جرجيس (الشروق) من ميناء جرجيس وكعادتها، انطلقت الخرجة البحرية وسط الزغاريد اهازيج البحارة وقرع طبول فرقة القوقو وعروض فلكلورية للدمى العملاقة وماجورات قابس بمشاركة الالاف من متساكني الجهة، منها أكثر من 50 مركب بالمحرك والشراع. وحظيت الخرجة بمتابعة عدد هام من الجماهير من مختلف الشرائح العمرية ومن بعض الولايات المجاورة والسياح رغم شدة حرارة الطقس،عروض فرجوية مختلفة ومشوى الاسماك وسلطعون البحر فضلا عن معرض للفنون التشكيلية، كان للبحر والاسفنج فيه حضورا متميزا بأنامل اصغر فنانة تشكيلية، على سطح المراكب. وفضلت بعض العائلات اقتناء الاسماك لإعداد اكلاتها في عرض البحر، مشاهد مختلفة تبرهن فعلا ان الخرجة البحرية هي من الركائز الاساسية لمهرجان الاسفنج رغم ما تعترضها من صعوبات اثناء تنفيذها، لكن القائمون على برمجة هذه الفقرة يصرون على ديمومتها باعتبارا ان جرجيس مدينة عرفت منذ اكثر من قرن ( سنة 1900 ) بصيد الاسفنج وتصديره الى عدد من الاسواق الاروبية. ولايزال الصيادون يمارسون هذه المهنة كنشاط اساسي الى اليوم ويضطرون للإبحار لمسافات بعيدة بحثا عن الاسفنج من خلال مشاركة اكثر من اربعين مركبا و 80 غواصا لصيد الحجامي والزيموخة وانواع اخرى من الاسفنجح التي تتواجد بتونس وعددها 15 نوعا، حفاظا على خصوصية المهرجان الذي ينفرد في انطلاقته بالخرجة البحرية، فيما تنطلق باقي المهرجانات بالسهرات الفنية. وتستغرق الخرجة البحرية ساعة من الزمن يستمتع خلالها المشاركون بجمال الطبيعة البحرية وبالدلافين والطيور البحرية وبتجسيم عملية صيد الاسفنج بالطريقة العصرية عوضا عن الطريقة التقليدية، التي لم تعد ذات مردودية لعدم وجود الاسفنج بسواحل جرجيس، ولتعود الى نقطة الانطلاق بميناء الصيد البحري حيث يجد المبحرون مشوى الاسماك وسلطعون البحر .