ببعض الاختصار والاختزال تقدّم هذه «الدائرة» للقارئ المبتدئ والباحث المتوسّع المعلومات الأساسية والمراجع الضرورية عن مختلف المواضيع والمجالات الممثّلة للحضارة التونسية عبر تطورها مرتّبة ألفبائيا، لغاية التسهيل والتقريب. وقد استثنينا المدائن التي خصصناها بعدّة مؤلفات متوّجة ب «موسوعة مدن تونس» مثلما استثنينا الأعلام الذين جمعناهم في « معلمة أعلام تونس» والألقاب التي وثّقناها في « الأصل والفصل / معجم ألقاب التونسيّين». وأردناها، في غير ذلك، جامعة - دون ادّعاء الإلمام الكلّي والشمول التّام - اقتناعا منّا بالجدوى العمليّة والإفادة السريعة على صورتها هذه، واعترافا بالعجز والتقصير لو رمنا الإحاطة بكلّ شيء، وهو أمر مستحيل مهما أوتينا من الوقت والجهد تعليم راهنت تونس المستقلّة على التعليم العمومي بمراحله الثلاث مؤكّدة ديمقراطيّته ومجانيّته. وأردفته ببرنامج تعليم الكبار لرفع الأمّية المتفشّية داخل الجهات. ومع المدارس الابتدائية والمعاهد الثانوية والفنّية وصولا إلى تأسيس الجامعة وتوزيع فروعها تواصل تعليم الصبيان في الكتاتيب بشكله التقليدي حتّى بعد انتشار رياض الأطفال في المراكز الحضرية، وذلك قبل الالتحاق بالمدرسة في سنّ السادسة لتحصيل مبادئ القراءة والكتابة والحساب ودون التفكير في وجوب مواصلته في جامع الزيتونة وفروعه مثلما كان العمل قبل الاستقلال إلى تاريخ صدور قانون إصلاح التعليم المنسوب إلى محمود المسعدي كاتب الدولة للتربية القومية وسلفه الأمين الشابي في أوائل العهد البورقيبي، ودون اعتبار الإصلاح الذي شهده التعليم الزيتوني، قبل الاستقلال أيضا، بإشراف لجنة ترأسها الشيخ محمد الطاهر بن عاشور مؤلف كتاب في نفس الموضوع بعنوان « أليس الصبح بقريب». وتزخر المكتبة التونسية بمؤلفات في أصول التربية الإسلامية لابن أبي زيد القيرواني ومحمد بن سحنون والقابسي وابن الجزّار وصولا إلى ابن خلدون، كما تزخر بدراسات في تاريخ التعليم ومناهجه ومواده ومؤسساته وأعلامه لإبراهيم العبيدي التوزري وعثمان الكعّاك وإبراهيم النجّار والبشير الزريبي وأبي القاسم محمد كرّو وأحمد شبشوب وأحمد الطويلي وأحمد عبد السلام والطاهر المعموري ومحمود عبد المولى ومحمد الباجي بن مامي ومنها كتاب حياة الماجري «من تعليم الصبيان إلى التعليم الابتدائي في مدينة تونس في العهد العثماني» الشامل للعهد الاستعماري. فيه نتبيّن ما اتّسم به التعليم الأساسي من تنوّع في جميع نواحيه قبل توحيده وتنميطه في مؤسسة عصريّة تواكب تطور المجتمع وتساهم في تطويره. فإلى أواسط ق 19 م تميّز كلّ جانب بالتنوّع، فنجد، بالنسبة إلى الأمكنة، المسجد والزاوية والمكتب والمدرسة والقشلة والدار والحانوت والمخزن. ونجد، بالنسبة إلى الموارد، الأحباس وجمعية الأوقاف والمرتّب الشهري والعوائد الأسبوعيّة المعروفة بالخميسيّة لأنّها تعطى للمؤدّب يوم الخميس قبل عطلة يوم الجمعة، مدعومة بصدقات وهدايا له عند الأختام وفي المناسبات الدينيّة والعائليّة، بما يضمن له الكفاف عن السؤال، لا أكثر، عملا برأي أغلب الفقهاء. كما نجد، بالنسبة إلى تكوين المؤدّبين، مستويات ثقافية متفاوتة حسب أعمارهم وأصولهم وأوساطهم الريفيّة أو الحضريّة، الأمر الذي حدا بيوسف صاحب الطابع إلى بعث مكتب التجويد في بداية ق 19 م، ثمّ بمحمد الصادق باي إلى إنشاء المكتب الصادقي سنة 1874م، ثمّ بالسلطة التونسية الفرنسية إلى إحداث مدرسة لترشيح المؤدّبين في 8111894. ومن ظهور المدارس الفرنسيّة العربيّة إلى