افتتح السودان، أمس السبت، صفحة جديدة في تاريخه بالانتقال من الحكم العسكري الى الحكم المدني وذلك بعد أشهر من الاحتجاجات والمواجهات الدامية بين متظاهرين وقوات الأمن وياتي هذا التطور في ظل أجواء احتفالية عمت البلاد. الخرطوم (وكالات) ووقعت قوى إعلان الحرية والتغيير في السودان والمجلس العسكري الحاكم بشكل نهائي وثائق الفترة الانتقالية امس (السبت)، وذلك بحضور إقليمي ودولي لممثلي الدول والمنظمات الدولية. وجرى التوقيع بحضور شخصيات إقليمية ودولية من بينها رؤساء تشاد إدريس ديبي ودولة جنوب السودان سلفا كير ميارديت وكينيا أوهورو كينياتا، ورئيسي وزراء اثيوبيا آبي أحمد ومصر مصطفى مدبولي (ممثلا للاتحاد الأفريقي)، وعدد من وزراء خارجية الدول الأخرى وممثلي المنظمات الإقليمية والدولية توقيع الوثائق الخاصة بالفترة الانتقالية بقاعة الصداقة بالخرطوم. هذا وحمل حفل التوقيع اسم «فرح السودان». ووقع الاتفاق أحمد ربيع، ممثلاً لقوى الحرية والتغيير (المعارضة)، ومحمد حمدان دقلو (حميدتي) عن المجلس العسكري الانتقالي. وشهد على التوقيع رئيسا وزراء مصر ورئيس المفوضية الإفريقية. وعلا التصفيق في الصالة التي تواجد فيها رؤساء دول وحكومات وشخصيات من دول عدة بعد التوقيع على الاتفاق الذي من شأنه أن يؤدي إلى حكم مدني في البلاد. وبموجب الاتفاق، سيحكم البلد الذي يبلغ عدد سكانه 40 مليون نسمة مجلس سيادة يتألف من 11 عضواً. وينص الاتفاق على أن يعين المجلس العسكري وزيري الداخلية والدفاع. وكان تجمع المهنيين السودانيين أعلن عن اتفاق هياكل قوى الحرية والتغيير على تولي عبد الله حمدوك، رئاسة الوزراء خلال الفترة الانتقالية، بينما رشح المجلس العسكري عبد الفتاح البرهان رئيساً للمجلس السيادي.وتضم قوى الحرية والتغيير تجمع المهنيين وتحالفات الإجماع الوطني والتجمع الاتحادي والقوى المدنية ونداء السودان. وعزلت قيادة الجيش السوداني في 11 افريل الماضي، عمر البشير من الرئاسة (1989 - 2019)، تحت وطأة احتجاجات شعبية منددة بتردي الأوضاع الاقتصادية. من جهتها، قالت قوى الحرية والتغيير، على لسان ممثلها، محمد ناجي الأصم، إن السلام يجب أن يكون شاملاً دون استثناء، مشيداً بدور الوسطاء في التوصل للاتفاق. وأكد الأصم التمسك بالتحقيق في فض اعتصام القيادة العامة، مشدداً على أهمية المساواة بين أقاليم السودان ومحاربة الفساد لإنعاش الاقتصاد. وانطلقت احتفالات رسمية وشعبية في السودان، بمناسبة بدء مراسم التوقيع على الاتفاق بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى المعارضة.وشارك أيضاً في مراسم الاحتفال وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، عادل الجبير، ووزير الخارجية البحريني، خالد بن أحمد آل خليفة، ونظيره الكويتي، صباح خالد الحمد الصباح، ورئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، إضافة للوسيط الإفريقي محمد الحسن لَبّات، والمبعوث الإثيوبي محمود درير، وممثلون عن الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي. وسيشهد اليوم الأحد الإعلان عن تشكيل مجلس السيادة وحل المجلس العسكري، فيما سيشهد، غدا الاثنين، أداء أعضاء مجلس السيادة اليمين الدستورية.كما يؤدي رئيس الوزراء اليمين الدستورية في 21 اوت.