بادرت بلدية الحمامات ببعث جائزة سنوية خاصة بالشعر تحمل اسم أحد روادها الشاعر والباحث الخالد محمد بوذينة. تخليدا لاسمه الحاضر بقوة في ذاكرة ووجدان كل أهالي الحمامات بدرجة خاصة وكامل ربوع البلاد التونسية والوطن العربي. لقد اختارت بلدية الحمامات تكريم هذا المبدع الخالد على الدوام وبالتنسيق مع عائلته من خلال تأسيس مسابقة شعرية سنوية عاد شرف التتويج بها في اول دورة للشاعرة المتألقة فضة خليفة ... الأستاذة في اللغة والآداب العربية بالمعاهد الثانوية واصيلة مدينة الرديف المناضلة على اكثر من صعيد. فضة خليفة التي نحتت مسيرتها بأظافرها وبإيمانها بقوة الحرف في كتابة الحياة المصيئة ومعانقة كل جميل في الوجود والتوق الدائم الى معانقة الشمس. هي فضة خليفة التي كان الشعر حاضرا في وجدانها منذ الصغر فقد كانت تكتب القصائد الشعرية والقصة القصيرة وهي مازالت في المرحلة الابتدائية من التعليم حيث كان معلمها « سي البشير العبيدي « – كما كشفت عن ذلك في أكثر من لقاء معها –يثني على نصوصها في التعبير الكتابي والانشاء ويقرا نماذج منها على اترابها من التلاميذ في المدرسة الابتدائية بالرديف. هذا النبوغ في التعبير غذى في وجدانها ملكة الشعر وهي طفلة ثم تعايش معها وهي شابة في المرحلة الثانوية وفي مرحلة التعليم العالي بالجامعة التونسية ... ملكة سكنت بداخلها حتى انها تكاد لا تنام قبل القيام بفسحة عبر الدواوين الشعرية للتخفيف من ظمأ ابداعي لا ترتوي منه.. كانت قارئة جيدة وهو ما أهلها الى صياغة خط ابداعي خاص بها كانت تسجله في كنش لا يفارقها. كانت ولازالت الى اليوم حريصة على ان تكون متفردة في نصوصها الشعرية لذا لا غرابة ان يكون ظهورها على الساحة الا لماما.. فالكيف قبل الكم هو شعار فضة خليفة في العملية الإبداعية الشعرية ... نصوص متينة مضمونا، ممتعة في الصياغة جعل منها احدى المبدعات الرائدات في الشعر التونسي بعيدا عن فوضى تكديس الدواوين التي لا يطلع عليها أحد.. نالت فضة خليفة عديد الجوائز والتكريمات الوطنية والعربية تقديرا لعطاء ابداعي متفرد في رؤاه وصوره.. لفضة خليفة ديوانين. «خطاك تدق على الطرق الماكرة» و«قصائد ممنوعة من النشر». محمد بوذينة المبدع الساكن في الوجدان ليس غريب ان تبادر بلدية الحمامات ببعث مسابقة سنوية في الشعر تحمل اسم المبدع الساكن في وجدان كل أهالي الحمامات بدرجة أولى الشاعر الراحل محمد بوذينة. والرحل محمد بوذينة أحد أهم شعراء الأغنية في تونس وأكثر الباحثين إنتاجا إذ أصدر ما لا يقل عن ثمانين تأليفا واهتم بالذاكرة الوطنية في مجالات الفنون والآداب وأرخ للأحداث الكبرى والشخصيات ذات الإضافات البارزة وجمع الإبداعات المتميزة في تآليف مرجعية. كما وضع موسوعة من عشرين جزءا حول أحداث العالم في القرن العشرين وأخرى خاصة بأحداث القرن في تونس إلى جانب كتاب بعنوان «مشاهير التونسيين «الذي يعتبر مرجعا أساسيا في التعريف بالشخصيات التونسية البارزة في تاريخ البلاد. غنى للراحل محمد بوذينة جل الفانين التونسيين من مختلف الأجيال كما كان المؤسس وصاحب الريادة في تأليف الأغاني التي تتغنى بالمدن السياحية التونسية.. وتغنى بالحمامات في أكثر من اغنية وهي التي قال في شانها « الحمامات هي المكان الذي كان يجب ان اولد فيه».