اليوم ما فتئت النخبة العالمة بما اكتسبت في تونس والخارج تعمل على الإصلاح والتجديد، من جيل إلى جيل، بل من سنة إلى أخرى، ترقية للتعليم وللمجتمع ومواكبة للمستحدثات العلميّة والبيداغوجيّة، من أفكار وبرامج ووسائل ومناهج وإطارات . ومع ذلك ما انفكّت مشاكل هيكليّة تثير الحراك الاجتماعي العنيف إلى حدّ الإطاحة بالوزير إذا تجرّأ على الخطّ الأحمر للمربّين، في خضمّ الثورة كالمتاجرة بالساعات الخصوصيّة والمبالغة في الغيابات بشهائد طبّية، مع أشكال أخرى من الفساد الإداري والمالي (انظر : مدرسة). ابن الجزّار (أحمد): سياسة الصبيان وتدبيرهم . – تح. محمد الحبيب الهيلة، الدار التونسية للنشر، تونس 1968، ابن خلدون (عبد الرحمان) : المقدّمة . – دار الفكر، بيروت 2007، ابن الخوجة (محمد) : تاريخ معالم التوحيد في القديم والجديد. – ط2 / تح. الجيلاني بن الحاج يحيى وحمادي الساحلي، دار الغرب الإسلامي، بيروت 1985، صفحات من تاريخ تونس .- تح.ح. الساحلي وج . ابن الحاج يحيى، د.غ.إ.، بيروت 1986، ابن سحنون (محمد) : آداب المعلّمين . – تح. محمود عبد المولى، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الجزائر، ط2/1981، ابن عاشور (محمد الطاهر) : أليس الصبح بقريب / التعليم العربي الإسلامي. – دار سحنون بتونس ودار السلام بالقاهرة 2006، ابن مامي (محمد الباجي): مدارس مدينة تونس من العهد الحفصي إلى العهد الحسيني . – المعهد الوطني للتراث، تونس 2006، الحشايشي ( محمد بن عثمان) : العادات والتقاليد التونسية / الهديّة أو الفوائد العلمية في العادات التونسية . –تح.ج. ابن الحاج يحيى، سراس، تونس 1994، خوجة (حسين) : ذيل بشائر أهل الإيمان بفتوحات آل عثمان . – تح . الطاهر المعموري، الدار العربية للكتاب، تونس 1975، السلامي (محمد المختار) وجماعته : التعليم الزيتوني ووسائل إصلاحه.- تونس 1953، شبشوب (أحمد): التربية بين التعليم والتعلّم. – تونس 1994، الشتاوي (عبد العزيز) والأحمر (محمد عادل) : واقع التربية ما قبل المدرسة في الجمهورية التونسية (دراسة حالة). – المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، تونس 1983، الطويلي (أحمد): الصادقية / الوزير خير الدين مؤسّسا ومحمد العربي زرّوق مديرا.- تونس 2006، مراكز الثقافة والتعليم بمدينة تونس في العهد الحفصي/ الجوامع والمدارس والمكتبات. – تونس 2000، عبد السلام (أحمد): المدرسة الصادقيّة والصادقيّون. – بيت الحكمة، قرطاج / تونس 1994، عبد المولى (محمود) : مدرسة باردو الحربية . – الدار العربية للكتاب، تونس 1977، العبيدي التوزري ( إبراهيم) : تاريخ التربية بتونس . – الشركة التونسية للتوزيع، تونس د.ت، القابسي (علي) : الرسالة المفصلة لأحوال المتعلمين وأحكام المعلمين والمتعلمين.– تح . أحمد خالد، الشركة التونسية للتوزيع، تونس 1986، الماجري (حياة) : من تعليم الصبيان إلى التعليم الابتدائي في مدينة تونس في العهد العثماني.– نقوش عربية، تونس 2014، مشرفية (مديحة): أولى المدارس الفرنسية بالإيالة التونسية في النصف الأول من القرن التاسع عشر (1830–1855م). – تونس 2009، المعموري (الطاهر): جامع الزيتونة ومدارس العلم في العهدين الحفصي والتركي.– الدار العربية للكتاب، تونس 1980، النجار (إبراهيم) والزريبي (البشير): الفكر التربوي عند العرب. – الدار التونسية للنشر، تونس 1985، الوزير السراج (محمد): الحلل السندسية في الأخبار التونسية. – تح.محمد الحبيب الهيلة، د.غ.إ.، بيروت 1985.