تمكنت وحدات الحرس البحري بصفاقس في صباح الاثنين 10 سبتمبر 2012 من احباط عملية هجرة غير شرعية عبر مركب صيد على متنه 60 شابا من معتمدية المحرس وذلك على مستوى منطقة راس الباش عرض سواحل قرقنة وهو في طريقه نحو جزيرة لامبادوزا الايطالية ولم تكن عملية الاحباط للحرقان سهلة ولا يسيرة بل استدعت تعزيزات وكفاءة عالية من الوحدات البحرية للسيطرة على الموقف واعادة الشبان الذاهبين نحو المجهول الى عائلاتهم وبلادهم خاصة وان الفاجعة البحرية التي عرفها مركب مماثل والتي اودت بحياة 76 من شباب تونس لا زالت ماثلة امام الاعين ولم تمض عليها سوى ايام قليلة جدا ولمعرفة تفاصيل عن هذه العملية اتصلنا بالنقيب زياد منظور رئيس الفرقة البحرية بمنطقة الحرس البحري بصفاقس والذي افادنا انه في اطار العمل الدوري والروتيني للدوريات الساحلية التي تقوم بتمشيط الشواطئ بواسطة السيارات وصلت بعد الساعة السادسة من صباح الاثنين معلومة الى احدى الدوريات تتحدث عن قيام مركب صيد بهجرة غير شرعية الى لامبادوزا وعلى متنه حوالي 60 من الشباب وان المركب غادر سواحل قرقور في حدود الساعة الرابعة فجرا وعلى ضوء هذه المعلومة تم الاتصال بقاعة العمليات التي قامت بابلاغ الزوارق والخافرات العاملة على الميدان الى وجود هذا المركب وبالفعل ومع تمشيط المناطق المفترضة تم التفطن الى مركب الصيد في منطقة راس الباش عرض سواحل قرقنة وقام الاعوان المتواجدون على متن هذه الزوارق والخافرات بمجهودات مضنية من اجل التفاوض مع الحارقين واقناعهم بالعودة الى سواحل صفاقس لكنهم رفضوا الامتثال وواصلوا الابحار في اتجاه لامبادوزا الى ان وصلت تعزيزات من الحرس البحري اشتركت مع بقية الوسائل البحرية المتواجدة على عين المكان من اجل السيطرة على المجموعة ثم ضمان نقلهم على متن 3 صقور و2 خافرات و2 زودياك في رحلة العودة الى سواحل صفاقس ومع مراقبة ومتابعة من خافرة للبحرية الوطنية ووحدة بحرية للديوانة وكانت العملية صعبة جدا واستنزفت الكثير من الجهد خاصة مع العدد الكبير للحارقين وهم من الشباب الحالمين بالعبور الى الاراضي الايطالية ومباشرة بعد الوصول الى صفاقس تم الاحتفاظ بالحارقين في مقر المنطقة البحرية من اجل القيام بالتحقيقات والابحاث اللازمة التي باشرتها فرقة الابحاث والتفتيش كما تم القبض على احد المنظمين وعلى ربان المركب الاسعار من600 الى 1500 دينار و6 ركاب مجانا ما تمكنا من الوصول اليه من معلومات تشير الى ان مركب الصيد المستعمل لم يكن يحمل رقما وانه تم اشتراؤه سرا ومن دون تسجيل واضافت مصادرنا ان الاسعار تفاوت ما بين 600 و1500 دينار لكل شخص من الحارقين الذين كانوا من منطقة المحرس واضافت مصادرنا ان 6 من الحارقين تم حملهم على المركب مجانا من اجل مساعدتهم ومن اجل ' دعوة خير ' ضغوط من اهالي الحارقين لئن كان جهد اعوان الحرس البحري كبيرا من اجل منع عملية الهجرة غير الشرعية وانقاذ الشباب من مصير يمكن ان يكون مجهولا وقد يؤدي لا سمح الله الى الهلاك في عمق البحر ولئن كانت عملية التصدي صعبة ومحفوفة بالمخاطر بسبب رغبه المبحرين في مواصلة الطريق الى لامبادوزا فان بعض الشبان الحارقين اتصلوا بعائلاتهم في المحرس لاشعارهم بتصدي الحرس البحري لهم وعلى ضوء ذلك تحول عدد من الاهالي الى مقر الحرس البحري بالمحرس وضغطوا بشدة طالبين عدم اخلاء سبيل المركب وترك ابنائهم يواصلون الابحار وقد افادنا النقيب زياد منظور بان الضغوط كانت شديدة بسبب مطالبة عائلات بعض الحارقين ان لا تعترض الوحدات البحرية سبيل مركب الصيد وان يبتعدوا عنه ليواصلوا طريقهم نحو لامبادوزا ولكنه اضاف ان هؤلاء الحارقين مهما كانت اخطاؤهم بانهم امانة في العنق ولا يمكن تركهم للمجهول ومن هنا تم تحمل الضغوط