ارتفعت المساحة المنجزة للطماطم الفصلية المعدة للتحويل من 1450 هكتارا السنة الماضية الى 2550 هكتارا هذا الموسم, ويقدر إنتاج هذا العام ب 178 الفا و500 طن بمعدّل 70 طنا للهكتار الواحد حسب نجوى النابلي رئيسة مصلحة بدائرة الإنتاج النباتي بالمندوبية الجهوية للفلاحة مكتب القيروان(الشروق) وفرة في الإنتاج وتطور في المساحات المزروعة وجودة في المنتوج شهدها قطاع الطماطم الفصلية المعدة للتحويل بأهم المناطق المنتجة بولايات القيروان لكن وفرة المحصول رافقتها مشاكل وتشكيات من الفلاحين الذين واجهتهم خسائر بالجملة أهمها اتلاف محاصيل بالملايين والسبب تأخّر عمليات رفع المنتوج اوقبوله من قبل بعض المصانع. رضوان الأحمر أحد الفلاحين المتضررين أعرب عن عمق حيرته إزاء محصول 5 هكتارات قائلا « أكثر من 40 ألف دينار ذهبت هباء ...اليوم أكثر من 25 يوما أنتظر الة جمع المنتوج وفق ما يمليه بند الاتفاق بالعقد مع المصنعين ولكن لا حياة لمن تنادي» هكذا تحدث المتضرر الذي لم يبق أمامه سوى الاستنجاد بعدل تنفيذ ورفع قضية في الضرر ضد المصنع. وضعية رضوان حالة تنسحب على عدد كبير من الفلاحين حيث رابض بعضهم أمام المصنع المنتصب بالجهة أين تطالعك طوابير شاحنات محملة بأطنان من الطماطم...شاحنات قد يفوق تواجدها ال4 أيام في انتظار دورها وفق تعبير الفلاحين. محمد القاسمي فلاح اصيل القيروان الجنوبية طالب بمزيد تنظيم عمليات الرفع والتحويل وتوزيع الحصص للتقليص من طول الانتظار وتجنب الاكتظاظ حفاظا على جودة المنتوج درء ا للخسائر المادية الفادحة في ظل ارتفاع كلفة الإنتاج من البذر حتى اخر مراحل المنتوج. كما أشار المتحدث الى انتشار الوسطاء اوبالأحرى «السماسرة» بين أصحاب المصانع والفلاحين وما يتبع ذلك من تلاعب بالأسعار لا تكون عادة في صالح الفلاح بقدر ما تكون في صالح الوسيط. من جهة أخرى تشكّى الفلاحون مما ال اليه الوضع بسبب تعفن المنتوج وهوما يصوره محيط المعمل بالجهة وفضاؤه الداخلي ما أدى الى حالة من الاحتقان في صفوف الفلاحين والسواق الذين نددوا بتسبب ذلك في انبعاث الروائح الكريهة والمياه الراكدة وتكاثر الحشرات في ظل ارتفاع درجات الحرارة. المندوب الجهوي للفلاحة يوضح من جهته قال المندوب الجهوي للفلاحة بالقيروان عبد الجليل العفلي ، ان الإنتاج هذا العام قياسي موضحا سبب ترفيعهم في المساحات المزروعة أولا بسبب الاقبال المتزايد على زراعة الطماطم الفصلية المعدة للتحويل سيما بعد الزيادة على مستوى الأسعار, ثانيا بسبب معدل الإنتاج للفلاح الذي يساوي 70 طنا /هك مضيفا أن الطماطم الفصلية تدخل في منظومة التداول الزراعي .وأشار العفلي الى أن المصانع لا يمكنها قبول كل المنتوج دفعة واحدة وانما ينتظر أن ينتهي اشكال القبول والرفع حتى موفى شهر جويلية ,مشيرا الى أن طاقة التحويل الاجمالية للمصنعين المنتصبين بالقيروان تبلغ 4500 طن/اليوم.وانهم ابرموا عقودا مباشرة مع الفلاحين لاستغلال 800 هكتار فقط من المساحات المخصصة لزراعة الطماطم المعدة للتحويل في حين تستغل المصانع المنتصبة خارج الولاية حوالي ألفي هكتار. اتحاد الفلاحين يحمل المسؤولية الى لجنة المتابعة من جهته قال رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحين بالقيروان ، المولدي الرمضاني للشروق ان ارتفاع درجات الحرارة في وقت ذروة جني المنتوج وكثرة تجميع المنتوج من الولايات المجاورة خلق مشاكل على مستوى رفع الصابة لتزويد المصانع ناهيك وأن طاقة التحويل تجاوزت المعدل العادي والتي من المفروض أن تدخل في حسبان كل من أصحاب المصانع والفلاح ,الا أنه وفي «غياب «هيكل جادّ يتابع ويبرمج أمر بديهي أن تعيش كل الحلقات المعنية هذه الفوضى والخسائر التي ليست بالجديدة وانما هي تقريبا تظهر وتطفومن موسم لآخر . وحمل الرمضاني المسؤولية بالأساس الى اللجنة الوطنية للمتابعة والبرمجة التابعة للمجمع المهني المشترك للمصبرات الغذائية – وهوأحد أعضائها- قائلا : « ان اللجنة المذكورة أخلّت بدورها تماما واستقالت من مهام كانت في السابق تؤتي أكلها حيث تدخلت في اكثر من مناسبة للحدّ من الخسائر. وشدّد الرمضاني على أن تلعب «الجيكا» دور الجهاز التحكيمي لفصل الخلافات ،إضافة إلى نشر التعامل بعقود الإنتاج وتعزيز الثقة بين الفلاحين والصناعيين. كما حمل المسؤولية الى أصحاب المصانع الذين عليهم احترام بنود العقود المبرمة مع الفلاحين من بينها السعر وطاقة الاستيعاب وفترات رفع المنتوج وظروف النقل والتخزين وغيرها.