اتعظ محمد عبد الوهاب من فشل فيلم «يوم سعيد» على الصعيد الجماهيري، فكان ان عاد الى الأفلام الضاحكة المرحة، بل انتج بعد يوم « سعيد اكثر أفلامه مرحا واقربها الى الكوميديا البحتة، وهو فيلم «ممنوع الحب». كان هذا اول فيلم غنائي كوميدي بهذا المستوى في الإخراج والالحان والغناء وقد انطلق تصويره أواخر 1939 ونشبت الحرب العالمية الثانية آنذاك وعرض الفيلم سنة 1940وقد اشتدت الحرب فكان ذلك من حسن حظ الرصيد الذهبي لعبد الوهاب حيث جلبت الحرب الى فيلمه مشاهدين جددا هم عمال معسكرات جيوش الانقليز الذين أتخمت الحرب جيوبهم بالمال وانطلقوا يبحثون عن الترفيه ويملؤون دور السينما في القاهرة والاقاليم. في فيلم «ممنوع الحب» حققت رجاء عبده امنيتها القديمة التي ظلت تنتظر تحقيقها سبع سنوات من اول فيلم لعبد الوهاب سنة 1933 الى ان أطلت بوجهها من فيلمه الخامس على جماهير سنة 1930 وفي هذا الفيلم ازداد عبد الوهاب قربا من الأغاني الراقصة الأوروبية والأمريكية وادى محمد عبد الوهاب اغنيتين حواريتين مع رجاء عبده منها «اتأخرت ليه» توقف محمد عبد الوهاب عن انتاج الأفلام بعد نشوب الحرب العالمية الثانية فقد ارتفعت أسعار الفيلم الخام وزادت أجور الممثلين وضاقت دور السينما مع ذلك بالأقلام المتزاحمة عليها وهو ما فتح بابا للربح لم يكن متاحا قبل الحرب، فانصرف محمد عبد الوهاب الى شيء من الراحة في انتظار نهاية الحرب ولم يلحن من سنة 1939 الى سنة1944,--وهي السنة التي انتج فيها فيلم « رصاصة في القلب» وقد قاربت الحرب على الانتهاء— الا بعض القصائد منها أغنيات كبيرة مثل « الكرنك» التي اذيعت لأول مرة سنة 1940 وطقطوقة « حياتي انت»التي تجمع بين شكل الطقطوقة والمونولوغ وقصيدة «مضناك جفاه مرقده» وقصيدة «دمشق» التي لحنها بطلب من حكومة الوفد حينذاك عندما ضرب الفرنسيون دمشق بالقنابل سنة 1943. وفي 1944 اذنت الحرب بالانتهاء وظهر الفيلم الخام من جديد في الأسواق، فنشط عبد الوهاب من جديد لإنتاج الأفلام الغنائية، واختار قصة « رصاصة في القلب» التي كتبها صديقه القديم توفيق الحكيم لتكون باكورة انتاجه الجديد على اعتاب السلام. كان فيلم «رصاصة في القلب» ثالث أفلام عبد الوهاب لا تضطلع ببطولته مطربة، ولكنه سد هذه الثغرة بذكاء، واستطاع ان يدرب بطلة الفيلم «راقية إبراهيم» على أداء ديالوغين معه كانا من انجح ديالوغين في السينما منها ديالوغ «حكيم عيون». (يتبع)