غموض كبير يسيطر على أجواء المنتخب في ظل عدم الحسم في مصير المدرب الفرنسي «ألان جيراس» الذي أنهى إجازته الصيفية وعاد إلى مكتبه وكأنّ شيئا لم يكن. هذا الوضع لا يخدم الفريق الوطني الذي يحتاج إلى إزالة الضبابية اليوم وليس غدا خاصّة إذا عرفنا أن المنتخب مُقبل في غضون الأسابيع القليلة القادمة على تحديات كبيرة تتصدّرها التصفيات المُؤهلة ل ال»شان» وال»كان». «جيراس» حافظ الدرس من الواضح أن «ألان جيراس» فاهم اللّعبة بشكل جيّد بما أنّه تحصل على ترخيص من الجامعة لقضاء إجازته في فرنسا قبل أن يعود إلى مكتبه ويُباشر مَهامه بصفة طبيعية وبأعصاب حديدية بدليل حديثه عن «مُخطّطاته» المستقبلية مع المنتخب. وتؤكد مصادرنا أن «جيراس» يتكلم مع المُحيطين به في الجامعة والإدارة الفنية بطريقة تُوحي بأنه باق رغم موجة الإنتقادات التي لاحقته على هامش ال»كان». تصرّفات «جيراس» تفضح نواياه الخفية وحِيله الذكية بما أن الرجل يريد أن يُوهم الجميع بأنه يحترم القانون ولن يُخلّ بالعقد الذي يربطه بالجامعة إلى حدود جوان 2020. ويدرك «جيراس» أن ما يفعله الآن يجعله في موقع القوة بما أنه يؤدي واجبه وحاضر في مكتبه فضلا عن نجاحه في تحقيق الهدف الذي اشترطته الجامعة وهو بلوغ الدور نصف النهائي لكأس افريقيا. وبناءً عليه فإن الجامعة تقف أمام أمرين أحلاهما مرّ: فإمّا تثبيته رغم أنف الجمهور النّاقم عليه وإمّا عزله بشكل تعسّفي مع تمكينه من تعويضات ضخمة (رواتب الأجور المُتبقية في العقد). ولاشك في أن «جيراس» الخبير بالإقالات والاستقالات أحاط نفسه ب»مُستشارين» جيّدين ليخرج رابحا في كلّ الحَالات. سيناريوهات بالجملة تؤكد المعلومات القادمة من الجامعة أن مستقبل «جيراس» مع المنتخب مفتوح على كلّ الاحتمالات ولا تُخفي مصادرنا في الوقت نفسه أن سيناريو الانفصال هو الأٌقرب للواقع خاصّة أن هذا المدرب فقد ثقة المسؤولين واللاعبين كما أنه خسر احترام الجماهير. وتضيف مصادرنا أن الجامعة اختارت «مُسايرة» «جيراس» بدل التَصادم معه كما حدث لحظة عزل «كَاسبرجاك» والبنزرتي. وكانت الجامعة قد راهنت على مُبادرة «جيراس» بتقديم استقالته هربا من الغضب الجماهيري غير أن مدرب المنتخب خيّب آمال المسؤولين واختار الصّمود حتى وإن كان في ذلك مساس ب»كرامته». الأمر الثاني الذي راهنت عليه الجامعة للتخلّص من «جيراس» يكمن في حصوله على عرض مغر يُعجّل برحيله تماما كما حدث مع نبيل معلول بعد المُونديال. ويبدو أن هذا الرهان كان خاسرا أيضا بحكم أن الأنباء التي بحوزتنا تفيد بأن «جيراس» لم يتلق عروضا تستحق الذّكر (هذا طبعا ما لم يُناقش بعض المُقترحات بصفة سرية). ومن هذا المُنطلق فإن الجامعة لا يسعها إلا أن تنتظر انتصار الرجل لكرامته وتقديم استقالته من تلقاء نفسه أو وصول عرض يطير به إلى بلد آخر. وهذا السيناريو الذي يتمنّاه مكتب الجريء بما أن خروج «جيراس» نحو ناد أومنتخب آخر سيجنّبه الطّرد بالقوّة. كما أن هذا الإجراء سيكون بمثابة «الهدية» بالنسبة إلى الجامعة بما أنها ستتخلص من المدرب بطريقة ودية وستُظهر للرأي العام بأن الانفصال عن «جيراس» كان نتيجة بحثه عن تحديات جديدة لا بسبب فشله مع المنتخب التونسي. ومن المعلوم أن الجامعة لا تريد الإقرار بأن المنتخب مرّ بجانب الحدث في «كان» مصر وقد كان بوسعه الذهاب بعيدا في السّباق القاري لولا حالة التسيّب والفوضى الفنية التي أتحفنا بها «جيراس» وهو من اختيار الجامعة ما يجعلها تتحمّل مسؤولية ضياع الحلم الافريقي. اجتماع حاسم الثابت أن الجامعة على وعي تام بأن ملف المدرب الوطني لا يحتمل المزيد من التأجيل وتفيد مصادرنا أن الجريء يفكّر في الدعوة إلى عقد اجتماع في الغرض وذلك بعد «فينال» الكأس المُبرمج يوم 17 أوت. ولم تستبعد مصادرنا امكانية تقديم هذه الجلسة إلى ما قبل الموعد المذكور ليقين الجميع من أن الوقت حان لغلق ملف المدرب الوطني إمّا بتجديد الثقة في «جيراس» أوالتخلي عنه بالوسائل الودية أوب»القوّة» مع تحمّل المشاكل القانونية والخسائر المالية الناجمة عن لجوئه المُتوقّع ل «الفيفا» التي كانت لجانها المختصّة قد حكمت بقرابة مليارين للمدرب الوطني السابق «هنري كاسبرجاك» على خليفة الطرد التعسّفي من المنتخب.