صفاقس أعاد العرب بعد عودة عقبة بن نافع سنة 62 ه / 681 م بناء السور الذي هدمه الوندال . وذكر الشيخ محمود مقديش في تاريخه «نزهة الأنظار» أنّ الأمير أحمد بن محمد بن الأغلب أمر سنة 245 ه / 859م بإعادة بناء السور على يد القاضي علي بن سلم جدّ أبي إسحاق الجبنياني، لكنّ المؤرّخ أبا بكر عبد الكافي يرجّح أن يكون تاريخ التأسيس أسبق بعشر سنوات ومتوافقا مع تاريخ بناء الجامع الكبير، في عهد الأمير محمد بن الأغلب، وأن يكون ابنه وخلفه أحمد هو الذي جدّد البناء بالحجارة والكلس عوض الطوب والطين. وقد أعجب الإدريسي في ق 6 ه / 12م بالمحارس النفيسة على أسوارها وصفائح الحديد المنيعة على أبوابها نقلا عن ابن حوقل في ق 4 ه / 10م . وأشهرها باب البحر وباب الديوان والباب الجبلي. القيروان تعرّض سورها عديد المرّات للهدم وإعادة البناء لسبب أو لآخر فلم يبق أيّ من الذي رفعه محمد بن الأشعث في عهد الولاة سنة 144 ه / 761 م . وكان من الطوب مشتملا على ستّة أبواب : باب أبي الربيع جنوبا وباب عبد الله وباب نافع شرقا وباب أصرم وباب سلم غربا وباب تونس شمالا . كما لم يبق حجر من السور الذي بناه المعزّ بن باديس في أواسط ق 5 ه / 11 م إثر الزحف الهلالي. كما هدم مراد الثالث في ثورة القيروان في العهد العثماني السور الذي شيّده من قبل الحفصيون في ق 7 ه / 13 م. وإثر ذلك قامت الدولة الحسينية سنة 1705 م فشيّد مؤسّسها حسين بن علي قبل 1712 م السور من جديد بأبواب كباب الجلاّدين (باب الشهداء حاليا) وباب الخوخة . وتعهّده ابناه محمد وعلي بالترميم. وجدّدت أبوابه بين 1755 و1771 م. وجهّزت أبراجه بالمدافع. وأقيمت في إحدى زواياه قصبة للعسكر في عهد المشير أحمد باي.ثمّ أهملت فحوّلت أخيرا إلى نزل .وهو متعهّد بالصيانة. الكاف آخر من رممها - قبل الاستقلال وعناية وزارة الثقافة والمعهد الوطني للتراث بها - هو علي باشا الثاني سنة 1739 م وحمّودة باشا سنة 1813 م . وفي الأثناء اعتنت بها السلطة الاستعمارية لحماية المدينة بل كثكنة إلى سنة 1888م ثمّ هدمتها سنة 1901 م. وكانت بها خمسة أبواب، أحدها خفي اسمه باب غدر – كما في قصبة تونس وغيرها – وهو آخر ما بقي منها متّصلا بجزء من السور في الناحية الشمالية الغربية بعد هدم باب الشرفيين لتشييد القصر الرئاسي. المهديّة أمر المهدي بتأسيسها وتشييد سورها سنة 303 ه / 915 م لحمايتها من جهة البرّ بما أنّها على رأس داخل في البحر، بقي منه شامخا باب زويلة أو باب الفتوح المعروف بالسقيفة الكحلاء بعد تضرّره مرارا في هجمات الإسبان والنرمان وثورة صاحب الحمار . اعتنى به الأتراك كحصن للمدفعية.و كشفت الحفريات عن بقايا السور الفاطمي من جهة البحر في شكل أبراج للحماية. سوق يعود الفضل إلى والي إفريقيّة يزيد بن حاتم المهلّبي ( 104 – 172م) في ترتيب أسواق القيروان حسب اختصاصاتها . وربّما فعل مثل ذلك في مدينة تونس التي ازدادت أسواقها تنظيما مذ اتخذها الحفصيّون عاصمة لدولتهم. والمبدأ أن تتفرّع عن الجامع الكبير فتكون أقربها إليه مسقّفة ومخصوصة بالتجارة النظيفة كالمصوغ والعطور، تليها أسواق الشواشين والحرير والصوف والقماش . وتستبعد الصنائع الملّوثة إلى أطراف المدينة ثمّ إلى خارج الأسوار كالصباغة والدباغة وصناعة الفخّار وبيع التبن والحلفاء والجير. واختصت مدينة تونس بأسواق ينشط فيها اليهود كسوق الترك والقرانة وبأخرى للنساء كسوق الربع. واتخذ بعضها شكل الفنادق، خارج باب البحر، كفندق الغلّة وفندق الزيت وفندق البارود. ومنها ما نسب إلى المقيمين أو العاملين فيه أو فيها، كسوق الجرابة الوافدين من جربة، أو إلى شخص كسوق سيدي محرز، أو إلى حالة كسوق بوصفّة ربّما للضيق والازدحام. وسوق البلاط لأرضيّته المرصّفة والسوق الجديد مقارنة بما سبق. وكانت مخصوصة بأبواب تغلق ليلا وأمناء خبراء بالصنعة على اختلاف أنواعها يحتكم إليهم حرصا على الجودة ومنعا للغشّ. وكذلك كانت أسواق المدن التاريخيّة كالقيروان أقدمها ومرجع نظامها. منها سوق دار الإمارة لقربها منها، وسويقة المغيرة باسم آل عبد الله بن المغيرة الكوفي عالم الحديث الوافد على القيروان، وسوق ابن هشام، وسوق بني هاشم، وسوق إسماعيل الأنصاري أحدثها بجوار مسجده سنة 71 ه / 690 م، وسوق البزّ،و سوق الخوص، وسوق الهجاجل . وقد تغيّرت بعض الأسماء بتغيّر الأنشطة وإحياء للبطولات الوطنيّة. -البشروش (ت.): موسوعة ...، ص 275 – 277 ؛ الحشايشي (م.): العادات... (في بيان عدد أسواق مدينة تونس... ص377 – 387 )؛ الحمروني (أ.) : أندلسيات زبيس، ص22 – 25 ؛ الكعبي (م.) : موسوعة... ص398.