غنت ورقصت واسترجعت ذكرياتها وعبرت عن اشتياقها وحنينها لقرطاج. لكن كل ذلك لم يكن كافيا لإسعاد جمهورها الذي كان متعطشا لصوتها وحركاتها وأجوائها التي عودته بها... هي الفنانة أمينة فاخت عادت الى قرطاج بعد 8 سنوات من الغياب. تونس (الشروق) نجوى الحيدري بالكثير من الإحساس والحب وبهدوء ورصانة تركت استغرابا لدى جمهورها عادت أمينة فاخت الى قرطاج. فلا يختلف اثنان في أن الفنانة أمينة فاخت هي من أهم وأكبر وأجمل الأصوات في تونس وفي العالم العربي. وصعودها على مسرح قرطاج هواستحقاق. فهي من الفنانات القلائل التي تسعد جمهورها أينما حلت.. صوت رائع وأداء جيد وحضور متميز جعلها تكسب حب الآلاف من الجماهير التي كانت في الموعد في سهرة السبت الماضي للالتقاء « بالديفا» التي تعود بعد غياب سنوات الى قرطاج في اطار الدورة ال54 من المهرجان . والجمهور الذي غصت به مدارج المسرح الأثري بقرطاج وحضر بالآلاف بقدرما استمتع بصوت أمينة فاخت الذي لم تغيره سنوات الغياب بقدرما استغرب هدوءها ورصانتها على المسرح. وهوما لم يتعوّد عليه من قبل حتى أنه طالبها «وينوجوك يا امينة». فما تحدثه أمينة على الركح من حركات ورقصات وخروج عن المألوف وأجواء خاصة بها هوسبب آخر يدفع الجمهور الى التهافت على حفلاتها. وهوما جعله ليلة السبت يتساءل ويستغرب من هدوء هذه الفنانة على ركح قرطاج التي حاولت استدراك ذلك في نصف الساعة الأخيرة من الحفل. أمينة فاخت صعدت على ركح قرطاج في حدود الساعة العاشرة وعشرين دقيقة. أطلت على جمهورها بالكثير من الحب. واستقبلها بدوره بكثير من الاشتياق. وصفق لها وهتف باسمها ورشقها بالورود وبالقبل. فأهدته الصوت الجميل والإحساس المرهف. واستهلّت حفلها بأغنية «ولا مرّة « ولم تكن أمينة وفية لبرنامج السهرة. بل غنت تحت طلب جمهورها ومن ذلك «على الله» و»سلطان حبك»، و»اسألوا قلبي وعنيا» و»أنا هويت» و»عالجبين عصابة» وأغنية «إش خصني كان ربي عطاني» التي تأثر بكلماتها الجمهور... وقدمت أمينة فاخت لجمهورها عددا من الأغاني القديمة ما عدا أغنيتين جديدتين منها أغنية «نحبك يا بلادي «. أجواء الحفل في البداية لم تخل من الرتابة حتى أن البعض من الحضور غادر المسرح خاصة أن أمينة فاخت كانت قليلة الحركة على الركح. ثم مع مطالبة الجمهور بأدائها أغنية «على الله» علت الأصوات والهتافات وهاج الجمهور وماج بعد أن أغدقت عليه أمينة بالبعض من رقصاتها ..عندها بدأ بالهتاف «ماناش مروحين»، مطالبا بأغنية «موعدنا أرضك يا بلدنا» فما كان من أمينة فاخت الا أن لبت رغبة جمهورها . ولم تفوت أمينة فرصة تقديم ابنتها الى الجمهور ملكة عويج التي أدّت مقاطع غنائية على إيقاعات غربية.أمينة فاخت صرحت خلال الندوة الصحفية التي عقدتها إثر العرض أنها لم تقدم ابنتها الى الجمهور من باب المجاملة. بل لاقتناعها بصوتها الاستثنائي على حد تعبيرها. كما أعطت الفرصة أيضا الى شاب آخر وهو محمد علي شبيل فغنى أغنية «ليام كيف الريح «... هذه الوصلات الخارجة عن سياق الحفل لم ترق للجمهور الذي كان يريد الاستماع فقط الى فنانته التي جاء من أجلها ! وتواصل حفل أمينة فاخت على ركح المسرح الأثري بقرطاج في سهرة السبت الماضي حتى منتصف الليل والنصف لتغادر أمينة دون توديع جمهورها الذي واصل الهتاف «ماناش مروحين «. أمينة فاخت لم تودع جمهورها لأنها ستعود اليه الليلة في نفس الموعد وعلى نفس الركح في حفل ثان ضمن الدورة ال54 من مهرجان قرطاج الدولي.!