كانت تلك المطربة-نجاة علي- احدى المطربات اللاتي بدأن حياتهن الفنية في الإذاعات الاهلية منذ أواخر العشرينيات، واستمرت تغني في تلك الإذاعات وتسجل الأسطوانات حتى أدركتها الإذاعة الكلاسيكية للحكومة المصرية فصارت من مطرباتها الناجحات.. أتاح لها الظهور مع عبد الوهاب في فيلم «دموع الحب» فرصة كبيرة قفزت بها الى سماء الشهرة وجعلت منها نجمة تجري وراءها شركات السينما غنى محمد عبدالوهاب في فيلم «دموع الحب» اول حوار غنائي سينمائي» «محلى الحبيب بين المية وبين الاغصان» وثاني حوار سينمائي أيضا « صعبت عليك» . وشاركت نجاة علي عبدالوهاب الحوارين الغنائيين بنجاح كبير،. وانفرد عبد الوهاب بغناء القصيدة الوحيدة من نوعها في جميع الأفلام الغنائية المصرية وهي قصيدة « أيها الراقدون تحت التراب» التي لاقت خليطا من التندر والإعجاب لأنها كانت غناء على قبر المبوبة بعد وفاتها اما صوته فدخل مرحلة أخرى من التبدل بعد التبدل الذي كان واضحا في أغاني فيلمه الأول «الوردة البيضاء» .. وكان هذان الفيلمان تعبيرا عن رومانسية الدموع ان صح التعبير التي سادت مجتمع المثقفين في مصر كلها تقريبا في تلك الحقبة عقب توقيع معاهدة سنة 1936 وإعلان الاستقلال انبعثت في أفلام محمد عبد الوهاب روح جديدة بدأت بفيلم « يحيا الحب « الذي عرض سنة 1937 . لقد اقنعت تجربة محمد عبد الوهاب مع نجاة علي في فيلم « دموع الحب» بضرورة أن تكون مطربة الى جانبه في أفلامه وكانت ليلى مراد هي المطربة التي اختارها عبد الوهاب لفيلم « يحيا الحب» وليلى مراد مثل نجاة علي بدأت حياتها الفنية في الإذاعات الاهلية وكانت ليلى أصغر من نجاة بخمس سنوات في 1932 اقام والدها المطرب زكي مراد «حفلة تعارف» في أحد المسارح غنت فيها امام نخبة من المشتغلين بالفن والآدب والصحافة وكان من بين الحضور امير الشعراء احمد شوقي والمطرب محمد عبدالوهاب، ومنذ تلك اللحظة تابع عبدالوهاب مسيرة ليلى مراد الغنائية، حتى جاء دورها معه في فيلم « يحيا الحب» ويروي الكثير من المقربين ان زكي مراد حذر ابنته من الحان عبد الوهاب وحاول ان يتفق لها مع ملحنين غير عبد الوهاب ليلحنوا لها اغانيها في فيلم عبد الوهاب ... وكانت حجة زكي مرادفي تخوفه على ابنته من الحان عبدالوهاب الذي سبق له ان لحن لمنيرة المهدية عندما ظهر معها في احدى المسرحيات سنة 1937 فتعمد ان يعطيها الحانا تجعل صوتها خافتا متقطعا لكي يسقطها في اعين المستمعين. يتبع