ونفس اللاعب اهدر فرصة بصفة غريبة رغم تواجده وجها لوجه مع الحارس. هذه الاستفاقة اثمرت ضربة جزاء في الدقيقة 74 لكن الفرجاني ساسي وعلى طريقة الدور ثمن النهائي امام غانا لكنه هذه المرة اخفق بعد ان سدد كرة سهلة في يد الحارس، وهو ما اعطى ثقة اكبر للسينغاليين الذين عادوا الى الهجوم وتمكنوا في الدقيقة 80 من الحصول على ضربة جزاء لكن اللاعب سايفات الذي سبق ان اهدر ضربة جزاء في هذه ال"كان" سار على خطى الفرجاني بعد ان تصدى معز حسن. لتنتهي المباراة في وقتها الاصلي بالتعادل السلبي. ضعف حسن في الكرات العالية والنيران الصديقة من جديد في الحصة الاضافية الاولى انتظرنا ان يواصل المنتخب الضغط والبحث عن التهديف، لكن سيناريو اخر فرض على منتخبنا ان يستعيد ذاكرة مباراته مع غانا، عندما اخفق معز حسن في التصدي لكرة فضائية اثر مخالفة لتصطدم برأس برون وتلج الشباك في الدقيقة 100، وهو هدف يتحمل مسؤوليته الحارس الذي ابدى في كل المباريات ضعه في الكرات العالية. «فار» ال«كاف»... «فار» العار في الحصة الاضافية الثانية حاول منتخبنا العودة في المباراة وفرض ضغطا على المنتخب السينغالي وتحصل على ضربة جزاء اعلن عنها الحكم تيساما في الدقيقة 114 لكنه تراجع واعتمد على تقنية الفار ليلغي قراره الاول رغم ان الكرة لمست يد المدافع التي كانت بعيدة عن جسده. وبذلك تعود مشكلة الفار داخل الاتحاد الافريقي لكرة القدم، فبعد مهزلة رابطة الابطال الافريقية سواء الموسم قبل الماضي او الموسم الماضي ها هو الفار يفرض نفسه بطلا في ال"كان"، فحتى القوانين الجديدة للفيفا تفرض منح ضربة جزاء اذا لمست الكرة يد المدافع مهما كان موقعها فما بالك بلقطة عشية امس كانت واضحة للعيان وباملاك تيسيما نفسه اقرها وهو عن قرب منها قبل ان يعطي قرارا مغايرا في النهاية. تشكيلتا المنتخبين تونس: معز حسن - اسامة الحدادي - ياسين مرياح - ديلان برون - الفرجاني ساسي (انيس البدري) - ايمن بن محمد (غيلان الشعلالي) - الياس السخيري - محمد دراغر - يوسف المساكني (نعيم السليتي) - وهبي الخزري - طه ياسين الخنيسي السينغال: غوميز - غاساما - كوليبالي - سابالي - سايفات - كوياتي - غاي - انداي (ساني) - نيانغ (دياني) - ماني - دياتا (سار) التحكيم: باملاك تيساما (اثيوبيا) بمساعدة وليد احمد على (السودان) واليفيي كاباني (الكونغو الديمقراطية)