كان اللقاء الصدفة الذي جمع محمد عبد الوهاب وام كلثوم عند الزعيم جمال عبد الناصر الذي طلب منهما انجاز عمل فني مشترك وتدخل المشير عبد الحكيم عامر بالقول « المهم أي عمل فني تشتركان فيه قالت ام كلثوم – لا مانع ى عهده مع احمد شوقي وقال عبد الوهاب –انا أتمنى وانتهى الحديث والتقى عبد الوهاب بأم كلثوم في « انت عمري», وكان قد لحن بعضا من موسيقاها ليغنيها بصوته، ومع بعض التعديلات ...سمعت ام كلثوم بداية اللحن في الهاتف فأعجبت به وكان اللقاء بينهما بعد ان تم تعديل في قصيدة احمد شفيق كامل وجعل مطلعها « رجعوني عينيك بدلا من شوقوني عينيك» وفشلت محاولات رجال الامن في تفريق الجمهور الذي احتشد يستمع الى الاغنية، والغت إذاعة دمشق نشرة الاخبار لتذيع الاغنية يقول محمد عبد الوهاب «...لقد اورثتني ام كلثوم الوسوسة طوال عملي في الاغنية، وام كلثوم ليست كأي مطربة ... وعلى هذا كان على ان « اغربل» الكلمات واللحن وهذا ما اخر ظهور العمل بعض الوقت» وتوالى لقاء القمتين بعد « انت عمري» و « على باب مصر»» لكامل الشناوي و» انت الحب» لأحمد رامي و» امل حياتي « لأحمد شفيق كامل و « فكروني» لعبد الوهاب محمد و» هذه ليلتي» لجورج جرداق و « أصبح عندي الان بندقية» لنزار قباني و «دارت الأيام» لمأمون الشناوي و « غدا القاك» للهادي ادم ... وأخيرا ومثلما عزفت الحنجرة التاريخية المذهلة على كلمات احمد شفيق كامل، كان هذا الأخير الموهوب هو الذي وضع بكلماته « ليلة حب» خاتمة اللقاء الذهبي. الوسوسة التي أشار اليها عبد الوهاب بعد اول لقاء مع ام كلثوم لها جذورها التي تعود الى فترة عهده مع احمد شوقي الذي كان موسوسا كثيرا، فنمى في داخله هذا الإحساس الذي كان مستعدا له بطبيعته، وحياته كان يحكمها نظام دقيق من الصعب تغييره خصوصا مواعيد الاكل لا الاكل بالنسبة له شيء ممتع للغاية وما يلفت الانتباه ان محمد عبد الوهاب يعشق النوم في الفنادق وهو يقول في هذا الشأن «...عندما انام في منزلي واضع راسي على « مخدتي» اشعر بأنني انام على فراغ.. على صمت مرعب وكثيرا ما أخاف ان تنهار الغرفة بي وتسقط على الأرض ...»