من كان يظنّ أنّ معركة الشعر الحديث في تونس وأشهر المعارك وأكثرها حدّة كانت بين محمد الصغير أولاد أحمد ومنصف المزغني ستنتهي بهذه السرعة وتحسم لصالح شعراء مجدّدين ومجرّبين يتمتّعون بموهبة خارقة، يغامرون من أجل أن يكون لهم صوتهم المتميّز وابداعهم المتفرّد في المشهد الشعري المجلسي وهذا نوع من الشعرية الجديدة اختصّ بهما شاعران مغامران لا تسد لهما أبواب الخلافة السادسة اختصّا في مدح الخليفة السادس الشيخ الغنوشي رغم اختلاف الأسلوب الابداعي. فالشاعر بن جعفر يختصّ بشعريّة يستند فيها إلى مفهومين هما العلائقيّة والكلية المؤدية إلى تاج الكرسي الشعري المربوط بوتد الخليفة أمّا الشاعر الشابي فسمة شعريته العمودي في حركته المتواشجة مع مكونات الخصائص الشعريّة الاسلامية في دستور الخليفة رضي اللّه عنه وهذه القيمة الجماليّة في شعريّة المديح عند الشابي الملقب بالعمودي الجمهوري الاسلامي المختص في الدراسات الوصفيّة المختصّة في البحث عن عرش الشعريّة الهاربة دائما وأبدا لا تحدّها ايّة حدود بالدور فالمهم هو الكشف عن سرّ خلود الأنا عند الخليفة السادس. إنّ الوظيفة الشعرية عند بن جعفر والشابي تبعث داخل الخطاب سواء داخل سوق عكاظ بباردو أو في مونبليزير هو تماثل التنقّل أو تنقل التماثل من الزمكان الطبيعي وهو محور الاختيار إلى محور التكالب والتأليف وبناء عليه رضاء الخليفة هو أصل الوصفة السحريّة للوصول للقاسم المشترك لكن قد يدخل إلى هذا السباق الشعري شعراء اصابتهم الدهشة الشعرية الحديثة وأخصّ بالذكر لا الحصر الشاعر حارس القافية المتوتّرة محمد عبو والشاعر صاحب القصائد الواقعيّة وصاحب الفضائل من حبّ وعدل وجمال وحق وصدق وأمن والأسى والألم وشعريته الهدم الكلّي نحو اليسار الشاعر الدكتور المرزوقي وصهيل حروف هذا الأسبوع اكتفى بمفهوم الشعرية العام وسنعود إلى تقديم دراسة مقارنة في الأصول والمنهج والمفاهيم عند «الفِطَحْلَيْنِ» بن جعفر والشابي ونختم بقصيدة للشاعر الدكتور المرزوقي: قريبا يسقط عرشي وسوف أفارق قصري وبعد الخليفة سأعلم أنّي سأدخل في وحدتي سوف أدخل نعشي إن فاز بالسباق المدحي بن جعفر أو الشابي