محمد بن سحنون: بيت الحكمة 2010 تقول التوطئة التي وضعها الدكتور عبد الوهاب بوحديبة للكتاب «يعتبر كتاب «آداب المعلمين» الذي دوّنه محمد بن سحنون عن أبيه الامام عبد السلام سحنون من أقدم وأمتع الكتب في التربية والتعليم في الاسلام..» وتضيف التوطئة «.. ومن المسائل الأساسية التي تضمنتها هذه الرسالة مسألة تعليم القرآن ومسألة العدل بين الصبيان وأحكام التأديب، ما يجوز فيه وما لا يجوز، وإجازة المعلم متى تجب وتأتي الأحكام في الغالب مشروطة بهذا الشرط «إذا كان في ذلك للصبي منفعة». الكتاب حققه حسن حسني عبد الوهاب سنة 1931 وراجع طبعه سنة 1972 محمد العروسي المطوي وعلّق عليه بعد حصوله على نسخة مخطوطة ثانية من الكتاب أما هذه الطبعة الثالثة التي تقدم فقد راجعها إبراهيم بن مراد وكتب لها تقديما ذكّر فيه بالطبعتين السابقتين وبالتحقيقين وبخصائصهما ومنهجهما. وأشار الى أن عمله ليس تحقيقا ثالثا وإنما هو إعادة نشر قام فيها بشرح المفردات والمصطلحات التي اعتقد أنها حاملة لمفاهيم تقتضي التوضيح والتي لم يفسرها المحققان السابقان مثل «الختمة» و«الدرة» و«الفلقة».. وكذلك شكل النص وأثبت سنوات التقويم الميلادي مع سنوات التقويم الهجري في المقدمات التي سبقت نص «آداب المعلمين» وضمن التعاليق التي وضعها المحققان وعلق إبراهيم بن مراد في هذا الكتاب على بعض القراءات الواردة في النص. هذه إذن إضافات إبراهيم بن مراد على التحقيقين السابقين. أما الكتاب فيتكون في مجمله من التوطئة التي أشرنا إليها آنفا والتي كتبها رئيس بيت الحكمة وتقديم الطبعة الثالثة وتصدير الطبعة الثانية الذي كتبه الأستاذ محمد العروسي المطوي في أفريل 1972 ومقدمة الطبعة الأولى التي صدرت عن مطبعة العرب سنة 1931 والتي كتبها محقق الرسالة الأستاذ حسن حسني عبد الوهاب، ويأتي بعد هذه المقدمة التعريف بمحمد بن سحنون كتبه حسن حسني عبد الوهاب وتحدث فيه عن مولد صاحب المخطوطة وعن نشأته وعن رحلته في طلب العلم وأخلاقه وسيرته وثناء العلماء عليه ووفاته وآثاره العلمية وعن الأصل المنقول عنه والمعتمد في التحقيق ثم يقدم الكتاب بعد ذلك لمحة عن الكتاتيب بإفريقية في زمن محمد بن سحنون فيها حديث عن ظهور هذه الكتاتيب وعن تعليم البنات وعن طريقة التعليم في الكتاب وعن انتخاب المعلمين وعن واجبات المعلم وعن أصول التربية قديما وعن الرياضة البدنية للأطفال وعن حياة الكتاب الاجتماعية.. ويلي هذه اللمحة حديث عن مشاهير المؤدبين الافريقيين من لدن الفتح الاسلامي الى القرن الخامس والنصان كتبهما المحقق الأول للمخطوطة أعني حسن حسني عبد الوهاب. ثم نأتي بعد هذه المقدمات الى نص الرسالة الأصلي المشتمل على عشرة أبواب اهتمّ أولها بما جاء في تعليم القرآن العزيز وتحدث الثاني عما جاء في العدل بين الصبيان وباب ثالث فيما يكره محوه من ذكر اللّه تعالى وما ينبغي أن يفعل من ذلك والرابع اهتم بما جاء في الختم وما يجب في ذلك للمعلّم والسادس عنوانه «ما جاء في القضاء في عطية العيد والسابع اعتنى بما ينبغي أن يخلّى الصبيان فيه» والثامن تطرّق إلى «ما يجب على المعلم من لزوم الصبيان والتاسع اهتم ب«ما جاء في إجازة المعلم ومتى تجب» أما العاشر والأخير فقد بحث في ما جاء في إجازة المصحف وكتب الفقه وما شابههما. وفي الكتاب أيضا بعد نصّ رسالة محمد بن سحنون ملحقات ثلاثة تمثلت في رأي أبي بكر بن عربي في التعليم ورأي ابن خلدون فيه ومشاهير المعلمين في صدر الاسلام ثم مجموعة فهارس الكتاب. وينتهي الكتاب بالنص الفرنسي للرسالة التي ترجمها جيرار لوكونت (Gérard LECOMTE) الذي درس لفترة طويلة في المعهد الصادقي بتونس.