إقالة والي صفاقس عادل الخبثاني زوال أمس السبت من مهامه بشكل مفاجئ ، أثارت جدلا واسعا باعتبارها تزامنت مع « أزمة المياه» بصفاقس وتصريحاته حول قرار غلق مصنع «السياب» التي قال انها وقتية.. تونس- الشروق الإقالة تفاعل معها عدد كبير من المواطنين بالجهة وهو ما تكشفه صفحات التواصل الاجتماعي التي هلل البعض من أصحابها لهذه الإقالة معددا سلبيات الوالي المقال في التسويف والمماطلة وتجميد المشاريع المبرمجة ، متوقفا حتى عند " الكورتاج " المرافق له في تنقلاته اليومية! ، في حين ذهب البعض الآخر إلى انه قرار سياسي بامتياز مرتبط بالاستحقاقات التشريعية والرئاسية المقبلة .. والواقع أن موضوع «السياب» من المواضيع الحارقة بصفاقس، فالمصنع له انعكاساته الاقتصادية والتشغيلية الواضحة على الجهة والبلاد ، وهو في ذات الآن مصدر قلق وتذمر من أهالي صفاقس الذين يعتبرونه «مصنع الموت» الذي آن الأوان للتخلص منه حتى تتنفس صفاقس هواء نقيا وتستمتع بشواطئها التي حرمت منها لعقود بسبب التلوث الذي قتل الزرع والضرع. قرار الغلق الذي تحصلت " الشروق " على نسخة منه ، يقول بعد الديباجة « ان وزير الصناعة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة قرر ما يلي : "يوقف حالا نشاط وحدة انتاج مادة ثلاثي الفسفاط الرفيع TSP بمصنع السياب المستغل من قبل المجمع الكيمائي التونسي والكائن على مستوى طريق قابس كلم 4 من ولاية صفاقس إلى حين التأكد من مطابقة نشاط هذه الوحدة للشروط الفنية والمتعلقة بالبيئة والسلامة والوقاية المعمول بها في المجال ". وأضاف القرار الموجه إلى والي صفاقس ومعتمد صفاقس الغربية ورئيس بلدية صفاقس وغيرهم من المعنيين بالتنفيذ في فصله الثالث « يدخل هذا القرار حيز التنفيذ ابتداء من تاريخ إمضائه» . لكن يبدو أن والي صفاقس عادل الخبثاني لم يسرع في التنفيذ وقرأ قرار وزير الصناعة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة على طريقته ، فكان قرار إقالته أسرع في بلاغ صادر زوال أمس عن وزارة الداخلية قرر بمقتضاه رئيس الحكومة إجراء حركة جزئية بسلك الولاة تم بمقتضاها تعيين أنيس الوسلاتي واليا على صفاقس خلفا لعادل الخبثاني. قرار الإقالة المتزامن مع قرار وزير الصناعة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة الداعي إلى " يوقف حالا نشاط وحدة إنتاج مادة ثلاثي الفسفاط الرفيع TSP بمصنع السياب " تزامن كذلك مع أزمة المياه بصفاقس ، وهي الأزمة التي نبهت إليها " الشروق " في أعداد سابقة داعية إلى ضرورة الإسراع بإنجاز محطتي تحلية مياه البحر بكل من صفاقس وقرقنة والمبرمجتين لسنتي 2021 و 2022 . والي صفاقس الذي اتضح ان أداءه لم يكن مرضيا بصفاقس وهو ما يفسره ابتهاج عدد كبير من المواطنين بإقالته ، يترك مكانه للوالي الجديد أنيس الوسلاتي الذي تنتظره عديد المهام الجسيمة في ولاية بحجم ولايتين لعل من أبرزها موضوع السياب المحرقة وأزمة المياه وغيرها من المشاغل والمشاكل التي لا يتسع المجال للوقوف عندها الآن والتي من أجلها ينتظم اليوم الاحد بصفاقس يوم غضب للتعبير عن غضب الأهالي عما آلت إليه الأوضاع بصفاقس ..