بدا فصيل الحرس الديواني البحري ببنزرت المتألف من 25 ضابطا وعونا في حالة تأهب دائمة لمواجهة «حرب شوارع» بأتم معنى الكلمة في عرض البحر. تونس (الشروق) وبين جزيرة «القِمّة النارية» المتاخمة لغار الملح أو «كاب فارينا» وأرخبيل «جالطة» المتألف من ثلاثة جزر تَمْخُر كل يوم خافرة «صدر بعل» عباب أعالي البحار لاستكمال الطوق الذي تفرضه وحدة الديوانة البحرية ويتشكل من تسعة فصائل يمتد نفوذها على 1300 كلم بين الحدود البحرية الجزائرية في أقصى الشمال والحدود الليبية جنوبا وتعتمد على أسطول من الخافرات والزوارق السريعة وعلى امتداد أربع ساعات رصدت «الشروق» أطوار الحرب الدائرة في عرض البحر في جولة امتدّت بين مقر فصيل بنزرت للديوانة البحرية والخافرة «صدر بعل» ومن داخل الخافرة أكّد المهندس الرائد «الصحبي بن محرز» آمر فصيل بنزرت للديوانة البحرية أن مسافة 24 كلم في عمق البحر (12 ميلا) هي بمثابة الخبز اليومي في دوريات وتحركات الحرس الديواني البحري فيما يمتد نفوذها في حالات المطاردة الى 200 ميل استنادا الى التشريع التونسي والقوانين الدولية المنظمة للملاحة البحرية. مع الجيش والحرس والى جانب اختصاصه الحصري في ضبط وإحالة الجريمة الاقتصادية فإن جهاز الحرس الديواني البحري يضطلع بذات المهام الموكولة لكل من جيش البحر والحرس البحري وفي مقدمتها تحصين المياه التونسية تجاه مخاطر تسريب الأسلحة والمخدرات وتهريب البشر وسائر أشكال الجريمة المنظمة العابرة للحدود كما يساهم الحرس الديواني البحري في دوريات مشتركة مع جيش البحر والحرس البحري لتأمين البلاد ضد مخاطر الإرهاب على مدار العام. وتابع محدثنا أن كل السفن التجارية تخضع للتفتيش في عرض البحر عند وصولها الى المياه التونسية فيما يضطلع الحرس الديواني البحري بدور حيوي في حماية الثروة السمكية من خلال التصدي لعمليات الصيد العشوائي من قبل المراكب التونسية والأجنبية. وتابع أن كل الوحدات في حالة استنفار دائم لتحصين البلاد ضد كل المخاطر المحدقة بالأمن القومي ولا سيما عمليات التهريب في عرض البحر للمخدرات والأسلحة والبشر Transbordement خصوصا وأن الشريط الساحلي يمثل نحو 80 بالمائة من اجمالي مساحة تونس. كما لاحظ أن الحرس الديواني البحري ينشط في نطاق منظومة كاملة لحماية المياه التونسية تتألف أيضا من وحدات جيش البحر والحرس الديواني البحري مشيرا في السياق ذاته الى التحديات الخصوصية لفصيل بنزرت بوصف هذه الأخيرة تقع قبالة طريق سيارة بأتم منى الكلمة لسائر أصناف السفن بما يجعلها واحدة من أنشط المعابر البحرية في العالم. وفي هذا الصدد قام فصيل بنزرت للحرس الديواني البحري خلال المدة المنقضية من هذا العام بإخضاع قرابة 250 سفينة تجارية للتفتيش كشف خلالها عدة تصاريح مغلوطة تتعلق بالبضائع والمخدرات والأدوية فيما تم احباط عملية «حرقان» على متن سفينة ركاب كانت راسية ببنزرت بغاية الصيانة. عمليات نوعية والى جانب دوريات المراقبة والاستكشاف اليومية بدا رصيد الحرس الديواني البحري مليئا بالضربات النوعية الكبرى التي أنقذت البلاد من مخاطر جسيمة خلال العامين الأخيرين، وفي هذا الصدد تمكّنت وحدات الحرس الديواني البحري من ضبط خمسة أطنان من الزطلة على متن يخت اسباني في الحمامات كما حجزت سجائر بقيمة 50 مليون دينار على متن سفينة تجارية في صفاقس فيما تم ضبط طنين من المرجان كانت في طريقها من طبرقة الى أوروبا عبر سواحل بنزرت، كما تصدى الحرس الديواني البحري لمحاولة هجرة غير شرعية لقرابة 250 نفرا في جرجيس فيما حجز خمس حاويات بضائع مقلدة بميناء رادس. وبالنتيجة فإن ضباط وأعوان الحرس الديواني البحري هم في حالة تأهب دائم لتحصين تونس ضد مخاطر جسيمة تتطلب في بعض الحالات خوض معارك بالأسلحة النارية في عرض البحر خاصة إزاء تزايد شراسة مافيات الجريمة المنظمة العابرة للحدود وتنامي المخاطر الإرهابية. تحقيق: فؤاد العجرودي