يصادف شهر جويلية ذكرى حرب بنزرت 1961 التي أثارت ومازالت تثير الكثير من الجدل وهناك من يتهم الزعيم الحبيب بورقيبة بافتعالها للتخلص من أنصار الزعيم صالح بن يوسف. تونس (الشروق) كشف المرحوم حسن مرزوق ( 1930 - 2012) الذي كان أول رئيس منطقة في بنزرت بعد الاستقلال في مذكراته أنه كان أحد أبطال هذه المعركة الخالدة التي كانت بتعليمات من الزعيم الحبيب بورقيبة .وكانت هذه المعركة ردا على أشغال التوسعة التي انطلقت القوات الفرنسية في إحداثها على القاعدة الجوية سيدي أحمد في 30 جوان 1961 . ويقول حسن مرزوق رحمه الله في مذكراته أن محجوب بن علي رحمه الله كان يشغل متفقدا للحرس الوطني وزارني في مدرسة إطارات الحرس ببئر بورقبة وكنت آمرا لها يوم 11جويلية 1961 وقال لي « جئت لاعلامك أن السيد الرئيس الحبيب بورقيبة كلفني بقيادة الحرس الوطني والمتطوعين في بنزرت ولي موعد معه لذلك أطلب منك دراسة وتقريرا عن تحرك الحرس الوطني والمتطوعين في المعركة «. ويذكر حسن مرزوق أنه سأله عن غاية الزعيم من هذه الحرب لأن القوى غير متكافئة والجيش الفرنسي قادر على سحقنا. ويضيف ان بورقيبة عين محجوب بن علي قائدا للمعركة في حين تكفل حسن مرزوق بالتعبئة . ويؤكد حسن مرزوق أن محجوب بن علي أرتكب خطأ كان السبب في إطلاق النار بين التونسيين والجيش الفرنسي المدعوم بطائرات من الجزائر وحاملة طائرات لارومنش ، خطأ محجوب بن علي أنه أمر مجموعة من الحرس بالتسلل لثكنة الخروبة التي كانت مهملة ولا قيمة لها ولكن اقتحامها نقلته الإذاعة التونسية على أنه نصر كبير بل هنأ المذيع الزعيم الحبيب بورقيبة بالنصر فاتصل شارل ديغول بالأميرال أمون قائد القوات المسلحة في بنزرت وأصدر له برقية في كلمتين أضربوا بقوة وبسرعة، في حين كانت وصية بورقيبة لنا تحاشي المواجهة المباشرة مع الفرنسيين وإن كان لابد من ذلك فلا بد من الصمود ثلاثة أيام لاستصدار قرار من الأممالمتحدة لإدانة فرنسا . ويعتقد حسن مرزوق رحمه الله أن عدد شهداء معركة بنزرت كما عاشها يتراوح بين 7 و9 ألاف شهيد وأغلبهم من الشباب والكشافة والمتطوعين. ويتذكر حسن مرزوق قائمة شهداء الحرس الوطني الذين استشهدوا يوم 20 جويلية 1961 في منزل جميل وهم عبدالقادر بوذريوة ( قربة )سالم الوريمي ( جرجيس ) عمر العمامي (صفاقس) عمر غربية (قفصة) محمد العربي النفطي (نفطة) الهادي بن علي الورتاني (القصور) الحسين التابعي (قصور التوبعة) حسن الخربي (تطاوين) الطيب السردوك - عبدالعزيز بن يونس ( تونس ) عثمان التليلي (ماجل بلعباس) محمد المختار العياري (طبربة) عبدالله الشاوش (الوردانين) علي العذاري (أكودة) محمد الطاهر (سيدي علي بن عون). البطل المنسي ويذكر أن حسن مرزوق هو أحد الأبطال المنسيين فلم تتذكره مدينة قابس إلا مؤخرا بتخصيص نهج يحمل اسمه أما مدينة بنزرت فلا أثر له فيها وهو من مؤسسي الحرس الوطني تطوع للقتال في فلسطين وشارك في انقلاب حسني الزعيم في دمشق عاد الى تونس سنة 1950 وانخرط في الكفاح المسلح اعتقل بعد احداث التراموي في قابس وحكم عليه بخمسة عشر عاما أشغالا شاقة وخمسة عشرعاما إقامة جبرية . غادر السجن بعد اتفاقية الاستقلال الداخلي وكان من النواة الأولى للحرس الوطني تولى خططا سامية في الحرس منها مساعد رئيس منطقة العاصمة ورئيس منطقة قرمبالية ورئيس منطقة بنزرت وآمر مدرسة إطارات الحرس الوطني وكان أول رئيس تحرير لمجلة الحرس الوطني كما تولى حراسة المجلس التأسيسي ليلة الإعلان عن الجمهورية. رحم الله حسن مرزوق كان مناضلا كبيرا ووطنيا صادقا .